لأمير الوالد يفتتح مهرجان كتارا للمحامل التقليدية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمود الحكيم
افتتح صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية ورافقه سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير، وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، بحضور عدد من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في الدولة.
وقام سموه بجولة تفقدية في القرية التراثية، مطلعًا على مختلف أجنحتها التي قدمت مشاركات من مختلف دول مجلس التعاون فضلاً عن الهند وزنجبار. كما اطلع على المحامل التقليدية الراسية على شاطئ كتارا، وكان سموه قد اُستقبل بتفاعل وترحيب حار من الجماهير الغفيرة التي احتشدت على جنبات شاطئ كتارا لتحيته.
ومن جانبه قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث: في البداية لا بد أن نرجع الفضل لأصحابه ونشكر كتارا على جهودها لإخراج المهرجان بهذه الصورة المشرفة والذي يعد مفخرة ليس لقطر فحسب بل لكل الخليج وهو من أكثر المناسبات ارتباطًا بالبحر حيث إن البحر كان ومازال مصدر العيش عند أهل الخليج، مضيفًا أن هذا المهرجان يغطي الحياة البحرية والعادات والتقاليد المتعلقة بها، مؤكدًا أن المهرجان يختلف ويتطور عامًا بعد عام نتيجة لتراكم الخبرات.
وقال إن حرص صاحب السمو الأمير الوالد على حضور المهرجان يدل على مدى اهتمامه بإنجاح المهرجان، متوجهًا بالشكر لكل المشاركين وبالخصوص لسلطنة عمان التي سجلت أكبر مشاركة.
وحول انعكاس المهرجان على المجتمع القطري والخليجي أوضح سعادته أن التحدي أمام مجتمعاتنا الخليجية هو المحافظة على التراث والأصالة ومن هنا تأتي أهمية هذا المهرجان الذي يمثل جانبًا من جوانب الأصالة القطرية والخليجية، فهو يعطر تراثنا البحري بكل ما للبحر من أهمية في ثقافتنا القطرية والخليجية.
الوفاء لتاريخنا
وبدوره صرّح الدكتور خالد السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا قائلاً: “إنّ تشريف صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لهذا المهرجان في الحي الثقافي كتارا يعكس مدى حرص واهتمام ورعاية سموه لمثل هذه المناسبات إحياءً لعادات وتقاليد آبائنا وأجدادنا في تراثنا البحري والتي نسعى للحفاظ عليها ونقلها للناشئة بكل أمانة.
وأضاف: “إننّا في كتارا تعوّدنا الوفاء لكل ما يمت بصلة لتاريخنا القطري العريق الذي نفتخر به، ونحن اليوم نحرص على إقامة هذا المهرجان ليس فقط كعرفان بالجميل لما بذله أجدادُنا من مجهودات ستظل عالقة بذاكرتنا وإنّما أيضًا نهدف إلى إطلاع أبنائنا من الجيل الجديد على خصائص الحياة في الماضي وما اكتنفها من صعوبات قبل بروز صناعة النفط والغاز وتطورها.
كما نسعى من خلال هذا المهرجان الذي يُعد من أكبر المهرجانات المتخصصة في التراث البحري في المنطقة والعالم، إلى إطلاع ذوي الثقافات الأخرى على حضارتنا وثقافتنا الثرية والمتنوعة، ذلك أنّ كتارا وإن كانت حريصة على حماية التراث القطري من الاندثار فإنّها أيضًا تحرص على مدّ جسور التواصل والالتقاء بين ثقافتنا المحلية بأبعادها العربية والخليجية والإسلامية ومختلف ثقافات العالم.”
وأعرب السليطي عن ثقته في نجاح هذا المهرجان نظرًا لحجم الاستعدادات التي هيأت له علاوة على احتوائه على عدد كبير من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تستقطب مختلف شرائح المجتمع.
تراث الأجداد
من جانبه عبّر أحمد الهتمي رئيس المهرجان عن شكره وامتنانه لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتشريفه افتتاح المهرجان وهو ما يمثل دفعة معنوية كبيرة لكل القائمين على هذه المناسبة التي تسعى إلى الحفاظ على تراث الأجداد، مشيرًا إلى أنّ النسخة الرابعة للمهرجان التراثي البحري ستقدم فرصة ثمينة لزوار وضيوف (كتارا) للتعرف على طقوس الغوص على اللؤلؤ كما كانت تتم في الماضي من خلال مشاهدتهم لإحدى سفن الغوص التقليدية وعلى متنها (النواخذة واليزوة) بكامل وسائلهم ومعداتهم القديمة التي كانوا يستخدمونها للغوص في أعماق المياه لاستخراج المحار واللؤلؤ، بالإضافة إلى تعرفهم على تلك الأدوات والمعدات التي يستعملها طاقم الغوص، فضلاً عن أعمال الغوص مثل التجديف ورفع الشراع التقليدي وفلق المحار، موضحًا أنّ تفاصيل رحلة الغوص سيشاهدها الضيوف والزوار بوضوح من على شاطئ (كتارا).
وأكد الهتمي أنّ جمهور مهرجان كتارا للمحامل التقليدية سيكون على موعد مع العديد من المفاجآت بداية من يوم الجمعة بعد صلاة المغرب.
ـــــــــــــــــــــ
الراية