مثلث برمودا.. للأديبة ابتسام الصمادي
خاص (الجسرة)
على مخمل حزنك ..
لمستُ زُغب شعري عندما رايتك بعد حين…
خشيتُ من غبار طلعي أن يكون قد وصل الى رئتيك
فأنا أخاف ربيعي وأقمع شتائي وأعتقل صيفي
وأُطلق خريفي
مثل حشود العامّة في مسيرة نبلهم وخبث ساستهم،
فإن لم يكن لديك مناعة تقيك التحسس،
أخرج من فصولي أرجوك.
لا ينقص أوجاعي أنت.
في دمشق التي لا تعرف منها -إن كنت تعرف- مثلث برموداالمستحيل
أنىّ اتجهتَ تُعيدك الى جاذبية الخرافة
تنتظرك في مطارات الدنيا على الحلقة الساكنة من دائرة الوجع الجميل.
يا أنت الذي أخاف على أشيائه المخزونة في البعيد
مما مضى ومما هو آت.
هل كنّا التقينا عند نقطة الصفر قبل أن تراني أو أراك؟!
كبيرٌ أنت على حزن لا أردّه…
شاهقٌ على فرح لا يغفر لي طفولة القلب.
عواصم الأخضر لم يكن ينقصها ربيعي
ولم يكن يزيدها سواك…
جرح البلاد كان جواز الدخول الى مدن الروح
فلماذا نثرتَ خلفك رزمةً من وجعها وجئت؟!
حتى طارت زواجلي مع رتائم بوحها
تذكّر إذاً أنني من هاهنا فقدتُ بوصلتي فالتقتطتها الطيور…
هذا هو العشق الذي نرتفع-كلما هبطنا-إليه.
يا أيها الناضج لو تعرف كم كانت مراهقتي معجبة بك حدّ الاستغفاء “وما بي نعسة” ،لما جئت بعد الزمان!
كنت انتظرتك بكل أناقة الخوخ والمشمش،
مشرقة كفرحة المصطافين الشباب.
أتكيء على خصر البلاد .
أدور كمدينة ملاهٍ بكل ضجيج أطفالها.
أركب دويخة الشدو والشعر .
أضع رأسي على كتفك البعيد …
لماذا غادرتَ قبل أن نلتقي من ألف عام؟!
تعال بعد النعنع والزيزفون..