“القلايل” حدث تراثي ذو شهرة عالمية
الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر:الراية
انطلقت صباح أمس بمحمية العريق، منافسات المجموعة الأولى ببطولة القلايل للصيد التقليدي،حيث استطاع فريق مرمي أن يخطف الأنظار ويحقق أعلى درجات اليوم الأول ، حيث صاد (3) حبارى،وحقق بذلك أعلى درجات اليوم الأول بتسجيله (60) نقطة، أما فريق العاصفة فحل ثانياً في اليوم الأول بمجموع نقاط (40) وذلك عن اصطياده حباروين، فيما لم يحقق فريق السد، وفريق السيلية أي نقاط في اليوم الأول من منافسات المجموعة الأولى.
في السياق ذاته فقد أجمع أعضاء من فرق المجموعة الأولى أن بطولة “القلايل” باتت حدثاً تراثياً ذات شهرة عالمية ، وأن الاهتمام بالبطولة والاستعداد لها يكون في كل عام أفضل مما سبقه ، متوقعين أن تشهد منافسات العام الحالي قوة وإثارة ومتعة للمشاركين والمتابعين .
وأكد المتحدثون من أعضاء فرق المجموعة الأولى أن اللجنة المنظمة سخرت كل الإمكانيات لإنجاح هذه البطولة وقدمت أفكاراً متميزة ضمن منافسات العام الحالي وهو ما سوف ينعكس بالإيجاب على البطولة .
وقال بعض أعضاء الفرق إنهم يشاركون للمرة الأولى وإن دافعهم للمشاركة هو ما وصلت إليه بطولة “القلايل” من شهرة وسمعة عالمية ، وبالتالي أصبحت المشاركة بها شرفا كبيرا .
وقالوا إن البطولة تحيي تراث الآباء والأجداد وتطلع الأجيال الجديدة عليه ، مؤكدين على استعدادهم القوي لخوض المنافسات .
بطولة ناجحة
في البداية قال محمد خميس النعيمي – قائد فريق العاصفة – إن “القلايل” بطولة ناجحة بكل المقاييس ولقد وجدنا واقعا كنا نسمعه فقط في قصص آبائنا، وذلك على مستوى الصيد بالطرق التقليدية، وما يصاحب ذلك من تعاون ورباط، ونشكر من قام عليه ونظمه، مشيراً الى أن هناك جهدا مبذولا على مستوى الاستعداد لهذه البطولة ، وأن القائمين على عملية التنظيم لم يغفلوا شيئا إلا وقاموا بالإعداد والترتيب له ،وهوما لمسناه بالفعل على أرض الواقع منذ اللحظة الأولى لوصولنا الى موقع البطولة وحتى من وقت إقامة القرعة .
وأضاف النعيمي : لقد خضت تجربة المشاركة في القلايل، وشاركت كعضو، وهذا العام شاركت كقائد للفريق لأني شعرت أني أستطيع أن أجمع شبابا يقودونني للفوز بالمركز الأول، مشيراً الى أنهم سوف يجتهدون من أجل تحقيق نتائج إيجابية في منافسات بطولة العام الحالي .
وقال قائد فريق العاصفة إن تنظيم بطولة بحجم “القلايل” في قطر دليل كبير على اهتمام دولة قطر بإحياء تراث الآباء والأجداد ، وهذا ما أثبتته جملة البطولات التراثية التي تقام هنا بشكل متوال ومن بينها “القلايل” .
مثابرة وقوة
ومن جانبه قال معجب ناصر الهاجري من فريق العاصفة – إن هذه هي المشاركة الأولى له في القلايل ، مؤكداً أنها من أهم المسابقات التي تحيي التراث الخليجي بشكل عام، وشرف كبير لمن يشارك فيها ، مشيراً الى أن البطولة بها مثابرة وقوة وصبر وتحمل وجلد، وتتجلى فيها الخبرة التي اكتسبها الأشخاص خلال رحلات الصيد التي خاضوها على مدار حياتهم داخل وخارج البلاد.
وقال الهاجري إن بطولة القلايل بها مسابقات متنوعة فيها الحبارى والكروان والظبي، وفيها الصيد بالسلق والصقر، وهو ما يثري المنافسات ويحقق المتعة لمتابعي البطولة ، مؤكداً أن القائمين على التنظيم ومن قاموا بوضع مسابقات هذه البطولة أناس لديهم خبرة كبيرة فيما يتعلق بأمور الصيد التقليدي ، وكان لديهم حرص شديد على إحياء هذه الرياضة بكل ما تحمل من منافسات .
خبرة الصيد
وأضاف أن بعض أعضاء فريقه لديهم خبرة في الصيد بالسلق والصيد بالطير، والعكس صحيح، وبالتالي فإنهم يجمعون بين خبرات متنوعة، مؤكداً أن الفريق يعتزم تحقيق نتائج إيجابية في منافسات “القلايل” من أجل أن يسطر لنفسه تاريخا في واحدة من أهم بطولات الصيد التقليدي بمنطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط كامله بل والعالم .
وأوضح أن صيد الغزال له طريقة والحبارى لها طريقة، وبعض أعضاء الفريق يجمع بين صيد الطير وصيد السلق، وأن أعضاء فريقه لديهم خبرة واسعة في كافة المجالات، ونحن لا نرضى إلا برقم (1) وعندنا استعدادات قوية، ولدينا صقور حاصلة على بطولات دولية كبيرة، فضلاً عن الشباب المشارك فإنهم كذلك لديهم خبرة واسعة ، وبعضهم شارك في بطولات سابقة للقلايل.
مهارات متعددة
من جهته قال أحمد يوسف الخليفي – مصور فريق السيلية – هذا هو العام الثاني الذي أشار فيه بـ “القلايل”، والتي اعتبرها من الرياضات الشريفة التي فيها المشارك يتعاون مع إخوانه كيف يدبر أموره، ويصيد بأفضل طريقة، بالإضافة أن البطولة تكسب المشارك مهارات التعامل مع أقرانه وكيف يتعامل مع الخيل والإبل ، كيف يتعامل مع الطيور، وجميعها واقع حياة، ويجب على جميع أعضاء الفريق الذين يقضون حوالي 11 ساعة داخل المحمية يومياً من الصيد، أن يتمالكون أعصابهم، وأن يكونوا على قدر التحدي، حتى بعد مرور مدة الـ11 ساعة، عندما يعودون في المساء يكون لديهم مهام أخرى مثل الضيافة وبيئة القانص، وكل منهم يساعد الآخر.
وقال الخليفي إن الشباب الذين يشاركون في المسابقة يبذلون جهدا كبيرا ويتمتعون بجلد ملحوظ ويبدعون في هذه المسابقة.
مسابقات متعددة
وعن المسابقات المصاحبة للبطولة يقول الخليفي : “القلايل” أصبحت مجموعة مسابقات ، منها مسابقة في الصيد وهي الأساسية ومسابقة في تصوير الفيديو، ومسابقة في التصوير الفوتغرافي، وبها هواية الصيد، وهواية ركوب الهجن، وهواية ركوب الخيل ، وهواية تصوير فيديو وفوتغرافي. مؤكداً أن كافة منافسات البطولة تحتوي على متعة كبيرة للمشاركين والمتابعين، والشباب القطري يقدمون إبداعاتهم، وفوق كل ذلك فإن منافسات البطولة تقام على طريقة الآباء والأجداد ، وتستخدم فيها أدوات حديثة، ولكن بالطرق التقليدية، حث يتعلم المشاركون كيف يتبعون أثر الطائر، وبالتالي فإن البطولة بها متعة خاصة وميزات جديدة.
وأكد الخليفي أن البطولة استقطبت شبابا جددا من مختلف شرائح وقبائل المجتمع، وأن الفوز توفيق من رب العالمين ، وذلك من خلال صيد الظبي أو الحبارى أو الكروان، ولكن في أمور أخرى يستفيد منها الآخرون، منها أن المشارك يتحكم بأعصابه، يقوي بدنه، يتعامل بإحسان مع أصدقائه في الفريق، ومع الإرهاق الذي قد يعانيه المشاركون ترى العديد منهم يبذلون جهدا لمساعدة إخوانهم بالفريق الواحد.
شهرة عالمية
ويقول حمد علي النعيمي – قائد فريق السد، أشارك لأول مرة، وفريقي مكتمل ، حيث إن بطولة القلايل، ذاع صيتها وباتت تكتسب شهرة عالمية ، كما أنها تطلع الأجيال الجديدة على حياة الآباء والأجداد، وطبيعة صيدهم للإبل وتحملهم الصعاب في الصحراء، مشيراً الى أن فريقه يوجد به مشاركون من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا أمر أعتقد أنه يضيف للبطولة، حيث إنه يوطد العلاقات والروابط الأسرية ، وبناء الصداقات، وفتح مجال لأهلنا في مملكة البحرين ودول أخرى من الخليج بمتابعة مشاركة أبنائهم.
وأضاف : أن القائمين على تنظيم البطولة كانوا على قدر الحدث واستعدوا له جيداً وسخروا إمكانيات ضخمة من أجل إنجاح منافسات هذه البطولة ، مشيراً الى أنه لمس اهتماما كبيرا بالبطولة على كافة المستويات الرسمية والتنظيمية والجماهيرية الإعلامية وهو ما يؤكد من وجهة نظره أن نسخة العام الحالي سوف تكون فريدة.
شرف المشاركة
من جهته قال راشد أحمد البوعينين – فريق السد، مشارك من مملكة البحرين،إن هذه المشاركة الأولى له في منافسات “القلايل” ، مشيراً الى أنه قد شاهد البطولة العام الماضي في التلفزيون، وأعجب بها كثيراً، وكان لديه رغبة وأمل أن يشارك فيها ، وأضاف : الحمد لله سنحت الظروف واستطعت أن أشارك، ولقد استفدت منها كثيراً، كما أن الصقارين والهواة استفادوا كثيراً من “القلايل” فقد زادتهم البطولة خبرة ، مؤكداً أنهم جاهزون للمنافسة.
وقال البوعينين : لدي هواية في الطيور من سنوات عديدة، وسعيد في الحقيقة بهذه المشاركة، وأنوي المشاركة في السنوات القادمة إن شاء الله ، مشيراً الى أن مجرد تسجيل اسم الشخص لنفسه في هذه البطولة فهو الرابح بلا شك .
تفادي الأخطاء
ومن جانبه أكد عبد الله غانم الخيارين – فريق مرمي، أنه يعتزم تفادي الأخطاء التي وقع فيها العام الماضي من أجل تحقيق نتائج إيجابية مع فريقه في النسخة الحالية من “القلايل” ، مؤكداً على أن البطولة تؤصل لتراث الآباء والأجداد ، ولهذا فهي تلقى اهتماما كبيرا من جانب المنظمين والجهات الرسمية في الدولة المعنية بتنظيم هذا الحدث التراثي الكبير .
وأضاف : أن التنظيم دقيق جداً وكافة الإمكانيات متوفرة ، وبالتالي فإن المنافسات سوف تقام في أجواء مثالية جداً ورائعة بل وتشجع على بذل جهد لتحقيق نتائج إيجابية وهو ما نعتزم فعله هذا العام .
وأشار الخيارين الى أنه سبق له وأن شارك في منافسات “القلايل” وقد تأكد له أن اللجنة المنظمة لهذه البطولة هي لجنة مميزة وأعضاءها مميزون ولديهم أفكار رائعة ، متمنياً التوفيق لفريقه في منافسات “القلايل” ، مؤكداً أن المشاركة في حد ذاتها مكسب كبير .