ثلاث قصص قصيرة جدًّا ل -محمود روبي-

-محمود روبي-

(سحابة)
ظلّت تُحلّق كالعادة، بالتزامن الدقيق مع مرور الموكب المهيب؛ بينما كانت صغيرتي تحاول اختراق شبكة السيقان المغروسة أسفل صخب التهليل، والصفير. غادر الموكب.. بقيت شمسه الحارقة، وجفاف حلقي، وجثة ابنتي المحمولة على كفي. رمقْت شُرطيًا، كان مشغولًا بهندامه المنعكس بهاتفه.. دنوت منه قليلًا: لماذا لم يلوِّح لنا يومًا بيديه؟! تحسس مسدَّسهُ، ثم قام بالقبض عليَّ!

(زنزانة)
كنت بلا أعين ذات ليلة.. تم اقتيادي إلى زنزانتي. وبينما كنت أسمع صوت ماء يرتطم بوعاء، كانت شظاياه المتقطعة تداعب ما تبقى عاريًا من وجهي النحيف.. كاد أن يُغشى علىَّ من شدة الظلام. ظللت أعتصر رأسي، ولكن لم أتذكر جريمتي الفظيعة! الكل كان يريد الانتقام. سكت الماء.. انفكّت العُصابة.. رأيتني مشنوقًا بمشجب على حبال الزينة..

(أنثى)
تجمهرن أمام إعلان يقول: ”مطلق ثري يريد بكماءً للزواج“.. تسابقن إلى أقرب جرَّاح، إلا واحدة.. تزوجها.. ظل يحدثها، حتى يأس.. فاضطّرت غاضبة إلى رفع ورقة تقول: ”أنا بكماء“!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى