أعراسنا المسرحية

تتعدد الفعاليات المسرحية عبر خريطة الوطن العربي وهذا ما يبعث السرور والانشراح في نفوس المسرحيين.. ولعل أبرز ما يشكل مصدرًا لسرورهم تعدد المدارس المسرحية أو ظهور كاتب أو مخرج أو ممثل يعيد للذاكرة نجوما ساهموا في إنارة خشبات المسرح من أمثال عبد الله غيث ونور الشريف وعادل إمام ودريد لحام وفيروز ووديع الصافي وخالد النفيسي وعبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله وغانم السليطي والمرحوم عبد العزيز جاسم والمرحوم علي الغرير وعشرات الأسماء بجانب كوكبة من المؤلفين مثل عبد العزيز السريع وإسماعيل عبد الله وعبد الرحمن المناعي وسعد الله ونوس ومحمد الماغوط ومحمود دياب وغيرهم ولا ننسى هنا سعد أردش وكرم مطاوع وفواز الساجر وصقر الرشود وفؤاد الشطي ومحمد العامري وناصر عبد الرضا ومن الجيل الجديد أحمد العوضي، فهد الباكر، فيصل رشيد وغيرهم.

كل هذا رائع وجميل، ولكن هل لاحظ أحدكم أن تعدد المهرجانات عبر العديد من المهرجانات تقام في مواعيد متقاربة وقد تكون في نفس اليوم، هذا التشتت مع الأسف (حالة) عربية وكأنما كلمة التنسيق لم تورد في قاموس اللغة العربية ومن يلقي نظرة سريعة على مواعيد الفعاليات المسرحية العربية يكتشف هذا الأمر.
في العالم هناك جدول محدد.. اللهم إلا عندنا وأنا لا أريد أن أخوض في غمار جدول الفعاليات المسرحية والمهرجانات ولكن تعالوا كي نلقي نظرة واقعية على المهرجانات سواء في الدول الآسيوية أو حتى الدول العربية في أفريقيا، وكأنما كتب علينا هذا التشتيت؛ نعم هناك مهرجانات ثابتة مثل مهرجان المسرح التجريبي، مهرجان المسرح الكويتي، مهرجان الهيئة العربية للمسرح في العواصم العربية، مهرجان الشارقة ولكن الأمور بخلاف المأمول في العديد من الفعاليات.. وكأن هذه المهرجانات وليدة اللحظة.

والسؤال الهام متى نتحد مسرحيًا ونلغي هذا البون الشاسع؟! ويتفق قادة الثقافة على وضع جدول لا يتضارب بين فعالية وأخرى للعلم فقط حتى نلغي من قاموسنا الفكرة القديمة.. «اتفقنا على أن لا نتفق»، ونعيد للذاكرة ما ترسخت في ذاكرتنا منذ المرحلة الابتدائية «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»..
نعم نحن أمة واحدة ولكن عبر ألف ألف رسالة..!!

** المصدر: جريدة”الشرق”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى