الأزمنة / د. فراج الشيخ الفزاري

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص – 

 

      اسم هذه الزاوية ليس من عندي بل هي عنوان المجلة الفصلية الذي كان يصدرها الفيلسوف الفرنسي سارتر وفيها تشتد المعارك بين الفلسفة الوجودية  بتياراتها المتعددة وبقية المدارس الفلسفية السائدة في ذلك الوقت الجميل من ستينات القرن الماضي وكذلك القضايا السياسية , وكان يشاركه فيها بالكتابة سيمون بوفوار – ميرلو بونتي وريمون آرون واخرون .

     والزمان الوجودي عند سارتر قد نختلف حوله كثيراً كما اختلف معه الفيلسوف الروحي هينرى بيرغسون , فذهب بيرغسون وفلسفته وبقيت الوجودية وإن كان ذلك على استحياء .

وما يهمنا في هذه( الازمنة ) ان ما سوف نكتبه يندرج تحت مظلة الزمان الذي هو اعتقاد فكرى ليس له وجود مادي , فاليوم والامس والغد كلها اعتبارات فكرية متداخلة حيث لا يتوقف الزمن عند حد فاصل لنقول هنا ينتهى الامس ويبدأ اليوم ففي اللحظات التي نودع فيها ذيول النهار تظل الشمس ساطعة في مناطق أخرى من العالم ولم ينتهى اليوم بعد …. واليوم الذي أحسبه كساعات في اعتقادي قد يكون ثقيلاً أو خفيفاً بحسب الضغط النفسي الذي أعاني منه في تلك اللحظات ….

    وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى ( في يوم كان مقداره الف سنه مما تعدون ) وهذا يعني اذا طبقناه على الخلق والميلاد فإن ما يفصلني من السيد المسيح فقط يومان وبضع ساعات ومن سيدنا لآدم وبدء الخليقة ربما ثلاثة أيام أو أربع .

  والعبرة في النهاية أن الزمان ما هو إلا مفهوم عقلي يساعدنا على تدبير حياتنا وليس بالوجود القطعي او المادي الذي يقبل التجزئة او الانفصال .

 ومن خلال هذه الزاوية ( الأزمنة ) سوف اتناول كل ماله علاقة بالزمان والمكان وهذا يعني ببساطة شديدة ( بانوراما واسعة ومتعددة الاتجاهات )

  وأبدأ من الاحد القادم إن شاء الله بإطلالتين لنادي الجسرة ….. محاضرة الدكتور / الرفاعي عن الطاقة الشمسية . ومبادرة نادي الجسرة بإصدار مجلة فصلية عن الفن التشكيلي تعتبر الاولى من نوعها  في الوطن العربي .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى