مشاركون في معرض عمّان للكتاب: جائزة كتارا أسهمت في انطلاق الرواية العربية نحو العالمية

عمان – قنا
أكد المشاركون في ندوة “دور كتارا في تحفيز الرواية العربية” التي نظمها اتحاد الناشرين الأردنيين، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض عمان الدولي للكتاب بالأردن، أن جائزة كتارا أسهمت في انطلاق الرواية العربية نحو العالمية.
وتحل دولة قطر ضيف شرف معرض عمان الدولي للكتاب الذي يقام في الفترة من 21 وحتى 30 سبتمبر الجاري، تحت شعار “القدس عاصمة فلسطين”، ويشارك فيه 400 دار نشر محلية وعربية ودولية سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل، من 22 دولة.
واعتبر النقاد المشاركون في الندوة، التي حضرها الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” ومسؤولون أردنيون، أن جائزة كتارا للرواية تعد أكبر محفز على الإبداع الروائي وصناعة النشر في العالم العربي.
واستعرض الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي خلال الندوة، تجربة مؤسسة الحي الثقافي وإطلاق جائزة كتارا للرواية العربية، مطلع العام 2014، مرورا بأهداف الجائزة ورؤيتها، مشيرا إلى أن ترجمة الروايات والدراسات النقدية الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية إلى الإنجليزية والفرنسية، يعد أحد أهم مخرجات الجائزة.
وأكد أن الجائزة هي مشروع ثقافي متكامل، تضمن تحويل الروايات المتميزة إلى دراما، من خلال مشروع (الرواية والمسرح )، والاحتفاء بالإبداع التشكيلي العربي من خلال طرح جائزة : “الرواية والفن التشكيلي” إلى جانب طرح تطبيق ” مشوار ورواية” والذي يتيح الاستماع إلى الروايات الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية، بعد تحويلها إلى روايات مسموعة، وكذلك إطلاق مجلة كتارا الدولية للرواية “سرديات”، وتأسيس مكتبة كتارا للرواية العربية، الأولى من نوعها في المنطقة.
وتطرق مدير عام كتارا إلى أهم إنجازات الجائزة وفي مقدمتها الدفع باتجاه تخصيص أسبوع للرواية وهو ما تحقق في العام 2021 باعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” اليونسكو،” وهي مبادرة أطلقتها كتارا في 2016 حينما تبنت مقترحات مثقفين وروائيين عرب، ليتم اعتماد أسبوع الرواية رسميا ويصبح واقعا ملموسا، حيث احتفلت كتارا بنسخته الأولى في أكتوبر 2022 في مقر المنظمة الدولية بباريس.
واعتبر الدكتور السليطي، أن جائزة كتارا للرواية العربية، وأسبوع الرواية العربية (من 13 إلى 20 أكتوبر من كل عام) هدية الحي الثقافي للعالم العربي، الذي هو بحاجة ماسة للتعريف بآدابه وثقافته للعالم الخارجي، عبر ترجمة الروايات الفائزة في كل دورة للإنجليزية والفرنسية، وذلك دعما للتقارب بين الحضارات والثقافات.
من جانبه تحدث السيد الدكتور نضال العياصرة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الأردنية، حول أهمية الثقافة وفكرتها، موضحا أن اختيار دولة قطر ضيف شرف لمعرض عمان الدولي للكتاب جاء تتويجا للعلاقات الوطيدة التي تربط الأردن بدولة قطر، مما جعلت مشاركة المؤسسات الثقافية القطرية في المعرض رافدا مهما لتعزيز العلاقات الثقافية بين الدولتين الشقيقتين.
وأضاف: أن تخصيص ندوة للوقوف على مراحل تطور جائزة كتارا للرواية العربية يأتي اعترافا بما حققته هذه الجائزة من دور ريادي مهم في جعل الرواية العربية تأخذ مسارا عالميا بما أتاحته الجائزة من سبل ترجمة ونشر الروايات الفائزة للغات أخرى إلى جانب اللغة العربية مما يعمق الوعي المعرفي بتراثنا السردي وتحدياته الحضارية، فضلا عن إسهام الجائزة في تحقيق تنوع ثقافي وفكري على مستوى الوطن العربي.
بدوره أشار السيد جبر أبو فارس رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب، إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية تعد أكبر محفز على الإبداع الروائي وصناعة النشر، في المنطقة العربية، معربا عن أمله في أن يجد المبدعون العرب مؤسسات مثل كتارا لدعم الكتاب الجدد.
وقدمت خلال ندوة “دور كتارا في تحفيز الرواية العربية” ثلاث أوراق نقدية الأولى كانت للناقد والأكاديمي الأردني الدكتور عماد الضمور، والذي جاءت ورقته بعنوان:”جائزة كتارا للرواية العربية عنوان محبة ورسالة إبداع”، أكد فيها على دور الجائزة في تحفيز الإبداع الروائي على مستوى الوطن العربي، إلى جانب دورها الرائد في المجال الفكري، مؤكدا أن تمتع الجائزة بالمهنية والاحترافية العالية جعلها تتجاوز قيمتها المادية لتخلق قيمة معنوية لدى الكتاب العرب.
واستعرض الإعلامي الأردني عمر كلاب في ورقته أثر الجوائز على انتشار الرواية العربية مشيرا إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية أحدثت حراكا ثقافيا في المنطقة العربية، في مجال الرواية والنقد وأسهمت في إبراز مبدعين أردنيين وقدمتهم إلى القارئ العربي، كما فتحت الباب على مصراعيه أمام الروائيين لانتهاز فرص النشر والترجمة مما أحدث حراكا ثقافيا غير مسبوق في المنطقة العربية.
وعقدت الكاتبة الدكتورة سناء الشعلان أستاذة الأدب بالجامعة الأردنية في ورقتها مقارنة بين جائزة كتارا للرواية العربية وجوائز أخرى مماثلة في المنطقة العربية، لتؤكد تفوق جائزة كتارا على مثيلاتها، حيث قدمت أنموذجا يحتذى في الاحترافية، وغيرت المقاييس والمعايير التي أثرت المشهد العام للرواية العربية، وأضافت إليه الكثير، حتى جعلت الروائي العربي يعتبر نيل جائزة كتارا للرواية العربية بمثابة شهادة ميلاد له كروائي محترف، فضلا عن مبادرتها غير المسبوقة، مثل تخصيص فئة رواية الفتيان وتطبيق ” مشوار ورواية”.
وفي ختام الندوة، كرم اتحاد الناشرين الأردنيين المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ممثلة بمديرها العام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى