محمد بن راشد يسمو بمآثر الوطن

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

مجد الإمارات” هو عنوان قصيدة جديدة من الشعر الفصيح نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، بمناسبة حصول حكومة الإمارات على المركز الأول عالميا في الكفاءة وجودة القرارات الحكومية وغياب البيروقراطية، وذلك حسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، لقد توج هذا الحدث العظيم مسيرة طويلة من التطوير والتخطيط من أجل تجويد الخدمات الحكومية، وتحسين القرارات وتسريعها وتقريبها من المواطنين والمقيمين على حد سواء، حتى نالت الإمارات المكانة العالية .

هز هذا التتويج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحرك قريحته للإنشاد فتدفق عليه الشعر في تجربة تجمع الحاضر بالماضي، وتنظر إلى التتويج في سياق رحلة حضارية بعيدة الغور في الماضي العربي الإسلامي بكل تاريخه الناصع وقيمه التي سادت الكون قروناً، تلك القيم التي لا تزال الإمارات تستمد منها وقود حياتها الحاضرة، وهي تخطو إلى الأمام نحو مستقبل أكثر تطوراً وإسعاداً للإنسان، في تلك اللحظة الشاعرية تراءى لسموه مجد الإمارات كأنه قصيدة بديعة، لحنها ووترها هو القول الذي يصدقه الفعل، فيصير إنجازاً وظفراً ظاهراً بارزاً للعيان، ويظهر انتشاء الشاعر بالتتويج حتى في بنية المطلع الذي جاء إيقاعه متدفقاً سلساً، ففوق إيقاع بحر البسيط المربع المتوازن، هناك إيقاع التكرار في صدر البيت “نحن القصيد ونحن اللحن”، ثم إيقاع الكلمات المتوازنة في العجز “القول، الفعل، الإنجاز، الظفر”، فإذا أضيف إلى ذلك تصريع بين “الوتر، الظفر”، وكذلك تكرار “واو العطف” سبع مرات، نلاحظ هذه الحزمة الهائلة من الموسيقى المتدفقة طرباً واهتزازاً بنشوة الفوز المستحق بما توفر له من إنجاز، ذلك الإنجاز هو الذي يعطي للوطن الصدارة في كل ميدان ويجعل راية مجده خفاقة في علياء يخبو دونها كل مجد وتنكسر دونها كل الرايات:

نحن القصيد ونحن اللحن والوتر 

                 والقول والفعل والإنجاز والظفر

لنا الصّدارة في علم وفي عمل 

                     في كل يوم لنا مجد ومفتخر

تنافس الكون لا تنفك رايتنا 

                     خفاقة حينما الرايات تنكسر

هذه المكانة هي في عرف الشاعر لم تأت صدفة، وليست شيئاً مستحدثاً بل هي تراث أمة عشقت الأضواء وعشقها الضوء حتى صار صنواً لها، فلا يغادرها إلا ليعود إليها باهراً بهياً، أمة جذورها غائرة في دوحة من المجد لا يصل إليها غيرها، ويلتفت سموه إلى كاتب التاريخ لينبهه إلى خصال الدولة في الحاضر كي يخطها في سفره جلية ناصعة، حكاية تعجز الأمم الأخرى عن صناعة مثلها، لأنها حكاية الهمة التي لا تعرف التسويف ولا التردد، والعزم الذي لا يشوبه خور، هدفها الإنسان، وأساسها العقل والفكر والتدبير، وجذورها الحضارة وعصمتها الإسلام، وبتلك الخصال العريقة اقتحمت الإمارات المجد غير عابئة بالأخطار، فأمسكت منه بكل سبب، ونالت منه كل غاية، وارتقت من العز قمماً عسرت على غيرها، وقصرت الأمم دونها، فأصبحت أفعالها مكتوبة في جبين الدهر لا يمحوها كر الأيام ولا تغيرها صروف الدهر .

لكل مجد سعينا لا نفوّته 

         إذ ليس في باعنا عن نيله قصر

وكل ساحة عز عز طالبها 

             كنا لها وعلى ما عز ننتصر

عنا روى الدهر والأيام شاهدة 

              مآثراً لم تغير صُبْحها الغير

لا تغادر القصيدة ذلك الوتر الموسيقي المنتشي بما أنجزه الوطن، وبما حققه شعب الإمارات وحكومته من مآثر، فحين يذكر سموه خلود أمجاد دولته تتحرك أوتار الكلمات لتقدم واصفة الكيفية التي ستكون عليها صفة هذه الدولة في سفر الخلود فهي “دولةٍ حرةٍ عرباءَ شامخةٍ”، ولنلاحظ هنا ما يفعله تكرار الصفات من إطراب، خاصة في نهاياتها بالتاءات الثلاث المنونة بالكسر، فهذا الترديد له فعل تأثير بليغ في نفس المتلقي، إذ يدفع بالرسالة إلى أقاصي الوجدان، ويرسخ في صميم القلب أوصاف تلك الدولة التي تنتمي إلى أمة الضاد، والتي تنشر مآثرها في ساحة المجد حتى أصبحت تلك المآثر كالدر أو الياقوت الذي يتوج جبين الدولة:

عن دولة حرة عرباء شامخة 

           من أمة الضاد ينمى أصلها مضر

في ركن ترى من مجدنا أثرا 

             لا شك سيرتنا الياقوت والدرر

كل هذا التاريخ الأصيل في المآثر، وكل تلك الأفعال المعززة بالعزم المتأصلة في الإنجاز تصبح “الشهادات” والمراتب – كما يقول سموه – شهادة حق من قوم رأوا ما أنجزناه فبهرهم، وأعجبتهم الخطط المحكمة والقرارات السليمة الهادفة لخير الإنسان الذي هو غايتنا الأولى والمركز الذي تدور أفعال الحكومة حوله، وتراه الدرة الثمينة والكنز الذي لا يساويه كنز، لكنّ هذه الشهادات لن تضيف لنا شيئا على ما نعرفه عن أنفسنا من إصرار وتصميم على الريادة، ولن تصيبنا بالغرور ولا التكبر، لأنها ثمرة جهدنا وتدبيرنا، وكفاءات أبنائنا ، ذلك هو دأبنا على مر الأيام، وسنظل نعد وننجز الوعد، ولن نتنازل عن الفوز والمرتبة الأولى، ذلك هو عهدنا مع شعبنا ومع العالم، يقول سموه:

عن جودة في القرارات التي صدرت 

                مدروسة وبخير الشعب تنحصر

فلم تزدنا على ما نحن نألفه

                   ولم يصبنا غرور منه ننحدر 

حكومة عندنا الإنسان غايتها 

                     تراه أثمن ما تبني وتدخر

تلك النياشين نلناها ونمنحها 

               لشعبنا الحُر فيه البدو والحضر

قصيدة مطرزة بالقيم الجمالية والأخلاقية

 

أثارت قصيدة “مجد الإمارات” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي نشرت في الصحافة الإماراتية أمس ردود فعل طيبة لدى جمهور المثقفين الإماراتيين، الذين أشادوا بهذه القصيدة شكلا ومضمونا، وقد كانت الرصانة اللغوية بجانب السبك الفني فضلا عن تلك المضامين والرؤى التي حملتها قصيدة “مجد الإمارات” واحدة من العلامات المضيئة على عافية الشعر وقدرته على التأثير، كما أن حرص سموه على كتابة قصيدة باللغة العربية الفصحى، كان له تأثير مضاعف على متلقي القصيدة من الكتاب الذين استعادوا مكانة الشعر بوصفه “ديوان العرب” الأول، الذي يحفظ التراث والتاريخ ويطرز القيم الجمالية والأخلاقية، ويعيد للأذهان بهاء ورونق اللغة الشعرية، كما يعيد لهذه اللغة دورها في الإحياء والريادة .

من جهة أخرى فقد توقف المثقفون الإماراتيون عند معاني القصيدة ومناسبتها، واسترعاهم تلك الصيغة التي كتبت بلسان الجماعة، بما يعزز قيم الشراكة في بناء الوطن .

سحر البيان

عبدالله الهدية الشحي: حين ينثر الفارس من على صهوة جواده ورود الحروف وعطر القصيد ينتشي المشهد ويحتفي بهيبة البيان المتشح بالسحر وتهفو ذائقة الأفئدة المبتهلة في محراب الجمال إلى الميادين التي هطلت عليها أبيات القصيد، وحين يعبر الفارس بشموخه الذي يحق له وحده عن سمو طموحه وغاية مبتغاه الذي لا يحد وعن إصراره المغروس في روح العزم تتدلى نجوم الكلمات فيجني المتلقي من عذوقها ما لذ سمعه وطاب مذاق تأثيره ويقطف الحراك ما شاء من جوري الحكمة وزعفران الرأي السديد وياسمين الجمال اللغوي ويرتوي المعنى والمبنى من شلال التدفق اللغوي الهائم بربيع عذوبة الصور وفضاء الخيال الخصب الذي يحلق في سماء الأصالة والحداثة معا فيسمو بمجمل وتفاصيل رونقه الذي تتعدد صور تأويله، حين يأوي إلى عالم الإبداع فيسكن الوجدان دون استئذان . هكذا هو شعر فارس الخيل والشعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهكذا هي قصائده الموسومة بمجد الإمارات .

“مجد الإمارات” قصيدة جامعة لكل صور الجمال بدءاً من الاستهلال الذي يوحي بتناص نكهة كرز اللحن مع مذاق توت الوتر وبتمازج زنجبيل القول مع روح الفعل والإنجاز مرورا بالفخر وعلو الشأن المعبر عنه بقوة ثأثير الكلمات التي خلقت أبياتها مشهدا سينمائيا رائع السناريو والإخراج حين وظفت مكونات المعاني في خدمة التناسق البديع والمنظور الرفيع بمستواه الأدبي، وحين أدت القصيدة الرسالة المناطة بها على أكمل وجه من حيث الاهتمام بالجذور والعناية بالحاضر والشوق إلى المستقبل الزاخر ونهاية عند التعبير المذهل الذي يخلق الدهشة حين تسمو المشاهد الشعرية الخلاقة بإنجاز الإمارات وبالعقل الإماراتي وباللحمة الوطنية وبنظرة العالم الذي وقف إجلالا للتفوق الإماراتي .

“مجد الإمارات” قصيدة ومدرسة حياة وعمل، كم أتمنى أن أراها في مناهجنا الدراسية حتى يستلهم منها ابناؤنا الطلاب المبتغى، وكم آمل أن تخصص لها مؤسساتنا الثقافية والفكرية مساحة من عرض جمالياتها .

 

شاعرية صافية

 

عبدالله محمد السبب: في سالف الحضارات، وفي الحضارات العربية على وجه الخصوص، وفي حياة القبائل العربية بشكل أخص، كان إذا ولد لها شاعر، تهللت أساريرها، وتباهت به، وتنبأت خيراً، لأن الشاعر هو صوتها الإعلامي، وكاتب تاريخها، ومؤرخ أحداثها وبطولاتها، فإذا ذهبنا بذاكرتنا إلى العصر العباسي الذهبي، المزدهر بثقافته وآدابه وفنونه، وإذا توجهنا تحديداً إلى الدولة الحمدانية التي كثر فيها الشعراء والمفكرون، فإننا حتماً سنستحضر شخصية شعرية ملأت الدنيا وأقامتها ولم تقعدها، “أبا الطيب المتنبي” الذي كان سيف “سيف الدولة الحمداني” الإعلامي، وصحيفة الدولة الحمدانية التي تسجل الأحداث والبطولات بدقة متناهية استقطبت غيرة العالم واندهاشه . . وفي تلك الدولة كذلك، كان هنالك أمير فارس وشاعر، هو “أبو فراس الحمداني”، بشاعريته الصافية التي لم تكن لأجل التكسب أو التملق أو لمآرب أخرى .

ذلك تمهيد كان لابد منه ونحن بصدد الإطلالة على قصيدة أمير وفارس وشاعر، أمير في الميدان السياسي، وفارس في الميدان الرياضي، وشاعر في الميدان الأدبي، ورجل اقتصاد من الطراز الأول، تلك امتيازات حقيقية وواقعية اجتمعت في شخص واكب اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وأسهم في نموها وتطورها، منذ كان وزيراً للدفاع، مروراً بولاية عهد دبي، ووصولاً إلى ما هو عليه الآن: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله .

إذن، هي إطلالة على قصيدة “مجد الإمارات” التي أطلت على جمهور الصحف الإماراتية، والتي كانت تمجيداً صادقاً لمركز الصدارة العالمي الذي حصلت عليه حكومة الإمارات بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية من حيث الكفاءة وجودة القرارات الحكومية وغياب البيروقراطية .

نعم، “نحن القصيد، ونحن اللحن والوتر . . والقول والفعل، والإنجاز والظفر” . . فالمجتمعان المحلي والعالمي، شاهدا عيان على منجز الصدارة في ميدان العلم والمعرفة وبيئة العمل التي تنمو يوماً بعد يوم .

ونعم، “ننافس الكون، لا تنفك رايتنا . . خفاقة، حينما الرايات تنكسر” . . هي راية المجد والفخر والظفر بما هو في فم الأسد، أو في باطن الجبل .

 

اعتزاز بتاريخ أمة

 

محمود نور: إن قصيدة “مجد الإمارات” لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فوق جمالها والأبعاد الشكلية واللغوية والفكرية أيضاً، تنم عن اعتزاز كبير بتاريخ أمة، تتوق دائماً لأن تتبوأ مكانتها الحقيقية بين الأمم، وتبحث دائماً عمّا يؤهلها إلى هذه المكانة في دعم ورعاية المشاريع العملاقة من فكرية وحضارية .

من ناحية أخرى، فإن أبيات القصيدة، تشي بشاعرية عميقة ولغة مسبوكة سبكا فنيا رائعا، تأخذك إلى آفاق متجلية في البناء الشعري من فكرة وصورة ولغة ورؤية أيضاً، كما أنها قصيدة تزخر بالقيم الكثيرة كالفخر والجود والإيثار .

وهي تعبر عن ذلك كله بروح الجماعة، فسموه لا ينسب المجد إلى نفسه، وإنما لذلك الوطن، بما فيه من مواطنين ومقيمين وعرب، وهي في الوقت ذاته موجهة للإنسانية بما تحمل من ميزات، وبما تتضمن من رسائل في تحمل المسؤولية والأمانة، وبهذا المعنى فالقصيدة واضحة في تعزيز معنى الشراكة في بناء الوطن، هذا الوطن الذي يحتضن الجميع في حماه، ويسعى ليعزز من قيم الحضارة وتقديس العمل والبناء والنهوض .

 

فارس الكلمة

 

خالد الظنحاني: تزخر قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، “مجد الإمارات” بمعاني النبل والفخر والاعتزاز بالمنجز الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ لا نكاد ننتهي من الاحتفال بإنجاز إلا ويأتي إنجاز آخر، نعيش معه ونستنشق عبقه المبخر بالفخر والاعتداد بدولة قدمت الكثير إلى أبنائها وللمقيمين على أرضها الطيبة .

نحن أمام قصيدة كتبت بأنامل شاعر مخضرم وقائد محنك، استطاع أن يمسك بزمام القيادة من جهة والقصيدة من جهة أخرى، وهو الأمر الذي تأتى إليه ولم يتأت لأحد غيره، إنه إنسان الطموح والتغيير والتطور والكلمة الحرة الصادقة التي ما أن نسمعها حتى نحسها في قلوبنا ووجداننا، قصيدة تذكرنا بأيام الفتوحات الإسلامية والانتصارات العظيمة التي حققها المسلمون في أقاصي الدنيا، لغتها أقرب إلى لغة الحب والنصر معاً، فعندما يجتمع الحب والنصر في قلب شاعر يكون الإنجاز الحضاري ويكون الإبداع الشعري، لغة مميزة وجرس موسيقي مبهر ومضمون استثائي .

حفظك الله يا فارس الكلمة ويا رائد الحضارة .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى