ما بين السطور.. بعد العيد

يطلّ العيد خلف جدار أحزاني..

يلملم شمل أفئدتي ووجداني..

يلملم شمل أضلاعي.. ونيراني..

بلا ميعاد..

بعد العيد..

بعد الصمت فوق قبور أسلافي..

وأحبابي..

تغير لون دمع العين..

لم يعرف له المحزون يومًا لون..

لم يعرف سوى طعم المرارة فيه..

طعم الحزن..

وحزني غابة شرعت على الأكوان..

قانونًا ودستورًا..

ينص بجز رأس الفرح والأعياد..

رأس البهجة الكبرى إذا حلّت..

بقلب الطفل والأكباد..

كمِقْصَلة على الأجفان تقطع كل نياط القلب..

قلبي.. قلب إحساسي..

قلب مشاعري التي تاهت بليل النوح..

تبحث عن سراج العيد للأولاد..

لأولادي..

وأولاد الزمان النازح المنقاد..

خلف الصمت..

خلف الجرح..

خلف دبيب أصفادي..

بعد العيد والأعياد يا هادي..

ويا منجي القلوب والأكباد من رماح القهر..

من نزف المشاعر..

من وادٍ إلى وادي..

ترفق بي.. بقلبي الواله المكروب..

بالأشجان تنزعني..

تزعزعني..

سئمت قدوم هذا العيد.. منذ قرون..

ألمحه كرأس الحربة المسمومة السوداء..

في قدري.. وميلادي..

سئمت من الجراح.. سيول الدمع..

والأوجاع في داري.. وأعيادي..

سئمت نعوش الفرح تحملها سيوف الغدر..

والأحزان..

تواريها بقلبي كل يوم.. كل ثانية..

وتأبى أن تواسيني.. تعزيني..

تعيد بي نهار العيد..

كي أعيا بأعيادي..

hissaalawadi@yahoo.com

** المصدر: جريدة”الراية” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى