\”أوراق امرأة\” لعواطف الزين.. ينتصر للمرأة في الشرق

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص – 

صدر حديثا عن دار موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع كتاب “أوراق امرأة” للقاصة اللبنانية عواطف الزين.

الكتاب وقع في 90 صفحة من القطع المتوسط، تقاسمتها 13 قصة، اشتبكت فيها الزين مع واقع المرأة، حيث حاولت رصد حياة النساء في الشرق تحديدا دون أن تصرح بذلك، بل ضمنت هذه الإشارات لقصصها من خلال تعبيرات شخوصها وطريقة تفكير كل منهم، ومن خلال المحددات الاجتماعية في دواخلهم ومن حولهم أيضا. تفتتح عواطف الزين مجموعتها بإهدائين أولهما: ” إلى كل النساء المعذبات منذ زمن الوصل وما بعده”، إهداء كهذا يحمل معاني المواساة الكبيرة لمجتمع النساء اللاتي لم يحالفهن الحب، وفي لفتة نبيلة كهذه تذهب الزين إلى استرضاء هؤلاء النساء من خلال فضح قصصهن الذي يجي في النهاية لصالحهن، حيث تكشف النقاب عن العقبات التي وقفت في طريقهن إلى أحلامهن. في المجموعة وردت متتالة قصصية مكونة من 4 قصص بعنوان حوراء وآدم تمكنت من خلالها القاصة من رصد الخلاف الآدمي الحوائي من خلال تسجيل الحالات التي أتت بالخسائر إلى حواء وحدها، ولم ترد عواطف الزين أن تكون واحدة من هؤلاء النساء اللاتي يشتغلن على الحرية بمفهومها الفوضوي بل ذهبت للبحث عن حريات أنيقة وعادلة، فلم تخرق تابو واحدا، ليس خوفا؛ وإنما إيمانا منها بأن هذا التابو صفة من صفات المحتمع، بل اختارت طريقا معاكسا لتقول إن هذه التابوهات موجودة وحاضرة لكنها محرمة على الرجل كما هي محرمة على المرأة. ولعل أبلغ ما يقال في هذا المقام كلام الكاتب والناقد المصري محمد الدسوقي في افتتاحية الكتاب: ” ولهذا تكتب عواطف الزين قصصها مستندة إلى تراكمات وتجارب وتساؤلات قلقة، نابعة من واقع لا يحقق المتعة القرائية فحسب، وإنما يوّلد الأسئلة، التي لا يجيب عنها الواقع مباشرة، فذلك كله نراه منعكسا على العلاقات المشوهة بين الشخصيات العائشة فيه، فالذي يخون حبه، لا يختلف عن الذي يحمل سلاحا أو معولا ليدمر بناءً، وعليه فإن قصص هذه المجموعة تعبر تعبيراً دقيقاً عن هموم الكاتبة ورؤيتها الابداعية المتصلة بعالم الابداع بكل مافيه دلالة وتأثير .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى