الحرف التقليدية.. عنوان للجمال والصداقة مع البيئة
خلال مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الثالث عشر

الدوحة – قنا
تقدم الحرف التقليدية والمشغولات اليدوية في مهرجان /كتارا الثالث عشر للمحامل التقليدية/، نموذجا للعلاقة الوطيدة بين المنفعة والجمال في أدوات وجماليات المهن والحرف المرتبطة بالتراث البحري، إلى جانب ارتباطها الوثيق بالطبيعة ما يجعل منها عناصر صديقة للبيئة والإنسان.
ويزخر المهرجان، بالواجهة البحرية لشاطئ المؤسسة العامة للحي الثقافي/كتارا/، بمختلف الحرف والمهن التقليدية والأعمال المرتبطة بالغوص والصيد، ما يعد من أركان الموروث الشعبي البحري والتراث القطري والخليجي العريق عموما، ومنها صناعة المراكب التقليدية، والزخرفة على الجبس، وأعمال سعف النخيل والخوص، وصناعة شباك الصيد والفخار.
ويؤكد حرفيون وعاملون في مهن متعلقة بالتراث القطري والخليجي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أهمية المهرجان في تسليط الضوء على الحرف التقليدية والمهن التراثية، وإبراز منافعها وجمالها وصداقتها للبيئة والإنسان، وأشاروا إلى ارتباطها بالفنون من خلال التزيين والزخرفة واستخدام الخطوط والألوان، لتقديم الأدوات والمشغولات التي يصنعونها في مظهر يتناسب مع ضرورتها في الاستخدام اليومي.
وقال محمد على أنصاري صانع نماذج مراكب وسفن تقليدية،: إن هذه الحرفة، أشبه بالنحت على الخشب، حيث يستخدم الحرفيون أدوات الحفر على الخشب وتنعيمه بأسلوب يستلزم الدقة والحنكة في بناء هذه المحامل.
وأضاف أن النماذج التي يعرضونها لجمهور المهرجان تمثل جميع أنواع السفن التقليدية والمحامل، ومنها المخصصة للغوص للحصول على اللؤلؤ، أو السفر، أو نقل البضائع، أو صيد الأسماك، ولكل منها شكله وحجمه وطريقة صناعته.
ولفت إلى أن عرض هذه النماذج في المناسبات الوطنية والمشاركات الخارجية، تجد إقبالا واهتماما من الجمهور، ما يؤكد أهمية هذا التراث العريق، وحرص الأجيال المختلفة على التعرف على أساليب الكسب في الماضي.
وحول حرفة صناعة السلال والأدوات من سعف النخيل والخوص، قال محمد علي الحرفي في الصناعات القائمة على سعف النخيل، إن هذه المهنة احتفظت بأهميتها في الماضي والحاضر، وذلك بسبب حاجة الناس الدائمة للأغراض التي تصنع من سعف النخيل، مثل السلال والمفروشات، للاستخدام أو للزينة.
وأضاف: تعتبر هذه الحرفة من التراث القطري والخليجي العريق، لذلك يحرص الناس على اقتنائها، لأنها طبيعية وصديقة للبيئة والإنسان إلى جانب متانتها وشكلها المميز، ويجيد العاملون في هذه الحرفة، استخدام الألوان لتقديم الأغراض التي يصنعونها بشكل يجد استحسانا عند الناس.
من جانبه، لفت محمد عبد الله، حرفي يصنع زخارف من الجبس، إلى أن هذه المهنة احتفظت بأهميتها منذ قديم الزمان، موضحا أن جناحهم في المهرجان، يقدم نماذج لزخارف الجبس ومجسمات ونوافذ وأبواب وأشكال فنية مختلفة.
وقال : إن جمهور المهرجان يحرص على التعرف على تاريخ استخدام هذه الزخارف وطريقة استخدامها في البيوت التراثية والقديمة، لافتا إلى ارتباطها بالفنون من خلال صناعة القوالب والأشكال واستخدام الألوان يجعلها مميزة وجميلة.
ويعكس مهرجان /كتارا للمحامل التقليدية/، جهود المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، ويجسد مساعيها الدؤوبة في ترسيخ هذا التراث.