تأملات فلوبير ومسودات رواياته في كتاب جديد

الجسرة الثقافية الالكترونية

*احمد ضيف

المصدر / ثقافة 24

ظهر منذ سنوات طويلة مضت كتاب بعنوان “صبي كاتب” (1830-1838)، أحد كتب سلسلة “كراسات مهمشة”، التي تضم نصوصاً كثيرة لفلوبير الطفل والمراهق. وحديثاً، ظهر كتاب يكمل هذه المسيرة ويحتوي على ملحوظات هامة سبقت كتابة الجزء الثاني من بورفارد وبيكوشيه، بالإضافة إلى تأملاته الخاصة.

كان فلوبير يتمتع بدرجة كبيرة بقدرة على خلق عبارات مثيرة للعقل وللمشاعر، استطاعت بدورها تكوين صور جمالية جديدة. بدأ ذلك منذ مراهقته، وتكونت لديه رؤية قدم لنا من خلالها “الشاب جوستاف” في “احتضارات”، وهي سلسلة نصوص مليئة بمشاهد مروعة، وأزمة دينية، وجثث ينهشها الديدان، ويأس وعدمية. ومن خلال هذه السلسلة، نلاحظ البعد القوطي المختبيء في الصفحات وأيضًا الحسية التي يطلقها شاب في السابعة عشرة.

“مذكرات، ملاحظات وأفكار حميمية” هذه هي البذور التي كونت نصوصًا أكثر نضجًا وجاذبية في القراءة. الشاب الذي كان لا يزال كاتبًا مبتدئًا تورط في التناقضات الأخلاقية، غير أن المستقبل يطل من بين الشكاوي الرومنطيقية:”أشعر بعطش للحكاية عن نفسي”، يقول في أحد المقاطع. وهنا نجد أول إطلالة للروائي. ثمة تأملات حول مونتين وفولتير ومولير وساد، ويبدو أنهم كانوا النموذج الذي أغرى الشاب فلوبير.

الإطلالة الثانية كانت إطلالة الموسوعي: قراءة كل شيء، معايشة كل شيء، معرفة كل شيء. يبدو لنا فلوبير، أحد أكبر الروائيين الموسوعيين في التاريخ، كرجل يسعى للاكتشاف.. هذا ما تقوله كراساته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى