لماذا نقرأ… (2)

- لماذا نقرأ… (2) - 2025-08-12
- محطات.. لماذا نقرأ؟ (1) - 2025-08-04
- مسرحنا إلى أين؟! - 2025-06-10
عندما يجتمع الشمل في مجلس «بو علي» أسبوعيًا فإن «بو محمد» يستحوذ على الاهتمام ويكون نقطة الارتكاز، و»فواز» البادئ بتحريك معظم محاور النقاش يسأله: يا بو محمد.. ماذا اشتريت من معرض الكتاب؟
رد «بو محمد»: لدي من الكتب ما لا أعرف متى أنتهي من قراءتها. رد فواز: مثل ماذا؟ وهل قلبي كمبيوتر حتى أحصي وأعد وأعرف.. مثل ماذا. سأل فواز.. قال بو محمد.. تاريخ الرسل والملوك للطبري، البداية والنهاية لابن كثير، الكامل في التاريخ لابن الأثير، سير أعلام النبلاء للذهبي، بجانب كتاب الأغاني. بجانب أعمال الجاحظ ودواوين الشعر. ديوان الفيحاني.
من الواضح أنك لا تملك أي كتاب من هذا العصر. ولا أعمال لأدباء وشعراء من قطر. من قال هذا؟! هكذا رد بو محمد.. لديّ أعمال للكاتب القطري جمال فايز وأعمال عبدالعزيز الشيخ الروائية. فهو صياد ماهر يذهب وينبش في الماضي القريب. وكتب عن الأحياء القديمة مثل المرقاب، ولديه رواية عن البحر والبحارة. ولديّ صديق كلما سافر إلى البلدان العربية يحضر لي آخر الإصدارات.
قال فواز: إذًا آخر ما قرأت؟ لا أتذكر. أنا قارئ يحتويني الكتاب. آه افتكرت.. ديوان شعر «الغوص في ذاكرة الأيام» لمن سأله فواز. أنا يهمني المحتوى ويشدني جمالية القصيدة لا يهمني الاسم يقول الشاعر الذي نسيت اسمه، أبحر في سفينة الوهم، أقطع الفيافي والقفار، فهل أصل؟ علق فواز قائلاً: عبر السيارة ذات الدفع الرباعي أم مشيًا على الأقدام، أم عبر البغال والحمير والنوق؟
يا أخي.. وما أدراني؟ اسأل الشاعر. من الواضح أنك تحب الشعر كثيرًا. نعم ولي محاولات وقد قلت: «زرع في خيالي طلته.. من يوم أنا طفل غرير.. وصرت أعشق مشيته.. وأتابعه وين ما يسير». يا الله.. صرت له حارس يا بو محمد. فعلاً العشق بلوى. هكذا عبر فواز. وكان رد بو محمد بانفعال: أنت إنسان لا تعرف كوعك من بوعك. ثم هب واقفًا وترك المجلس.
** المصدر: جريدة”الشرق”