الأحلام.. غواية الغموض

- الأحلام.. غواية الغموض - 2025-11-18
- عمارة الريبة: هوس البنايات الكبرى والشوارع الواسعة - 2022-06-04
- رواية “الفقراء”.. البيان التأسيسي لكاتب لا يوجد مبدع كبير إلا وفيه شيء منه - 2021-06-23
الحلم، هو الشيء الذي نمارسه في يقظتنا ونومنا.
أحلام اليقظة، هي الدافع إلى الاستمرار في الحياة. يموت الفرد حين يكف عن الحلم، تموت الأوطان حين تفتقد الحلم، لكن الإفراط في الأحلام قد يكون انتحارًا.
أحلام النوم لا تتبع العقل بل المشاعر، وتبلغ مدى أبعد بقوة الخيال الطليق في النوم، حيث يمكن أن يحملنا الحلم إلى مكان بعيد، ويسافر بنا في الزمن إلى الوراء وإلى الأمام، هذه الحرية تجعل منه فرصة للعيش مرة إضافية!
وقد انشغل البشر مبكرًا جدًا بمحاولات فك غموض الأحلام واستراحوا إلى اعتبارها رسائل من الله بينما اعتبروا الكوابيس رسائل من الشيطان. من بين المحاولات الكبرى لتفسير الأحلام محاولة محمد بن سيرين ( ٣٢ ـ ١١٠ هـ ) ومحاولة سيجموند فرويد (١٨٥٦ـ ١٩٣٩ م). السبق للمفسر العربي بنحو ١٢ قرنًا، لكن الشهرة العالمية الأكبر كانت من نصيب فرويد ابن المركزية الأوروبية. ومع تطور علم الأعصاب أصبح بمقدور الباحثين قياس مراحل النوم المتعددة، وبينها مرحلة حركة العين السريعة التي تجري خلالها الأحلام. لكن العلم لم ينجح في محو ما توارثناه من تفسيرات أسطورية، لتبقى رؤى النوم ظاهرة إنسانية فريدة، يقترب لغزها من لغز وجودنا ذاته.
من وجهة نظر فنية فالحلم سرد. كل حالم يبني قصة في حلمه، فيها شخصيات ومكان وزمان، وفيها الخيال الجامح، فالحالم يكتب لنفسه، بينما ينشغل الكاتب بردود فعل القراء على خياله وإن كانوا سيصدقونه أم لا.
الحلم كالبحر، مساحة شاسعة لا يمكن الإحاطة بها في ملف، لكنها مغوية إلى حد دفعنا إلى المحاولة.
**المصدر: مجلة “الجسرة الثقافية”. العدد: 68



