دون عينيكِ.. ل ”صلاح بن راشد الغريبي“

-صلاح بن راشد الغريبي-
دون عينيك ينطفيء النهار
وأنجم الليل تبدو دموع حزن معلقة في وجه السماء
دون عينيك تصبح الأشعار حروفا مبعثرة الأشلاء
ما الصباح و ما المساء ما اليوم وما كل الدهر؟!
أنتِ حيث تكونين وأينما ابتعدت لا تفارقينني أبدًا
لا زمان لا مكان
فعينيك كذّبت كلّ سنن الوجود فوحدك ِ الحقيقة
بك الزمان يتنفسُ ثوانيه المتجددة
وبكِ المكان هو الطبيعة كلها
الصمت يسود في صخبِ حضورك الهامس
صخب لا يثير سواي ولا يزعجني أبدًا
صوت بكاء الطفل عند مولده يشبه هذا الصخب
لكن فرحتي به أشد من فرحة الأب والأم
أصرخي في داخلي كما تشائين
لا أحد يسمع صراخك غيري أنا
وأسمي صراخك أغنية
تجعلني شجرة تتسلق الهواء إلى السماء
طين هواء سماء وأتنفس أخيرًا