أَسْتَوْدِعُ اللهَ قَلْبًا ظَلَّ يَخْدَعُنِي…قصيدة لعبد العزيز محمد لو

خاص (الجسرة)
أَسْتَوْدِعُ اللهَ قَلْبًا ظَلَّ يَخْدَعُنِي
 يَا لَيْتَنِي فِي هَوَاهُ الْأَمْسِ لَمْ أُكُنِ
 أَمْضِي عَلَى مَهَلٍ لَا شَيْءَ يَتْبَعُنِي
 إِلَّا دُمُوعٌ تَوَاسِينِي مِنَ الشَّجَنِ
 إِلَّا فُــــؤَادٌ تَجَلَّى فِي مَشَاعِرِهِ
 جُرْحٌ يَمُصُّ دَمِي إِذْ لَيْسَ يَرْحَمُنِي
 تِيهًا أُغَادِرُ تِيهًا أَحْتَسِي وَجَعِي
 تِيهًا أَنَا هَذِهِ الْآهَاتُ تَشْرَبُنِي
 يَا لَيْتَ أَنِّيَ مَا أَحْبَبْتُ مِلْءَ دَمِي
 وَلَيتها فِي مَمَرِّ الْقَلْبِ لَمْ تَكُنِ
 أَسْكَنْتُهَا بِدَمِي قَلْبِي بِأَوْرِدَتِي
 فَصيّرته حطامالتِّيهِ وَالحزن
 إِنِّي أَخَافُ بِظِلِّي أَنْ يُفَارِقَنِي
 إِنْ فَارَقَتْنِي حَيَاةُ الرُّوحِ وَالْبَدَنِ
 إِنْ فَارَقَتْنِي الَتِي قَدْ كُنْتُ أَرْسُمُهَا
 عَلَى جِدَارِ الْمَدَى وَالدَّهْرِ وَالزَّمَنِ
بِالْأَمْسِ كَانَتْ لِنَبْضِ الْقَلْبِ بَوْصَلَةً
 إِلَى السَّعَادَةِ وَالْأَفْرَاحِ تَسْحَبُنِي
 كَانَتْ كَلَحْنٍ عَلَى أَوْتَارِأَوْرِدَتِي
 تَجُرُّ صَوْتًا رَقِيقَ الْوَقْعِ فِي الْأُذُنِ
 رَسَمْتُهَا فِي كِتَابِ الْحُبِّأَسْئِلَةً
 أَجَابَهَا الْقَلْبُ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنِ
 مَا أَخْسَرَ الرَّسْمَ فِي لَوْحَاتِ فَاتِنَةٍ
 تَبِيعُ لَـــوْحَاتِهَا مِنْ أَبْخَسِ الثَّمَنِ
 وَالْيَوْمَ هَذِي بَقَايَا الْقَلْبِ فِيَّ غَدَتْ
 مَنْثُورَةً فِي رِمَالِ الْحُزْنِ وَالشَّجَنِ
 
 


