“سنة ثقافية خارج القرن” لليلى بركات.. عام الأحلام والأنشطة

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير

 

 

اسكندر حبش

 

تعيدنا ليلى بركات في إصدارها الجديد “سنة ثقافية خارج القرن: بيروت عاصمة عالمية للكتاب”، إلى زمن قريب مضى – وإن بدا بعيدا في الواقع – كان مليئا بالأحلام والتطلعات والآمال والأنشطة الثقافية التي لم تترك زاوية في هذا البلد إلا ومرّت بها، من أقصاها إلى أقصاها وفي جميع المحافظات بدون استثناء.

كان ذلك حين أعلنت “اليونسكو” أن بيروت عاصمة عالمية للكتاب. ابتدأت السنة عام 2009 (شهر نيسان) واستمرت الفعاليات لغاية نيسان 2010، عرف خلالها لبنان آلاف الأنشطة التي تراوحت في مبتغاها وقيمتها مثلما تراوحت في اتجاهاتها، وهذا بالطبع أمر عادي حين تجد كل هذا الكمّ من الفعاليات الثقافية. يومها حلمنا بأن تبقى بيروت (ولبنان) مدينة ثقافية بامتياز، مدينة دائمة، لكن ما إن انتهت الاحتفالية، حتى عدنا إلى همومنا اليومية المعتادة، لدرجة أننا نسينا ربما كل ما جرى في تلك السنة.

لا أعرف إن كان من المفترض أصلا أن نحلم، ولكن كانت هناك مشاريع عديدة، أنشئت كي تتطور وكي تستمر. ومثل كلّ المشاريع عندنا، ما من شيء يمكن أن يجعلها تستمر. لمليون سبب بالطبع. لذلك غابت فكرة العاصمة العالمية من أذهاننا – بالرغم ممّا حققته في بعض المجالات – ولم يعد يذكرها أحد إلا قلّة من الناس ربما. بهذا المعنى تكتب بركات: “عندما يعرف بلد ما، أي بلد، تجربة رائدة كبيروت عاصمة عالمية للكتاب، ينساها الجميع ويعودون إلى حياة روتينية يعوزها المجد، إن كان قومه بسيطا. ويهم بتوثيقها ويحفظها في الذاكرة الجماعية كي تشكل قيمة مضافة إلى تاريخه، إن كان قومه يقظا”…

من هنا تأتي أهمية هذه “الموسوعة” التي تصدرها بركات اليوم – وهي التي كانت المنسقة العامة لـ”بيروت عاصمة عالمية للكتاب” – إذ لا تؤرشف فيها فقط لكل الأحداث التي مرت خلال هذه العاصمة، وإنما تعيدنا إلى قلب الأحداث حتى ولو… بالذكرى. موسوعة تقع في ألف صفحة تقريبا، بطباعة فاخرة وأنيقة، ملونة، والأهم من ذلك كله، هذا الجهد الاستثنائي الذي قامت به المعدة، كي لا تنسى أدق التفاصيل، ولا أدنى حدث أو نشاط صغيرين. بهذا المعنى تعيد بركات معنى ما “للثقافة الأرشيفية” (إذا جاز القول، أو ما تسميه المؤلفة “حضارة التوثيق”)، فيما لو اعتبرنا أن هذه الثقافة هي جزء من الذاكرة. ألم نردد دوما “نحن شعب بلا ذاكرة؟”. كل ذاكرة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” موجودة بين دفتي هذه الموسوعة، بدءا من قرار الأونيسكو، ولغاية آخر نشاط، مرورا بكل المشاريع التي أنجزت بالأرقام والأسماء والتواريخ والصور، وما تناولته الصحف عنها، ما يتيح في النتيجة، للقارئ، أن يجد معلومات كاملة عما يبحث عنه وبخاصة أننا “أمام 567 مشروعا وأكثر من 1200 نشاط نفذت جميعها”. وإن دلت هذه الأنشطة والمشاريع على شيء فهي تدل على هذا التنوع الذي تحلم به بيروت في أن تكونه دائما.

إسكندر حبش

• يقام حفل إطلاق موسوعة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب” لليلى بركات، برعاية الرئيس سليم الحص، الخامسة عصر اليوم الخميس (فندق كراون بلازا، الحمراء)، ويتحدث فيه كل من الرئيس الحص والزميل طلال سلمان (كلمة تحية لبيروت والكلمة) والمؤلفة. ولحاملي الدعوات الرسمية، نسخة مجانية من الموسوعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى