من حديث المأخوذ – ماجد عاطف

الجسرة – خاص

إني أعشق إنسية
جناً يتلفّع بالأسماء
يتوغّل في الاسم العاشر
بعد الألف
ويلامس شفتي بلقيس.
يمس أنف السامري
ويهبط من الافتراض
كألواح الآجر.
تتنقّل من عدن لحيفا
سرّاً
ومن لندن إلى باريس.
//
كسندريلا الغابة
وحكايات تشوّهت منذ الطفولة
من تلفازٍ أخرس
بالأبيض والأسود
تعبثين بعقل المجنون
عقلي
لأكون جنيناً لك
أبد المنطق.
//
يا ابنة أميرك غير الشرعي
هو وجعك
وبصقت عليه للمرة العشرين
بعد الألف،
من أجلك
فامسكي الممحاة.
لن تذهب خطاياك وتفاهاته
احترق الآن كمزبلة،
وتُرِكَ خلاءً للمستنجين.
:
لا يزول خطأ دون اعتراف
ولا يزول ممحي
لكني لم أكتب بعد
سرّ الأميرة
وخطايا النرجسي الشهير.
//
رأيتك في يمام النشيد
وأسلاك الكهرباء
وعصفور يخرج من شباك النص.
رأيتك في سبطانة دبابة
واقتصار المنطق
رأيتك تتعرين تحت الخزان
بين الأخوات السبع
وتتباهين فيما بعد
-كالاستهلاكي
أو الفقير المغرّر به-
بـ تونا وفطر وقهوة “بلاك”!
نسيت:
وملابس يتبرع بها
أصدقاء سوء في ايلياء!
تذكّرت:
ونبيذ أحمر
على طاولة (قومية) مختلطة!
//
هل كنت قدري؟
أن أهرب منك المرة تلو المرة
لأراك في كل وجه
من تُركيٍ على صهوة جواد
لمهرةٍ تنظر مستقيما
كالفتيات المؤدبات
لأرمنيٍ في البلدة القديمة،
ومتهوّدةٍ في عُمان
أو متصهينة في بلجيكا؟
//
وحين نلعب أحجية النسبة
على الملأ وسراً في آن
أتتبسّمين من النافذة الرقمية
كوردة صناعية؟
//
هل تلذذت بنصل السكين
وهو يبتر مرتكزاً
على حلمي الفوضوي،
آمالي كلّها؟
أم هو نسغ السوء
حين لا يبقى للسروة من قيمة
إلا فكرة تسكن
رأس المأخوذ؟
//
أردتِ ليلى
وصرت رفيقك في البرية
حين اجتمعوا أزواجاً
اثنين اثنين
-اولئك المراهقين-
من دونك
وبقيت وحيدة.
حدّقت في وجه الكلب طويلا
خريستو على ما اتذكر
وتساءلت كثيرا:
لماذا تعشق مراهقة كلبا
نجسا؟
//
هل كان ذلك قبل سقوطك
أم بعد تخصص الاتصال
ومونتاج العدسة
وكرة السلة مع مختاري الربّ
حين الشَعر الحداثي قصير؟
//
واشتهيت لأجلك كل فكرة
صارت تقفز مباشرة
من المخيلة
لبدني.
لم يعد لي قلب تتدرج فيه!
//
وحين ضججت من اللسعات
اتهموني بالقتل
فخفت عليك وركضت أرجو
كل بذيء في رام الله
ليحميك
لأنك صرتِ كبش الافتضاح
وأنت لا تعين.
//
يا ابنة الافتراض
إنك المتخفية كل مرّة
ولا يذهب الاسم
وإن تكرّر
ولي عذر حين لا استوعب صدمات
تأتي من أسلاك وهواء.
//
أملت بيحيى خشوعاً
-مصحف افتحة عشواء
ليخبرني ماذا أفعل
حين يلمس الأصبع أول الآية
وأنا في تيه الكون،
وحدي-
وقبالته من أجلك
كان اسحق.
//
لو “سألت بلطف”
بصدق ونزاهة
لو خبّرتيني
عن المأساة
لكان لك الاسم والجوف
//
إني لا أصلح إلا لهذا:
“رد الريح ودفع البرد وطرد الوحشة
مع جمع الحطب في الطريق
ونصب الخيمة”
ومخالفة التافه المألوف.
//
الآن الآن
-بعد أن نسيت
وفتحت أملي للمقبل
واشتهيت كجائع الخبز
امرأةً-
ظهرتِ لتذكّرينِ؟
//
لا أتأثر
مضى توصيفك الحميم.
حين قرأته في الملحق
عرفت فيه الود
رفعت السمّاعة
فقالوا إنك هناك.
كنت أراك في السور والرصيف والغراب والملعب والمقبرة، في السطور والجدران والحاجز والأعمدة، والغبرة والمخيم في الاجتياح والمعرض والمحكمة. كنت..
//
ما كتبتها إلا لأصدمك
تلك الكلمة
لأجبرك على زاوية أخرى
جدية
لأعطيك ما تحومين حوله
بشِباكٍ وتمهيد
دون أن اعطيك
أو بالأحرى،
دون أن..
//
وصارت حقيقتي
الكلمة
مثل ايطالي يحترف المجون
ورسائله تبيعها المفتونة
لصديقاتها، يتقرّبن
خلسةً
من المأخوذ.
//
استغفر ربي
منحني ما سألته
ذات ليلة شديدة السواد
والقمر غائب
والايمان يبتلع ايمانا
استحيت فيها أن أسأله
سبحانه
واختار لي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى