ليل الهوى – د. صلاح بن راشد الغريبي

الجسرة – خاص

ليل الهوى إن بوحي
في حسنها كم تغزّلْ

إن قيل فيها حديثٌ
اهتزّ قلبي تزلزل

والطيف إن زار نبضي
يشتدُّ فيهِ ويعمل

الشوق أذكى حنيني
كالنار في الروح أشعل

تأتي الليالي وتمضي
والجسم يا خلُّ ينحل

الليل بالعشق يغزو
شُطآن روحي ويحتل

إن يصبح الليلُ فجراً
حتماً سناها وأقبل

القدّ منها رشيقٌ
والشَّعرُ كالليل أكحل

والصبح إشراق وجهٍ
ينساب بالحُسن أذهل

بالصّدرِ طيرٌ رقيقٌ
من ملمس الورد يخجل

تجلوا ثناياك همّي
والثوب للقد فصّل

إن تخطري في أناةٍ
فالجوّ بالعطر ينهل

أو تسرعي يا ملاكاً
أنفاس قلبي ستُسْتل

ما السيف والرمح أمضى
اللحظ أمضى وأقتل!

من نَبلِ رمشٍ كحيلٍ
كم من كميٍّ تَجنْدل

أرسى بقانون عشقٍ
إن شاء أمراً سيفعل

من قال أني صغير
يا عاذلي لست أجهل

إني وربي ضليعٌ
في الحب لا لست أَسأل

ما طاب لي بعْدُ عمري
إن كنتُ بالعذل أحفل

أرتاب منهُ وأغدو
كالطير بالصوت يجفل

يا من يحبُّ الجمالَ
خذ من شعوري تمهّل

غيثا مغيثا لقلبٍ
يروي وما كان أهزل

لا يُنقِص الحبُّ قدراً
بل يصبح المرء أكمل

بالحب تصفو الحياةُ
يغدو به العُمْرُ أجمل

أنهار قلبي سقتكم
عذبا زلالا تسلسل

قولا أنيق المعاني
سحرا من البوح أجْذَل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى