مدير معرض مسقط الدولي للكتاب: تعاون وثيق بين مسقط والدوحة يعزز مسار التبادل الثقافي المشترك

مسقط -قنا

تتواصل فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28، بمشاركة 34 دولة من بينها دولة قطر، و(847) دار نشر، تقدم نحو 622 ألف عنوان، ويشتمل برنامجه الثقافي على 152 فعالية، منها مجموعة من الفعاليات التي تركز على الذكاء الاصطناعي وتأثيره في صناعة الثقافة والإبداع، كما يحتضن المعرض احتفال مجلة نزوى الثقافية بمرور ثلاثين عاما على إصدارها.
وقال السيد أحمد بن سعود الرواحي مدير معرض مسقط الدولي للكتاب في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن هناك تعاونا ثقافيا بين معرض مسقط الدولي للكتاب ومعرض الدوحة الدولي للكتاب خاصة، وينطلق من قيم راسخة عززت من مسار التبادل الثقافي بين البلدين، إلى جانب ما يجري تنفيذه في إطار التعاون الخليجي، منوها بأن عمان ستكون حاضرة في معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يقام في مايو المقبل.
وأوضح أن المعرض يعد الواجهة الحضارية والثقافية الأبرز في برنامج المناشط والفعاليات الأدبية والعلمية في السلطنة على مدار العام. كما يجسد تجليات النهضة العمانية الحديثة في أبهى صورها وأرقى معانيها، نظرا للمكانة العالية التي بات يتبوأها بين مصاف معارض الكتب على مستوى العالم، نظرا لما حققه من مكاسب ونجاحات ونقلات نوعية لافتة، عبر مسيرته الطويلة منذ انطلاقته حتى اليوم وهو يدشن دورته الثامنة والعشرين، التي تعد امتدادا للنجاحات السابقة ورهانا جديدا على التطور المنشود الذي نتطلع إليه جميعا، بما يليق بوطننا العزيز في ماضيه التليد وحاضره المشرق ومستقبله الواعد.
وأضاف أنه يمكن القول اليوم، أن معرض مسقط الدولي للكتاب، تجاوز مفهوم المعرض في صيغته البسيطة، لينتقل إلى صيغة أكثر عمقا وشمولية، إذ بات يمثل معارض متعددة في معرض واحد، فهناك إلى جانب الكتب ودور النشر العربية والأجنبية التي يشارك بعضها لأول مرة، وهناك رواق الفن الذي يحتوي على مجموعة كبيرة من المعارض والورش الفنية، بالإضافة إلى ركن الطفل والأسرة وركن المؤسسات الرسمية العمانية والعربية والدولية.
وأوضح الرواحي أنه سعيا من إدارة المعرض لتسهيل إجراءات البيع والشراء والمعاملات، تم إيجاد حلول مصرفية لخيار الدفع الإلكتروني في المعرض بالتنسيق مع البنك المركزي وبنك ظفار، الشريك المصرفي.
وبخصوص اهتمام المعرض بالتكنولوجيا الحديثة لتسهيل وصول الجمهور إلى الكتب المختارة، وإذا ما كان لإدارة المعرض من تدخل في وجود سقف لأسعار الكتب، أكد مدير معرض مسقط الدولي للكتاب أن إدارة المعرض تولي أهمية بالغة لتوظيف التكنولوجيا لتسهيل الإجراءات وتذليل الصعوبات أمام الزوار والمرتادين، لذا وفرت إدارة المعرض خدمة البحث الإلكتروني المتاحة طيلة أيام المعرض، إلى جانب التطبيق الإلكتروني الذي يقدم خيارات عملية سهلة في متابعة ومعرفة المزيد من التفاصيل والمستجدات التي تهم الجمهور، بالإضافة إلى وجود خريطة ثلاثية الأبعاد للمعرض، تسهم في إرشاد الزائر إلى مختلف أركان المعرض وأقسامه وقاعاته.
وعن اهتمامات الدورة الثامنة والعشرين بالشأن الثقافي، نوه السيد أحمد بن سعود الرواحي مدير معرض مسقط الدولي للكتاب، بأن الفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب، بكافة أنواعها تكتسب، أهمية خاصة، نظرا لما تضيفه من قيمة معرفية ضرورية، فرغم كون المعرض حدثا ثقافيا في المقام الأول، إلا إنه أيضا ينطوي في شق منه على بعد تجاري واقتصادي، وتأتي الفعاليات الثقافية والفنية لتعطي هذا الحدث بعدا معرفيا وروحيا عميقا، لتتكامل بالتالي أدوار المعرض في مفاهيمها الواسعة وأهدافها المختلفة، بما يحقق الطموحات والغايات المنشودة في إثراء الحراك العام للمعرض طوال فترة إقامته.
وأضاف: “انطلاقا من هذه الرؤية الاستراتيجية فإننا نولي الفعاليات الثقافية أهمية خاصة، ونسعى إلى تطويرها والارتقاء بها سنويا، مستعينين بفريق عمل مكون من عدد من المختصين وذوي الخبرة والاختصاص في مختلف المجالات الثقافية والمعرفية والفنية، بغية إعداد برنامج طموح يلبي تطلعات المثقف ويستوعب مختلف الأنساق والمجالات الثقافية والإبداعية”.
وأشار إلى أن برنامج الفعاليات لهذا العام، تشترك فيه العديد من المؤسسات الحكومية والجامعات والمؤسسات الأهلية والخاصة والمبادرات المجتمعية والصالونات الأدبية، كل في مجال اختصاصه، إذ روعي في البرنامج مبدأ التنوع والشمولية في طبيعة الفعاليات بهدف تحقيق الثراء والتنوع الذي يلبي رغبات مرتادي المعرض، لافتا في الوقت نفسه، بأن برنامج الفعاليات الثقافية هذا العام، يحتوي على (124) فعالية، تنوعت بين الندوات والجلسات الحوارية والمحاضرات واللقاءات النقاشية المفتوحة والأمسيات الشعرية في المجالين الفصيح والشعبي والورش الفنية، كما توزعت مضامين الفعاليات لتشمل الجوانب الفكرية والنقدية والتاريخية والسردية والاقتصادية والفنية وما يتعلق بالشباب وقضايا الأسرة والمجتمع والتربية والإعلام وصناعة المحتوى الرقمي وغيرها.. وإلى جانب البرنامج الثقافي العام، هناك برنامج ثقافة الطفل الذي خصصت له مساحة خاصة ويشتمل على 131 فعالية موزعة بين الورش التعليمية والمسرحيات الهادفة والمناشط المختلفة التي تشتمل على متعة الطفل وتهدف إلى تعزيز الوعي لديه وتحفيز قدراته الإبداعية والابتكارية وغرس القيم الوطنية.
إلى ذلك، وقف الرواحي عند تحديات صناعة النشر في مسقط والخليج بشكل عام، مشيرا إلى أن هذه الصناعة تعترضها تحديات كثيرة، كغيرها من الصناعات الأخرى، موضحا أن أبرز هذه التحديات تتمثل في التشريعات والقوانين الناظمة لهذه الصناعة، إلى جانب حقوق الملكية الفكرية والحقوق المجاورة، وتغير الميول القرائية لدى الأجيال الحديثة، بالإضافة إلى تأثير التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من تسطيح وطفرة استهلاكية غير مسبوقة، وظهور شريحة من الكتاب قليلي الثقافة، إلى جانب حاجة دور النشر العربية لتطوير أساليبها ومواكبة المستجدات على مستوى التسويق واختيار المحتوى المناسب وأساليب الوصول للقارئ الجديد.
وأضاف: حين ندرك كل هذه التحديات تصبح معالجتها واضحة لدى المعنيين، عبر إيجاد البرامج والاستراتيجيات العملية التي تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة وتمكين هذه الصناعة الحيوية، ولعل برامج دعم الشراء المباشرة والتسويق تمثل حلولا أولية لهذه التحديات الكثيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى