أمسية جماهيرية ينظمها نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في الأردن
الجسرة الثقافية الإلكترونية –خاص-
عمان- من حسين نشوان
قرأ ثلاثة شعراء في جاليري الدغليس همومهم الذاتية معرجين على ظلال الراهن، مستذكرين ما فات من أحلام سقطت من الذاكرة في بئر الطفولة، مستعيدين الأسطورة لزخرفة الكلام.
الأمسية التي نظمها في عمان نادي الجسرة الثقافي ومقره قطر، وحضرها رئيس مجلس إدارة النادي الكاتب إبراهيم الجيدة ، حظيت بحضور يليق بالشعر وبالجمال واللغة التي ارتقى بها المشاركون في الأمسية .
استهلت الأمسية التي نسق لها القاص إبراهيم العامري، مدير الموقع الإلكتروني، وشارك فيها الشعراء: د. عمر العامري، جلال برجس، ولؤي أحمد بتقديم ضاف لأستاذ الأدب العربي د. راشد عيسى الذي ألقى الضوء على نشاطات نادي الجسرة العربية، وموقعه كمركز للتنوير ونشر الثقافة، مثنياً على رئيسه إبراهيم الجيدة الذي يحمل مشروعاً ثقافياً عربياً يتجسد في عدد من الدوريات والإذاعة والموقع الإلكتروني، ومنها مجلة الجسرة.
وقدم د. عيسى الشعراء، لافتاً إلى تميز تجربتهم، والمشاركات والجوائز التي حققوها، فضلاً عن تنوع إنجازهم بين الإعلامي و الثقافيي.
ومن جهته قال الجيدة :إن هذا النشاط الذي يعد من حسن الطالع أن يستهل بعمان الجميلة، بلد الثقافة والاستقرار والحضارة، هو برنامج عربي تنويري ، ينطلق من فكرة وحدة الثقافة التي تعاني من حالة من الضعف التشويه.
وهذا البرنامج سينتقل إلى عدد من الدول العربية مبشراً بالجمال في مواجهة العنف والتطرف، خصوصاً في ظل انتشار ثقافة الموت التي تضرب بسيقها في المنطقة العربية. مذكراً بالاطلالة التي جرت في عمان مؤخراً لخلق إطار تكاملي وخلق تواصل عربيٍ أكثر عمقاً. ليضيف بذلك للعمل الثقافي منبرا اخرا يسجله التاريخ على ورق من ذهب لما لهذا الدور من تميز وانحياز للمنجز الإبداعي المؤثر على الساحة العربية والعالمية، من خلال الأسابيع الثقافية وتقديم فنون وابداعات وثقافة قطر إلى العالم أجمع.
وقرأ الشاعر د. عمر العامري، أستاذ الأدب بجامعة فيلادلفيا “أعدني إليك” و”لماذا تأخر صوتك”، التي تستعيد صدى الطفولة بصوت الراهن، ومنها:
“أمس انتظرت،
وكان الهواء قليلاً على الناي
يعزف في غرفة القلب ما قد تيسر
حتى بكيت
وكنت على موعد الماء وحدي
خفيفاً أطير
كأني فراشة ضوء على خد ذاك المساء
كأني انتباهة عين الحصان إلى فارس في الممر السملء
كأني حبيب يغض هناك طرف الغمامة عمن يحب
لكي لا تفيق القصيدة من نومها
وتدمع عين الكلام”.
أما الشاعر الروائي جلال برجس الفائز بجائزة كتارا، فقد قرأ
إلى ذلك قرأ الشاعر والإعلامي الذي شارك في مسابقة أمير الشعراء لؤي أحمد قصيدة “في قبضة الماء”، مستعيداً قصة ابن نوح عليه الذي قال حينما خير بين الإيمان والطوفان “سآوي إلى جبلٍ يَعصمني من الماء و”ناقف الحنظل” التي استعار عنوانها من قصيدة للشاعر امرؤ القيس، وهي تحمل اسم ديوانه الأول، ومن الأولى:
“لم أنتَبهْ لجُنونِ الماءِ مُذ صَعدوا
فُلكاً ستَرسمُ قَوسَ الضَوءِ في السُّحُبِ
تَخفَّفَ البحرُ من حَمْلي وحَمَّلَني
هَواجِسَ الرِّيح نايٌ ناعِمُ القَصَبِ
هبطتُ وحدي وهم مثنى تُقلّبهم
دودا على العود ذاتُ الحبل والخشبِ
في قبضة الماءِ مُرتَاباً بمَا كَتبوا
إذا نجوتُ فإني حارقٌ كُتبي”.
وقال الجيدة لـ”الرأي” إننا في نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي آلينا على أنفسنا أن نكون النواة الاولى في تعريف الآخر، في شرق الأمة العربية وغربها بثقافة قطر وفنونها وتراثها الفكري والابداعي.
من هنا فإننا الآن نحاول أن نعيد التواصل في اطار الميديا. عبر مجلة الجسرة ، الفنون التشكيلية، الطفل العربي. متزامناً مع الوسائط الحديثة في موقع الجسرة الثقافي لان الغاية والهدف الاسمى التأكيد على اننا نسهم قدر الامكان في أيجاد لغة تعبر عن أحلامنا وطموحتنا. من أجل غد أكثر عمقاً واصالة. دعونا نلتقي دوماً على المحبة.
يشار إلى أن النادي تأسس في العقد السادس من القرن الفائت ،و ارتبط بداية بالإطار الرياضي في البداية، لكنه في السنوات اللاحقة اتخذ منحاً آخر، ففي عام 1972 تحول المسمى من الإطار المرتبط برياضة الأبدان إلى تغذية العقول والاسهام الفعلي في الحراكين الثقافي والاجتماعي وقد استحوذ في فترة قصيرة على اهتمام المفكرين والادباء والشعراء، فقد تعددت روافده الابداعيه محلياً وعربياً وعالمياً.
ووصف عمر العامري بأن الأمسية من اجمل الامسيات التي شاركت بها، فقد كانت امسية نخبوية على صعيد الجمهور والتقديم والتنظيم فضلا عن المشاركين، فقد دأب نادي الجسرة على تقيم كل ما هو متميز ومتفرد من انشطة وفعاليات ثقافية فالشكر الجزيل لأسرته كافة.