أَتُرَاكِ تَنْسَيْنَ.. / (الحسين لغوالي / المغرب )

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

جَـفَّ الـيَـرَاعُ وَلَـمْ يَجِـفَّ مِـدَادُهُ

 

مِـمَّا يُحَـمِّـلُ مِـنْ هَـوَاكِ فُــؤَادُهُ

 

إِنْ مَاتَ يَنْثُرُ شِعْرُهُ عَرْفَ الهَوَى

 

وَيَعِيـشُ مِـنْ بَعْــدِ الوَدَاعِ وِدَادُهُ

 

تِلْـكَ القـصَـائِدُ أَنْجُـمٌ يُهْـدَى بِهَا

 

قَـلْـبٌ تَكَـسَّـرَ بالفِـرَاقِ سِـنَـادُهُ

 

وتَلَـاقَـحَتْ فِيهَا المَدَامِعُ والرُّؤَى

 

وَالجَفْنُ نَابَ عَنِ المَنَامِ سُهَادُهُ

 

لِيَحِـيكَ مِـنْ ثَـوْبِ الخَيَالِ غِلَـالَةً

 

لِـلـذِّكْـرَيَـاتِ فَـلَـا يَـغِـيـبُ مُـرَادُهُ

 

وَهَـواكِ يَبْقَى كَالسِّـراجِ لِحَـرْفِهِ

 

 

مَهْمَا يَطُـلْ تَحْـتَ الـتُّـرَابِ رُقَادُهُ

 

أَتُرَاكِ تَنْسَيْـنَ الحَبِيبَ إذَا قَضَى

 

وَيَمُوتُ شِعْرٌ مِـنْ غَرَامِكِ زَادُهُ؟!

 

بَلْ كَيْفَ يَبْقَى فِي الحَنَايَا ذِكْرُهُ

 

إنْ حَـانَ إِثْـرَ وِصَـالِـهِ مِـيـعَـادُهُ؟!

 

بِالله لَـا تَـنْـسَـيْ فَـقِـيدًا حَـظُّـهُ

 

مِنْكِ السُّلُـوُّ إذَا انْـتَـهَى إِنْشادُهُ

 

لَـمْ يَنْـتَـبِـهْ أَنَّ القَـصِـيـدَةَ قَـلْـبُهُ

 

وَمُـتُـونُـهَا مِـنْ نَـبْـضِـهِ أَجْـسَادُهُ

 

زُورِي قَــصَـائِــدَهُ فَـثَـمَّـةَ رُوحُــهُ

 

إنَّ القَـصَـائِـدَ مُـذْ مَضَى مِيلَـادُهُ

 

سَـتَـرَيْـنَ أَحْـلَـامًا تَـعَـذَّرَ وَصْـلُهَا

 

وَكَـبَـا عَـلَى ظَهْرِ القَريضِ جَوَادُهُ

 

مَهْمَا شَدَا تُبْقِي القَصِيدَةُ غُصَّةً

 

وَيَهُـونُ فِـي حَـمْلِ المُرَادِ عَتَادُهُ

 

بِالحُـبِّ عَـاشَ وَمَـاتَ بَيْـنَ بُنُودِهِ

 

فَهُـوَ الشَّهِيدُ إذِ اسْتَـتَبَّ جِـهَادُهُ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى