اشتباه…للقاصة تغريد أبو شاور

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

تخبرني أمي و جاراتها أنها تعرف العاهرات من ضحكاتهن! تطرق أمي بنفس غليط و تزفر بعبارة “استغفر الله”مع حركة لا إرادية تهز به ياقة ثوبها.. توشوشني أمي عن :”حسنا” جارتنا الجديدة أنها منهن، و تصمت! أشهق، و يخرج الشاي من أنفي على وجهها؛ فتضرب فخدي، و تدعو علي”الله يسخطك”. أسألها ،كيف عرفت أنه.. و لا أنطق باسم حسنا ،أنها ..؟ و لا اتجرأ على لصق الصفة بها . تصرخ أمي، من ضحكتها! ثم تلوي شفتها السفلى و تدور الشاي في قعر الكأس، كأنها تدور في وسط حكاية غريبة، ضحكتها عادية، ولا تشي بعهر ، أتحدث إلى أمي . فتتسع فتحة عينها، و هذه علامة غيظها فتقول،أنها رصدت هي والجارات ضحكاتها، هي تغني طوال النهار ، و طيلة الليل تضحك ويصير ضحكها مسموعا في بيوت الجيران. قلت: كلنا نضحك محاولة لاستدراج أمي للفخ لكنها تصرخ بي، يا دبة ضحك عن ضحك يختلف، أجيب باهتمام ،كيف؟ وأضحك لها ضحكتين، واحدة منخفضة والثانية مرتفعة فتكمم فمي عند العالية حتى تكاد تخنقني لولا رفسات قدمي على الأرض، فتتركني.. تفتح أمي الحكاية على مصرعها وتخبرني، هي تضحك بحرية كلما لاحت لها العتمة تخرج كل مساء إثر عودة أخيها من عمله إلى حوش منزله وتصفق بحرية طير وتضحك بصوت مرتفع كأي أغنية حلوة، ترصدت لأتعرف في تلك الليلة على حسنا، التي تقول الجارات بأن اسمها الأصلي ليس حسنا، كما أنهن يسمعن زوجة أخيها تناديها ب يا مجنونة، وأتاكد من كلام أمي والجارات ومن ضحكها الصاخب وملاعبتها لحبال الغسيل، وأنظر لحسنا بازدراء وتسقط من عيني طيبتها التي لم أتعرف عليها أبدا..! في الصباح أترصد مجددا لحسنا، لأجدها عجوزا رغم الثلاثين سنة البادية عليها، شعثاء الشعر، تلبس قميصا فضفاضا من القطن وبنطالا طويلا تحته، وتحمل دمية،تهدهد لها تحت الدالية حتى تغفو بنت حسنا المجنونة، وقبل أن تنفجر ضحكاتها- العاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى