‘ذات مساء’ ترجمة لنصوص روسية ساخرة

تعتبر الكتابة الساخرة جنسًا أدبيًّا صعبًا، لا يستطيعه كل كاتب، فهو يحتاج إلى موهبة من نوع خاص، وهو لون أدبي خطير بسبب قدرته على التأثير على القارئ، وإيصال رسائله بقوة وسلاسة.

والكتابة الساخرة غير الكتابة الفكاهية، فهي لا تهدف إلى الإضحاك لمجرد الضحك، إنما تهدف إلى نقد واقع معين وذلك من خلال إبرازه بصورة مثيرة للسخرية والابتسامة.

الكاتب الروسي أركادي أفيتشينكو (1881-1925)، هو أحد الكتاب الساخرين المهمين في هذا المجال، كتب القصة بأسلوب سلس، وهو ما يسمى السهل الممتنع، وسخر في قصصه ومسرحياته ومقالاته الواقع البرجوازي والاشتراكي على حد سواء.

من مجموعاته القصصية: “المحار المرح”، “عن الناس الجيدين في الجوهر”، وله قصة طويلة بعنوان “بودخودتسيف واثنان آخران”، وغيرها من الأعمال.

عارض أفيتشينكو الحكم السوفيتي، وهاجر من روسيا بعد الثورة البلشفية 1917، وظلت أعماله في معظمها ممنوعة من النشر في الاتحاد السوفيتي حتى فترة البيريسترويكا في ثمانينيات القرن الماضي.

تتضمن هذه المجموعة في طبعتها الثالثة الصادرة حديثا عن الآن ناشرون ستة عشر نصًّا اختارها الكاتب والمترجم الأردني الدكتور باسم الزعبي.

ويذكر أن المترجم سبق وأن نشر مجموعة من القصص الروسية الساخرة لكتاب كلاسيكيين، مثل تشيخوف وكوبرين، وتيفي وغيرهم بعنوان “شخصية مشرقة”، ومجموعة أخرى من القصص الروسية لكتاب معاصرين، بعنوان “يتساقط الثلج هادئًا”، وأخرى من الأدب الإفريقي المعاصر بعنوان “رقصة العاج”.

كما أصدر الكاتب ست مجموعات قصصية هي: الموت والزيتون، ورقة واحدة لا تكفي، دم الكاتب، تقاسيم المدينة المتعبة، أناملي التي تحترق والشمس تشرق غربا.

وله أيضًا ثلاث مجموعات قصصية للأطفال: الدولاب، الحصان العربي والمحققان الصغيران، والعديد من الدراسات والمقالات والقصص والترجمات المنشورة في الصحف والمجلات.

يقول الكاتب في قصة سيرة ذاتية “قبل خمس عشرة دقيقة من ولادتي لم أكن أعرف أنني سأظهر إلى هذا العالم، أبدأ بهذه المقدمة الفارغة، لأنني أرغب بالتقدم على كل الناس المشهورين الآخرين بربع ساعة فقط، أولئك الناس الذين توصف حياتهم من لحظة ولادتهم برتابة مملة.

عندما قدمتني القابلة إلى والدي، ألقى نظرة على ما يمكن أن أكونه، مظهرا الفطنة، وقال: أراهن بالذهب أنه صبي!

فكّرت في داخلي بخبث: يا لك من ثعلب عجوز ماكر! إنك تلعب على ما يبدو، بهذا الحوار بدأ تعارفنا، ومن ثم صداقتنا.

إنني وبكل تواضع، أتهيب من الإشارة إلى حقيقة أن الأجراس قرعت يوم مولدي، وكان هناك ابتهاج شعبي، الحسّاد يربطون تلك البهجة بتزامن أحد الأعياد الكبيرة مع يوم مولدي، لكني للآن لم أفهم كيف ينفي ذلك بهجة الناس بمقدمي”.

 

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى