دعم إماراتي لافت للجمعيات الثقافية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

اختارت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية الشارقة لإطلاق تقريرها السنوي الثاني عشر الذي خصص هذا العام ل”دور المنظمات الأهلية في إثراء الثقافة والفنون والإبداع”، وذلك بالتزامن مع احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، وشهد قصر الثقافة في الشارقة، صباح أمس، حفل إطلاق التقرير، وذلك بحضور ناجي الحاي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة، والدكتورة أماني قنديل المديرة التنفيذية للشبكة، وإسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، وعدد من رؤساء وممثلي الجمعيات الأهلية في الإمارات والوطن العربي .

قال ناجي الحاي في كلمته بهذه المناسبة: “إن احتيار الشارقة لإطلاق التقرير السنوي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية لم يكن صدفة بل جاء تزامنا مع احتفالاتها بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام، فالشارقة كما عهدناها دائما، تعتبر بحق عاصمة للثقافة العربية والإسلامية لما تضمه من معالم عمرانية ومؤسسات ثقافية واجتماعية وجامعات تتألق بطابعها العربي والإسلامي تؤهلها لتمثل هذه المكانة الفريدة والمتميزة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي الفكر والثقافة” .

وأضاف الحاي أن اختيار الشبكة للإمارات العربية لإطلاق التقرير هذا العام هو اعتراف بالمكانة التي تحتلها الجمعيات ذات النفع العام والدور الذي تقوم به في إثراء الفنون والثقافة والإبداع، وما يميز الإمارات كما قال هو ارتفاع نسبة الجمعيات الثقافية بين مجموع الجمعيات الأهلية في الدولة، حيث تبلغ هذه النسبة سبعة وأربعين في المئة، من ما مجموعه 150 منظمة أهلية، وتجد دعما كاملا ورعاية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله .

بدورها ألقت الدكتورة أماني قنديل كلمة شكرت فيها الإمارات على جهد استضافة حفل إطلاق التقرير، وقالت إن اختيار الشارقة لإطلاقه هو تأكيد وتثمين لدور عاصمة الثقافة العربية والإسلامية وما تضطلع به من خدمة للثقافة العربية، والإنجازات الكبيرة التي تقدمها في هذا المجال، وكذلك لأن التقرير المقدم عن الإمارات يظهر الجهد الكبير والعطاء الثر الذي تقدمه المؤسسات الأهلية والدعم الرسمي اللامحدود لها من أجل خدمة الثقافة .

التقرير السنوي الثاني عشر قيم الدور الثقافي للمنظمات الأهلية في ست دول عربية هي: الأردن والإمارات والسودان ومصر والمغرب ولبنان، وتضمن التقرير الأسباب الموضوعية للتركيز على الدور الثقافي والفني والإبداعي للمنظمات في هذا العام نظرا لما يحيط بالمجتمعات العربية من مخاطر تهدد وحدتها ومستقبلها، وهو ما يستدعي المراجعة النقدية الجادة في ضوء المتغيرات العالمية، وتستدعي من الفاعلين الأهليين الالتحام بالمجتمع وتبني أدوار تدعم التنوير الثقافي وتشجع الإبداع .

وخلص التقرير إلى أن توجيه المبادرات الأهلية لإثراء الثقافة ينبغي أن يسعى لإثراء التنوير والإبداع الثقافي عن طريق صياغة مقاربات جديدة تستطيع أن تجذب الجماهير العريضة للتفاعل مع المنظمات الأهلية، ما يسمح لتلك المنظمات بالتأثير في المجتمع وحركة الإبداع .

في الشق المتعلق بالإمارات فإن الشاعر الفنان خالد البدور تتبع فيه تاريخ المنظمات والقانون المنشئ لها والذي رتب لها منحة سنوية تدفعها لها الدولة لتغطية تكاليف أنشطتها، وقد ساعد ذلك الدعم الحكومي هذه المنظمات على أن تلعب الأدوار المطلوبة منها، وأن تساهم في تنمية المجتمع .

كما تتبع البدور تاريخ نشأة هذه الجمعيات كل على حدة والأدوار التي قامت بها على مدى تاريخها، وتوقف بشكل خاص عند اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والفرق المسرحية وجمعيات الفنون الشعبية، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وأبرز الدور المهم الذي لعبته تلك المنظمات في تفعيل النشاط الثقافي واحتضان المواهب وتوسيع القاعدة الجماهيرية للثقافة والفن والإبداع، كما تطرق البدور إلى معوقات عمل هذه المنظمات، ويأتي في مقدمتها استقطاب المؤسسات الحكومية والخاصة للنشطاء من أعضاء هذه المنظمات، مما يفرغها من الطاقات الإبداعية باسمترار، تراجع مفهوم العمل التطوعي لدى الأجيال الصاعدة وقلة اهتمامها بخدمة المجتمع، ضعف الخطط الترويجية المتعلقة بالأنشطة الثقافية لهذه المنظمات، غياب أغلبها عن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مما يجعل التعرف إليها ضعيفاً، المنافسة من طرف مؤسسات خاصة تسعى للربح، وقد أصبحت تستقطب الطاقات الإبداعية في هذه المؤسسات وتفرغها من ناسها .

ولفت البدور إلى أن هذه المنظمات تلعب أدواراً مهمة في تشكيل مشهد ثقافي وفني وفكري غني بالتنوع والإبداع، وأضحت تشارك مؤسسات الدولة الرسمية في أنشطتها، وقد أشاعت إدارة تلك المؤسسات جواً ديمقراطياً وحوارياً بين أعضائها، واتسمت أفكار أعضائها وأنشطتها الفكرية والثقافية بروح التفاهم والبعد عن الأنشطة السياسية والخلافات الدينية والتعصب، وقد ضمن لها ذلك النهج إجماعاً شعبياً وقبولاً لدى أفراد المجتمع استطاعت من خلاله أن تسهم في إثراء الثقافة وتوسيع الوعي المجتمعي وتأهيل الأجيال الصاعدة لتكون قادرة على الإبداع والإسهام في تنمية المجتمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى