نزهة في دهاليز الحرب .. ل -حسين الضاهر-

-حسين الضاهر- خاص (الجسرة)
ضع صدرك المتخم بالأحقاد جانبا، ولنذهب في نزهة على امتداد الجروح النازفة
أخلع سترتك الواقية والبس بدلاً عنها سعفة نخل
أفرغ جيوبك من الرصاص واجلب سكاكراً وقطناً طبي
أركل مؤخرات الجنود وتجار السلاح ورجال السياسة ثم اخلع حذائك واقذفه في وجه الماضي
هي وصية أهلك تحت الخيام
فوق الخيام
عند الأنهار الباردة… في محطات الميترو
تحت التراب… عند ديدان الأرض
فوق الصراط المستقيم
في جنان الخلد….. في الجحيم المستعر
أقبلها هدنة لأجل العصافير إن أردت، أو لأجل شاعرٍ عجز عن حشر الرصاص في أفواه مريديه
أو لتتخذ من الحب وريثاً شرعياً للحرب
أقبلها يا صديق الخراب قبل أن يغطي الغبار أجسادنا أو تعال لنقرأ المراثي من على الشرفات
بأصواتنا الخافتة بأصابعنا المشوية لعلها نضجت في الحريق الماضي، أتدري؟ إن كنت لا تشرب الشاي حلواً
فأنا كذلك لا أهوى قضم أصابع الديناميت، أفضل الركض خفيفاً في كوابيسي، أترى؟ نحن متشابهان
كمنقاري عصفور أو ربما كجناحي دجاجة لا أدري فالمهم أننا متشابهان،
تعال لنفّلي رأس الغابة بحثاً عن الثمانية وثلاثون شجرة تشبهنا
تعال لنركض في دهاليز البلاد المعبأة بالدمار ورائحة الخوف
تعال لنغتسل من رائحة الكافور وبقايا الميكروكروم الجافة
تعال لنسقط المذبحة من أبجديتنا العتيقة
تعال لنرسم للديكتاتور قرني ثور ولنطارده بعباءات الأمهات الثكالى
تعال لنرقص الباليه فوق القنابل الموقوتة.. في الزنازين الإنفرادية.. على فوهات المدافع
و في المقابر الجماعية
تعال لنسرق رغيفي سكينة لنأكل وننام، فأمامنا أحلام كثيرة