إطلاق تقرير المعرفة العربية.. الشباب وتوطين المعرفة

الجسرة الثقافية الالكترونية
حاتم العبادي#
أكد تقرير المعرفة العربية لعام 2014 الذي اطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت شعار «الشباب وتوطين المعرفة»، ضمن فعاليات مؤتمر المعرفة الأول الذي يقام في دبي، أهمية إدماج الشباب العربي في عمليات نقل وتوطين المعرفة.
وشدد التقرير على ضرورة تلازم وتكامل العمل في محوري إنتاج المعرفة وتوظيفها للإسهام في تحقيق التنمية الإنسانية بأبعادها الثقافية والعلمية والاجتماعية والسياسية والبيئية.
وشهد المؤتمر الذي تختتم فعالياته اليوم الثلاثاء إطلاق تقرير خاص حول «الشباب وتوطين المعرفة في الإمارات العربية المتحدة» سلط فيه الضوء على دور الشباب في إقامة مجتمع المعرفة في دولة الإمارات بما يتماشى مع متطلبات العصر الحالي الذي يحفل بالتقنيات التكنولوجية الفائقة وما يرافقها من تغييرات في ثقافة المجتمع.
وقال العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم جمال بن حويرب، في كلمته التي ألقاها في هذه المناسبة: «تحرص مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومن خلال الفعاليات المعرفية المتنوعة التي تقوم بها على مواصلة العمل لدراسة وبحث حال المعرفة في المنطقة العربية أملاً في إيجاد الحلول المناسبة، والأرضيةً الصلبة لاستقصاء سبل تطوير مجالات نشر ونقل وإنتاج وتوطين المعرفة في عالمنا العربي».
واوضح ان التقرير يهدف إلى إيجاد الطرق الناجحة لتحقيق المساهمة الفاعلة للشباب في القضايا المركزية المهمة التي لا بد من دراسة أبعادها كافة، والتي تسهم في إقامة مجتمعات المعرفة المأمولة وتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة.
وأن الهدف الرئيس من عمليات البحث والاستقصاء والدراسة والتحليل والاستبيان وعقد ورش العمل، هو التأسيس لمرجعية علمية منهجية ترصد وتوصّف حال المعرفة في الدول العربية، لتقديم تشخيص نوعي ودقيق لمساعدة المسؤولين على تقييم الأداء وتطوير الخطط التنموية لبناء مجتمعات معرفية قادرة على مواجهة التحديات، وذلك للمساهمة في تنمية شاملة ومستدامة.
وقالت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة سيما بحوث: «تُظهر المرحلة التاريخية التي تمر بها المنطقة العربية بجلاء تعاظم دور الشباب وبروزهم ككتلة أساسية في الحراك الوطني، لا تعتبر الأكثر عدداً فحسب، و لكن كذلك الأقوى تأثيرا في عمليات التغيير والتطور في الواقع العربي، والأقدر على توجيه مسارات التنمية نحو مستقبل عربي أفضل.
وصرح مدير تقرير المعرفة العربي الدكتور غيث فريز بأن «هذا التقرير الثالث في سلسلة تقارير المعرفة العربية يرسخ العديد من المفاهيم والاستراتيجيات المقترحة للتحرك المستقبلي، المبنية على البحوث الميدانية والتحليل المستفيض لتحديات ادماج الشباب العربي في عمليات نقل وتوطين المعرفة بشكل ناجع، والتي وضعت ضمن رؤية نقدية إيجابية تتعامل مع الثغرات بشكل شفاف وتعظم الإنجازات وتبني عليها.
على مدار يومين ناقش خبراء ومختصون في مجالات المعرفة موضوعات تناولت اهمية نقل وتوطين المعرفة في المنطقة العربية متناولين ابرز التحديات التي تواجه نقل وتوطين المعرفة بالاضافة الى تقديم مقترحات حول استراتيجيات الدمج وما يجب العمل عليه.
وأكد المشاركون أن الحصول على فرص متساوية في المعرفة للجميع هو مطلب أساسي لاستدامة تقدم الدول متناولين أبرز المفاهيم والأطر الناظمة لعملية انتاج وتوطين المعرفة في العالم العربي، والدول المرشحة لاحتضانها، والرؤية المستقبلية لتمويل إنتاجها مع عرض تجربة دولة الإمارات كتجربة ناجحة في هذا المجال.
وأعلن خلال فعاليات المؤتمر الفائز الأول بجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، حيث فاز بها مناصفة السير تيم بيرنرز لي–مخترع شبكة الانترنت بالإضافة إلى السيد جيمي ويلز – مؤسس شبكة ويكيبيديا، والبالغ قيمتها مليون دولار امريكي ، تقديرا لجهودهما المتميزة في بناء اكبر منصات في العالم للنشر ونقل المعرفة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في يوم الافتتاح أن تاريخ المنطقة العربية يؤمِّن «لشعوبها تجربة مشتركة قوية توفر أساساً متيناً لمزيد من التقدم (..) وإذ يتوق الناس في جميع أنحاء المنطقة العربية إلى العدالة والكرامة والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، يتحتم على القادة الاستجابة للمطالب المشروعة لشعوبهم ويحرص الشباب على وجه الخصوص على المطالبة بحقوقهم – وهم الأولى بالحصول على فرصهم الكاملة في الحياة، ولا سيما فرص العمل المنتج».
واشاد مو في كلمة ألقتها بالنيابة عنه سيما بحوث مساعدته والمدير الاقيليمي للمكتب الاقليمي للدول العربية، بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات المعرفة، مثمنا مبادرة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز تبادل المعرفة في المنطقة العربية، معبرا عن امله أن يتبع هذا المؤتمر الأول من نوعه مؤتمرات مماثلة عديدة.
وتحدث مخترع شبكة الإنترنت تيم بيرنرز لي خلال الجلسة الافتتاحية عن دور شبكة الإنترنت في تدعيم فرص الوصول والنفاذ للمعرفة، حيث أشار الى أن شبكة الإنترنت مبنية على اللامركزية، وهي ثقافة بنيت منذ 25 عاماً على أسس حرية التعبير والانفتاح والتواصل والحوار، والحوارات الفردية الفعالة كطريقة للتنوير.
وبدوره قال مؤسس شبكة ويكيبيديا جيمي ويلز عن التغيير الإيجابي الذي أحدثته ويكيبيديا في تعزيز سبل النفاذ للمعرفة، حيث أشار الى أنه خلال الـ 12 عاما من تأسيس هذه الموسوعة فقد تم نشر 312 مليون مقال عبر صفحات الموسوعة وبلغات مختلفة وصلت إلى 287 لغة محققة انتشاراً كبيراً واقبالاً ملحوظا بواقع 550 مليون زائر لصفحات الموسوعة من الباحثين عن المعرفة والمعلومات التي توفرها.
واشاد بتجربة المجتمع العربي في اثراء صفحات ومقالات محتوى ويكيبيديا حيث تنشر الموسوعة اليوم ما يقارب من 341 ألف مقال باللغة العربية وهو ما اعتبره بمثابة مؤشر على حيوية المجتمع العربي كميزة تدفع للأمام.
…….
الراي