عجزاء التصابي… للشاعر خضر الحمادي

خاص (الجسرة)

 

كُلَّمَا أوقَدْتِ قَلبِيْ في الهَوَى
آذَنـَتْ عَيْنَاكِ عُمْرَاً في الجَّوَى
كَمْ ألِفْتُ الفَجْرَ في أحْلامِهِ
وَأضَاعَ السُّهْدُ أشْلاءَ النَّوَى
وأضَعْتُ الحُبَّ في أجْفَانِهَا
وفُؤَادِيْ في مُنَاهَا قَدْ ثَوَى
وتـَمَنَّى الصُّبْحُ وَصْلاً ضَائِعَاً
في رُؤَاهَا عِنْدَمَا الصُّبْحُ رَأَى
قَيَّدَتنِْي عِنْدَ ذِكْرَى وَصْلِنَا
أثـْمَلَتْنِيْ في حُمَيَّاتِ اللُّمَى
عِنْدَ عَجْزَاءٍ بِكَشْحٍ نَاضِجٍ
تَيْمُ حُبٍّ اقْتَفَى ثُمَّ انْبَرَى
زَاجَرَتْنِيْ.. ابْتَعِدْ ثُمَّ انْثَنَتْ
في عِنَاقٍ رَازَ صَبْرِيْ فَالتَوَى
فَاخْتَفَتْ مِنِّيْ ضُلُوعِيْ حِقْبَة
ً فَعَرَانِيْ مِنْ هَوَاهَا مَا عَرَى
بَاعَدَتْنِي في تَمَاهِيْ مُهْجَتِيْ
فَأَضَاعَ القَلْبُ رُشْدِيْ فَارتَوَى
كُلَّمَا أيْقَنْتُ أنِّيْ رَاحِلٌ
عَنْ رُبَاهَا خِلْتُ قَلْبِيْ قَدْ هَوَى
بَعْثَرَتْنِيْ في تَصَابٍ بَالِغٍ
كَانْبِعَاثِ المَاءِ في وَجْهِ الثَّرَى
تَيَّمَتْنِيْ في لِقَاءٍ وَاثِبٍ
كَانَ غَوْثَاً مِنْ رُبَاهَا فَانْزَوَى
وَنَسِيْتُ القَلبَ فِيْهَا يَانِعَاً
في فَنَاءِ الجِّيْدِ في سَقْطِ اللَّوَى
وَأذَعْتُ البَحْثَ عَنْ أفْيَائِهِ
في شُرُودٍ ضَاعَ في جَوْفِ العَرَا
وَرَحِيْلٍ مِنْ أقَاصِيْ مُهْجَتِي
ْ مِثْلُ دَاءٍ في شَرَاييني جَرَى
وَاسْتَبَدَّ البُعْدُ إنْ يَبْقَى عَلَى
غَيْهَبِ الدَّيْجُوْرِ في جِفْنِ الكَرَى
دَاهَمَتْنِيْ غَمَرَاتُ البُعْدِ مِنْ
سَجْعَةٍ تَلْهُو بِقَمْرِيٍّ دَرَى
لَو يَبُوحُ الحُبُّ مِنْ أشْوَاقِهَا
مِنْحَةَ النَّجْوَى لإشْفَاقِ القِرَى
وَصَنَعْتُ الطَّيْفَ فِيْهَا عِنَبَا
مِنْ كُرُومٍ أُنْبِتَتْ حَوْلَ القُرَى
لَو تَرَيْنِيْ في شَقَائِيْ نَائِعَاً
لأتَاكِ الحُبُّ حِيْنَاً فَارْعَوَى
وَزَرَعْتُ الحُبَّ في أسْقَامِهِ
سَرْحَةً عَيْنَاءَ في جَوْفِ الذَّوَى
فَإذَا رُشْدُ اشْتِيَاقِيْ جَاءَنِيْ
أبْعَدَتْ وَصْلِيْ بِإبْرَامِ الغَوَى
لَيْتَ شَوْقِيْ في عِجَافٍ نَاضِبٍ
وَهُيَامُ القَلْبِ أبْلاهُ الطَّوَى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى