يودّع بعضنا بعضا..جديد الشاعر عصام علوش

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

يُـوَدِّعُ بَعْـضُنـا بَعْـضًا عِـيانا إلى الآجال نُسْرِعُ في خُطانا
فـإنَّ الـمَـوْتَ مَـوْرِدُ كلِّ حَيٍّ ومَصْرَعُهُ إذا ما الحَيْنُ حانا
هـو الـحـقُّ الَّــذي لابُـدَّ مِـنْـهُ سَـيـلْـقـانـا كـمـا لاقى سِـوانـا
سنشْرَبُ كأسَهُ مهـما فـرَرْنـا ونُـفْـرِغُها وإنْ سُمًّـا سَـقـانـا
يُـطـاردنـا فــيَــبْــلُـغُ كـلَّ فَـجٍّ ومانـدري مـتى هُوَ مُـلْـتَـقانا
ومَهْـما شـطَّـتِ الآمـالُ فـيـنـا فإنَّ الـمَوْتَ يَرْصُدُ مُـبْـتَغانا
نسيـرُ وراء مَـطْمَعِـنا سَرابًـا ونـَتْـرُكُهُ إذا الـدَّاعي دَعـانـا
سيأتي اليَوْمُ يَجْمُدُ كلُّ عُضْوٍ ويَسْتـولي الـفَـناءُ على قوانا
ويَـخْـمُـدُ كلُّ إحْساسٍ وفِـكْـرٍ فـما نَـسْطيعُ نُطْقًا أوْ بَـيـانـا
سَنَحْـمِلُ صاغِرين إلى تُرابٍ وَرَبُّ الـكَـوْنِ مـنهُ قـدْ بَـرانا
بــلا رَفْــضٍ ولا أخْـــذٍ وَرَدٍّ بـلا نُـكْـرٍ ومـا نَـخْشاهُ كـانـا
فما يُجْـدي الـرِّثاءُ إذا رُثـِيـنا وما يُجْدي الـبُكاءُ لـمَنْ بَكانا
(ولــوْ أنَّـا إذا مِـتْـنـا تُـرِكْـنـا) لكانَ المَوْتُ بَعْضًا مِنْ مُنانا
( ولـكــنَّـا إذا مِـتْـنـا بُـعِـثـْنـا) ونُـسْـألُ بَـعْـدَهُ عَـمَّـا عَـنـانـا(1)
حـيـاةٌ كـمْ بـهـا عِــثْـنـا فَسادًا وأرْخَـيْـنا الـقِيادَ على هَوانا
حـياةٌ كـمْ عَـصَيْـنـا اللهَ فـيـها وكـمْ خُـنَّاهُ نحْسبُ لا يَـرانـا
وكمْ سِـرْنا إلى الـلَّـذَّاتِ نلهـو وقـد غـذَّتْ إلى شـرٍّ خُـطانا
وكمْ سبـقتْ إلى فُحْشٍ عُيونٌ فـأغْـرَتْـنا العُـيـونُ بما سَبانا
وكمْ عَكفَـتْ على الآثام نَفْسٌ كــأنَّ لـهـا مـن اللهِ الأمــانـا
نُسَـوِّفُ مـا نُسَـوِّفُ لا نُـبالي وقـد كـرَّ الـزَّمانُ وما تَوانى
فـيـا رَبَّاهُ شَـيْـبٌ قـد غَـزاني وإنَّ الـهَـمَّ فـوْقَ الـقلْـبِ رانا
ويارَبِّي غـدوْتُ بـلا مُعـيـنٍ وضَعْـفي بَـيـِّنٌ والـوَهْنُ بانا
ومـا لي مَــطْـمَـعٌ إلَّا رَجائي فجُدْ بـالعَـفْـوِ يارَبِّي امْـتِـنانا
وشَـفِّعْ بي نَـبـيَّـكَ يَـوْمَ حَشْرٍ وأدْخِلـْني بـصُحْـبَـتهِ الجِـنانا.

 
(1) إشارة إلى بَيْتيْ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
ولـوْ أنَّـا إذا مِـتْـنا تُـرِكْـنـا لكان المَوْتُ راحةَ كلِّ حَيِّ
ولـكِــنَّـا إذا مِـتْـنـا بُـعِـثْـنـا ونُسْألُ بَعْدَ ذا عن كلِّ شَيِّ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى