عرض المسرحية الموسيقية «الرومي» ضمن فعاليات مهرجان دريشة للفنون الأدائية

الدوحة – قنا
“قد يكون لكل منا اختلافاته لكننا متحدون في الغاية والمقصد. فإذا عزمت النية على الترحال، فابحث عن رفيق دربك. لا يهم إن كان عربيًا أم أعجميًا، لا تعبأ بشكله أو لون بشرته، بل احرص على معرفة أهدافه ونواياه. فإذا كنتما على وفاق، فإن لونكما واحد”.
أُنشدت هذه الكلمات المستوحاة من شعر الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي، الذي ولد في “بلخ” بأفغانستان عام 1207م وتوفي في “كونيه” بتركيا عام 1273 ،خلال عرض “المسرحية الموسيقية: الرومي” ضمن فعاليات مهرجان دريشة للفنون الأدائية التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الذي يحمل شعار “السفر والمغامرات” والمقام حاليا في حديقة الأكسجين بالمدينة التعليمية ، وذلك لتسليط الضوء على ثقافة العرب بالتزامن مع استضافة البلاد بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، إحدى أكبر الفعاليات الرياضية في العالم التي تستقطب الأفراد من جميع أنحاء العالم للاحتفال برياضة توحّد الجميع.
وفي هذا الصدد، قال نديم نعمان، الممثل المسرحي البريطاني اللبناني الذي شارك في تأليف “المسرحية الموسيقية: الرومي”، وفي كتابة نصها، والذي يلعب دور الرومي فيها أيضًا: “استوحيت هذه المسرحية الموسيقية من إبداعات جلال الدين الرومي وصدى شخصيته التي امتد أثرها العابر للحدود الثقافية إلى كافة أنحاء العالم، وكان لها حضور في قلوب وعقول الناس في مختلف القارات. وجمع هذا العمل المسرحي الموسيقي الذي لاقى رواجًا كبيرًا بين عناصر من التراث الشرق أوسطي، والتأثيرات الكلاسيكية للمسرح الموسيقي المعاصر، والكلمات المقتبسة من أشعار الرومي”.
وأضاف نعمان في معرض تأمله لكيفية تكامل الفنون مع الرياضة في عدة جوانب: “إن فنون الأداء، لا سيما المسرح والموسيقى تتقاسم والرياضة عدة نقاط مشتركة، حيث لديها القدرة على إثارة حماس الناس وتفاعلهم، بل وتوحيدهم. فيمكن للجميع الاستمتاع بها لكونها توفر ملاذًا من تحديات الحياة، بالإضافة إلى كونها تحفز مَلَكة الفكر والنقاش وتحث على التفكير الإبداعي والتأمل بشأن ما يجري في عالمنا”.
يُشار إلى أن “المسرحية الموسيقية: الرومي”، أسهمت أيضًا في تأليفها الموسيقية القطرية دانا الفردان، وأدى فقراتها فريق مؤلف من 14 ممثلًا وممثلة ظهروا في عروض “برودواي” و”ويست إند” الشهيرة، من قبيل “البؤساء” و”شبح الأوبرا” و”أمير مصر” من عدة بلدان.
وأردف نعمان: “بينما ترحب قطر بالعالم ليرى عن كثب أن الشرق الأوسط يمكن أن يكون موطنًا للنجاح الرياضي، أتمنى أن يُنظر إلى الشرق الأوسط كوجهة مزدهرة لاحتضان الفن”، معربا عن فخره بأن تشاركه في التأليف الموسيقية القطرية دانا الفردان، التي أسهمت في تقديم هذه المسرحية الموسيقية على أرض وطنها. كما أعرب عن أمله في أن يجد الجمهور في هذا العمل الفني مصدر إلهام لاستكشاف الموسيقى والمسرح. وعلى غرار الرياضة، فإن المنطقة ككل ماضية في إدراك أن الفنون يمكن أن تكون منبرًا موحِّدًا رائعًا لنجاحات ومواهب الأمم والشعوب.
وحول سبب اختيار شخصية الرومي على وجه التحديد لتسليط الضوء عليها في مهرجان ثقافي يتزامن مع استضافة حدث رياضي ضخم من هذا القبيل في المنطقة العربية، يعتقد نعمان أن الرومي شخصية بارزة ومفكر مبدع يشترك في العديد من الخصائص التي تتناسب مع استضافة حدث دولي مثل كأس العالم.
يشار إلى أن الستار سيسدل على مهرجان دريشة للفنون الأدائية في 17 ديسمبر الجاري.