«أرض الورود» يوثّق زهور فلسطين

حركته المحدودة لم تمنعه من أن يتجوّل في فلسطين، على كرسيه المتحرّك، لتصوير الأزهار ونقلها إلى العالم في كتاب هو الأول من نوعه، يُضاف الى مكتبة التراث الفلسطيني.
يحمل كتاب المصوّر الفلسطيني أسامة السلوادي عنوان «أرض الورود»، ويحتوي على 110 أنواع من الزهور الفلسطينية.
يقول أسامة لوكالة «فرانس برس»: «اعتمدت بالأساس على الصورة، هذا الكتاب هو عمل فني بصري، والمؤسف في الموضوع أنني لم أجد أي مرجع بحث ما عدا كتاباً واحداً صادراً قبل مئة عام». استغرق العمل على هذه المجموعة سبع سنوات، ومن المقرّر أن يصدر الكتاب في آب المقبل.
ولد أسامة السلوادي العام 1973، وبدأ التصوير بعدما أنهى دراسته الثانوية، وعمل مع صحف محلية عدة. وفي سن التاسعة عشرة عمل مع وكالات أنباء عالمية منها وكالة «فرانس برس»، وغطّى أحداث الانتفاضة الأولى (1987 ـ 1991)، ومن ثم الانتفاضة الثانية (2000 ـ 2005). كما التحق بدورات تطويرية في التصوير والصحافة والإخراج والمونتاج واللغة الإنكليزية.
لكن رصاصة طائشة أصابته العام 2006 أثناء عمله في مكتبه في مدينة رام الله، أوقفته عن ملاحقة الحدث، وحوّلته الى البحث عن جماليات التراث الفلسطيني.
يوضح أسامة أن تنقله لإتمام هذا الكتاب لم يكن سهلاً. «كنت أقود سيارة الدفع الرباعي وأصعد بها الى أماكن جبلية، في بعض الصور استخدمت عدسات مكبّرة من داخل السيارة، واجهت مصاعب جمّة». ويضيف: «غياب الدعم المالي للمشروع جعلني آخذ وقتاً أكثر في العمل، إضافة الى ان الشوارع الفلسطينية غير مؤهلة لذوي الحاجات الخاصة». يرى أسامة أن ما يقوم به جزء من «معركة ثقافية وحضارية لا تقلّ أهميّة عن المعركة السياسية والعسكرية»، لأن الإسرائيليين يحاولون تغيير وجه كل شيء. «لا يكفي أن نخصص يومًا في السنة للتراث، فيما المكتبة الفلسطينية تخلو من كتب متخصصة».
إلى جانب هذا الكتاب عن النبات في فلسطين، يعكف أسامة على إنجاز كتاب آخر سيكون عن الحُلي بعنوان «زينة الكنعانيات». في هذا الكتاب، يوثق أسامة لحليّ تضعها النساء في القرى الفلسطينية، إضافة الى تمائم وحجابات توضع للأطفال وعليها آيات من القرآن أو الإنجيل أو صلبان. بعض هذه الحلي والتمائم ما زال يستخدم، والبعض الآخر طواه الزمن وتمّ تصويره في أماكن مغلقة، خصوصًا في المتاحف.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى