سوذبيز تنظم مزاداً فنياً عالمياً بكتارا اليوم

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

*مصطفى عبد المنعم

 

نظمت دار سوذبيز العالمية للمزادات صباح أمس جولة خاصة للإعلاميين لتفقد أعمال معرض الفنون المعاصرة الذي يضم مجموعة من أشهر الأعمال الفنية لكبار الفنانين حول العالم، وذلك قبيل انطلاق مزاد الفنون المعاصرة، الذي سيقام على لوحات المعرض، والمقرّر إقامته مساء اليوم، في مبنى 5 بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، وستتم المزايدة غداً على 53 عملاً فنياً.

 

ويشارك الفنان القطري يوسف أحمد إلى جانب نخبة من الفنانين المميزين من مختلف بلدان العالم بعمل سيتم طرحه ضمن الأعمال المشاركة في مزاد اليوم.

 

ويقدّم المعرض أعمالاً لفنانين من منطقة الشرق الأوسط والعالم، هي السعودية وإيران والعراق وسوريا ولبنان ومصر والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهي الأعمال التي تضم تحفاً فنية وروائع لبعض أكثر الفنانين رواجاً.

 

وتشارك قطر في هذا المعرض بلوحة فنية مهمة للفنان يوسف أحمد، والذي ينتمي إلى الجيل الأول من الفنانين المعاصرين في قطر، وتستوحى أعماله من النماذج والمناظر الصحراوية الطبيعية لدولة قطر ومن فنون الخط العربي.

 

 

 

“الفن التصويري”

 

ويغلب على لوحات يوسف أحمد أسلوب الفن التصويري واستخدام وسائل متعدّدة في صنع فنه، حيث تلتقي الألوان بالقماش. وأدواته مشتقة من العناصر الطبيعية، فيما سبق له أن عرض أعماله في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعالم العربي، وهو مدير متحف الفن العربي في الدوحة. ومن أهم أعماله “رسالة حب 3” في العام 2008 وتقدّر قيمتها ما بين 10000 إلى 15000 دولار.

 

ومن جانبها، أعربت لينا لازار، المديرة والمختصة بالأعمال الفنية العالمية المعاصرة في دار سوذبيز، عن سعادتها بمشاركة الفنان يوسف أحمد بإحدى لوحاته في المعرض الفني، معربة عن أملها في أن تشهد المرات القادمة لمثل هذه المعارض مشاركات أكثر للفنانين القطريين.

 

 

 

“أسعار قياسية”

 

ووصفت لينا لازار مزاد دار سوذبيز للفنون المعاصرة في الدوحة العام الماضي بأنه شهد إقبالاً كبيراً من المزايدين من كافة أنحاء العالم، وحقق أعلى عائدات على بيع قطع الفن المعاصر في الشرق الأوسط، حيث سجّل 9 فنانين أسعاراً قياسية للوحاتهم الفنية بما في ذلك أعلى سعر لعمل فني يحققه فنان عربي على قيد الحياة.

 

وقالت: إن إقامة المعرض في قطر، وعلى وجه التحديد في “كتارا” تمثل لنا تطوراً مهماً، ليشاهد زائرو مؤسسة الحي الثقافي هذه الفنون المعاصرة، والممثلة للعديد من دول العالم. لافتة إلى أن جديد هذا المعرض خلال العام الجاري هو مشاركة 6 لوحات لفنانين سعوديين، يمثلون جيل الرواد الفني، “ولأول مرة تخرج أعمالهم خارج نطاق المملكة العربية السعودية، ما يضفي أهمية كبيرة على مثل هذه الأعمال وأصحابها، وإبراز هذا الفن السعودي للعالم”.

 

 

 

“600 زائر”

 

وأضافت أنه تم إتاحة هذا المعرض الفني لما قبل البيع منذ 7 أكتوبر الجاري للعامة يومياً، واستمر خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وأنه شهد طوال هذه الفترة إقبالاً كبيراً، حيث كان يزوره في اليوم الواحد قرابة 600 زائر. لافتة إلى أن مزاد الدوحة للفنون المعاصرة هذا العام، يعكس تنوع الأساليب الفنية التي ينتهجها فنانو الشرق الأوسط في الوقت الحاضر، ويتجلى ذلك من خلال عرض مجموعة من القطع الفنية الجذّابة والمرغوب بها، إلى جانب قطع فنية بتوقيع فنانين معروفين عالمياً.

 

وأوضحت أن معرض ما قبل المزاد يجسّد مثالاً رائعاً لفتح قنوات الحوار بين الشرق والغرب، “إذ يعتبر كل عمل يتم طرحه في المزاد أعلى المعايير ويُحاكي توقعات عملائنا في الشرق الأوسط والعالم كما يجسّد تصوراً لمستقبل المشهد الفني النابض بالحياة في المنطقة والعالم”.

 

وتتراوح التقديرات الأولية لما قبل البيع بالنسبة لقيمة الأعمال الفنية التي سيطرحها المزاد ما بين 10 آلاف إلى مليون دولار، كما اختيرت المجموعة المعروضة بعناية لإرضاء أذواق الفئات العمرية الشابة، والهواة الجدد بالإضافة إلى جمهور المؤسسات.

 

 

 

“أعمال عالمية”

 

وقد تم اختيار المشاركين في المزاد بعناية إذ تشارك ثمانية أعمال فنية لفنانين شرق أوسطيين لم تعرض أعمالهم في مزاد فني في المنطقة من قبل بالإضافة إلى خمسة فنانين عالميين تطرح أعمالهم في مزاد في الشرق الأوسط للمرة الأولى.

 

وتشمل قائمة الفنانين المشاركين، ستيرلنغ روبي وترايسي امين ولورانس واينر وآرون يونغ ولوسيان سميث إلى جانب أسماء لامعة مثل منير فارمانفارمايان ونجا مهداوي وداميان هيرست وانيش كابور.

 

ويضم المعرض أعمالاً لأقطاب الفن المعاصر، والذين يُعيدون بإبداعاتهم تعريف فن الخط العربي من خلال أعمالهم التي يضمها المعرض، وتم خلالها إبراز فن الخط الكوفي وأشكال الحروف والفنون والحرف العربية.

 

أما أندريا سوليفان، رئيس قسم المسؤولية المؤسسية الاجتماعية لمنطقة أوروبا والأسواق الناشئة في بنك أوف أمريكا ميريل لينش: فقالت “إن دعمنا للفنون حول العالم يشكل جزءاً مهماً من برنامجنا الخاص بالمسؤولية المؤسسية الاجتماعية، ويهدف لتعزيز التواصل بين مختلف الثقافات، وإشراك موظفينا وعملائنا، ودعم مجتمعاتنا المحلية”.

 

 

 

“لقاء عالمي”

 

وبدورها، قالت إيلين اغوبيان، نائب الرئيس، والمختصة بالأعمال الفنية العالمية المعاصرة في سوذبيز: “لقد عملنا بشكل إستراتيجي على استقطاب أعمال أشهر الفنانين العالميين إلى جانب نظرائهم المعاصرين من فناني الشرق الأوسط، بما يحفّز محبي الفن وهواة جمع القطع الفنية وفتح آفاقهم على أشكال جديدة من الفنون، وبعد جدول عالمي حافل من معارض ما قبل المزاد، من جدة إلى دبي ثم لندن ونيويورك، يسعدنا افتتاح أول معرض لمزاد الفن المعاصر في الدوحة، ويمثل في الوقت ذاته أول معرض يقام في الشرق الأوسط لأعمال عدد من الفنانين والتي ستعرض لاحقاً في مزاد يقام في الدوحة بما يُساهم بشكل فعّال في المشهد الفني العالمي في قطر والمنطقة”.

 

ومن ضمن الأعمال التي أثارت انتباه الحضور عمل فني لعراقي قدّم من خلاله صورة لرئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش محاطة بإطار من الأحذية، كما حاز العمل المسمى بـ”الذباب” والذي استخدم فيه داميان هيرست عشرات الآلاف من الذباب والنحل والحشرات الطائرة ليتم تجميدها بطريقة معيّنة لتشكّل لوحة أثارت دهشة الحضور ويتم عرضها بـ 800 ألف دولار فضلاً عن لوحته الثانية “الفراشات” والتي قدّرت بمليون دولار.