على هامش نوم.. تكتب “ريجينا ملوك”

-ريجينا ملوك- خاص (الجسرة)
أعرفُ أنك نائم الآن، تحاولُ بحركةٍ فاشلةٍ أنْ تدفعَ يقظة العالم عن عينيك وتفردَ يدك اليسرى علّها تلتقط فرحًا عابرًا بجانب نومك، نومك في هذه اللحظة هو كلّ ما توقعتُ حدوثه وحدث… كانزلاق حافة القميص فجأةً عندما يداهمها عطرك، كارتفاع حاجبك الأيمن عندما تنتظرُ مَنْ يتأخر عنك بقبلةٍ حزينةٍ وكانغماس أصابعك بقلبي كلّما وددتُ أنْ ألوّحَ لك بوداعٍ واحد.
أنتَ الآن نائمٌ وحولك أشياءٌ كثيرةٌ تتهامسُ عنك، القفلُ في الباب، كأسُ الماء على الطاولة، هاتفك الجوال بجانب رأسك، المشهد الأخير من حلمك يظهر به وجهي كجثةٍ مرميةٍ على رصيف، ثيابك المتروكة بكامل أناقتها على الكرسي، رائحتي تنام بجانبك كطفلةٍ لم تعرفْ أمها، خيطُ الحنين الذي يربط قلبي بالنافذة فوق سريرك، رسائل الفتيات التي غادرتها قبل نومك بثانيةٍ واحدة، كلّ هذه الأشياء المتواطئة معي، تخونك بغفلةٍ عنك وتأتي إلي.. هادئةً مستسلمة كي تراقبَ من بعيد كيف يغدو العالم جميلاً وهو نائمٌ على سريرك!