بعد فوزه بجائزة “دوس باسوس” للرواية الأولى

الجسرة الثقافية الالكترونية

 أحمد ضيف *

المصدر / ثقافة 24

منذ عشر سنوات، يكتب روبيرت ونج (المكسيك، 1982) بانتظام، يقول عن ذلك: “أنا كاتب غير نمطي”، ويصرّح: “الكُتّاب عادة ما يتكلمون عن الكتب التي كانت تحيط بهم في طفولتهم، لكن الحقيقة أنني لم أكن محاطًا بالكتب، بل بالموسوعات، تلك التي كانت تباع من الباب للباب، ولم يكن لها أية علاقة بالأدب، كما بدأت بقراءة البوب آرت خلال مراهقتي: باتمان وسبايدرمان، وكل ذلك، وكانت مجرد خطوة طبيعية قادتني للأدب عندما مررت ذات مرة على مكتبة”، بحسب حواره مع صحيفة الكولتورال الإسبانية.

ونج: النص في النهاية محض حوار، ما يسمعه الواحد وما ينير في عقله، لهذا يصاب الناس بخيبة الأمل عند تحويل الرواية لفيلم منذ تلك الفترة وحتى اليوم، حيث يقدم روايته الأولى “باريس دي إف” بمدريد، مر ونج بأحداث كثيرة، قرأ كتباً كثيرة، وبعض الأشعار واليوميات والقصص، وحضر ورشة كتابة، وفي النهاية فاز مخطوط روايته بجائزة دوس باسوس، التي تقدر قيمتها بـ 12 ألف يورو، والتي تقدم إليها ألف مخطوط.

بين مدينتين
يعيش ونج في الولايات المتحدة، مثل كتاب لاتينيين آخرين، من بينهم ريتشارك بارا، خوان كاديناس، كارلوس يوشميتو، لكنه يكتب عن بلده.
تدور روايته في مدينتين مختلفتين، رغم أن شخصياته لا تطأ إلا مدينة واحدة، تدور في المكسيك، شارع دي إف، لكنها أيضاً تدور في باريس، دون أن يذهب الأبطال إلى هناك في أية لحظة.

البطل أرتورو يعمل في صيدلية، ويحلم بأن يكون شاعراً، وبالتالي بزيارة باريس لمقابلة شعرائه المفضلين، ولهذا السبب، يقوم بتشييد باريسه الخاصة في شارع دي إف.

وفي هذا السياق يقول ونج: “أفهم الأدب كطريقة لإتساع الواقع والأيام، هذا يحدث مع أرتورو الذي يريد أن يوسّع الأيام لأنه لا يشعر بالرضا بما يمتلكه، ويفعل ذلك من خلال باريس”، وينتظر المؤلف من القراء حساسية كبيرة لإدراك كتابته، بمعنى أن يتخيلوا باريس دي إف بشعور من الارتياب في أن أيامهم قد تكون مختلفة، ربما أفضل، رغم أن الرواية ليست شديدة التفاؤل.

طموح قد يدمر الذات
الرغبة تبدو هنا كموتور عنيف لوجودنا، والعنف، أو الطموح في أن يكون الشخص ما لا يستطيع أن يكونه “قد يؤدي لتدمير الذات”، بحسب ونج، الذي يقارن شخصيته، في هذا الجانب، بدون كيخوتيه، بعظمته وسذجاته المضحكة، إذ تتولد رغبة أرتورو في أن يكون شاعراً عندما يتأمل الرعب من يوم ليوم: “هذا الرعب اليومي الذي يتفلتر في وجودنا، والذي تراه المكسيك واضحاً جداً”.

يريد ونج أن يترك عمله بين يدي القاريء حتى يرى فيه نفسه منعكسة، فيقول: “القراء يقرؤون أنفسهم في الروايات، هنا تحديداً تحدث المشاركة في الخيال”، ويضيف: “النص في النهاية محض حوار، ما يسمعه الواحد وما ينير في عقله، لهذا يصاب الناس بخيبة الأمل عند تحويل الرواية لفيلم”.

ولا يشغل ونج نفسه كثيراً بالتوازن بين اللغة العامية والأدبية، يقول إن ما يهمه أن يميز بينهما في الحوارات، التي تغزر فيها الألعاب اللغوية لبلده، كذلك أصوات الشخصيات التي تتميز بالأدبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى