استكناه الغامض في ‘سَمِّه المفتاح إن شئت’

عن منشورات ضفاف في بيروت صدرت للقاصة الأردنية أماني سليمان مجموعة قصصية بعنوان “سمه المفتاح إن شئت”.

وتتضمن المجموعة ثماني قصص: “الشّغف، وجه في مرآة، تأويل، كأنني سهوت، شجرة النّبيذ، من الخلف تبدو الحكاية مختلفة، سجّادة ضوء، توت عجين ونار”، وصمم الغلاف الروائي إلياس فركوح، حيث وظّف فيه لوحات للفنان السوري صفوان داحول.

ويأتي عنوان المجموعة، وفق القاصة، مغاير للمعتاد في عنونة الكتب، كما تتخذ كلمة المفتاح فيه ركيزة استندت إليها المجموعة في تصورها الأشمل حيث يعد (المفتاح) أداة فتح المغلق، واستكناه الغامض، وسبر المجهول، وفقا لجريدة الغد الأردنية.

وذكرت القاصة أنها اشتغلت هذه القصص “منذ مفتتحها الأول فكّ التباس الذي أقول فيه: قلت: موتي في المسوَّدات، فنهضت مكتملة البياض وأمسكتُ بالمعنى، في البحث عن معنى لهذا العالم، ودلالة الأشياء حولنا، من خلال محاولتي النبش في الذات الإنسانية في مستوياتها المتعددة، وانعكاس هذه الذات في محيطها، وتأثّرها بها”.

وأشارت القاصة إلى أن قصصها تتنوع بين الصوفية وطقوسها وأحوالها ومقاماتها، والمرايا وفلسفاتها، وعلم النفس والتأويل، والفنتازيا والميتا قصة، كما استمدت بعضها من الواقع واتأمل فيه بما يجعل حالات أبطال القصص نتاجا لهذا الواقع.

وأوضحت القاصة سليمان أنها اشتغلت بعض القصص بـ”ثيمة الموت”، بوصفه ثيمة أساسية تحاول القصصُ مساءلته والقبض على دلالته ومعناه عبثا، وتتفكّر في اتصاله الحميم والجدلي بالحياة، مبينة أن قصصها هي عبارة عن وقفات أقرب إلى الشعرية الوجودية، وأثير التساؤلات السردية المثيرة للتأمل، وبوظيفة الاستفهام السردي الذي يعد أهم بوابة تفتح أفق القارئ للبحث عن مفتاح يعينه على الفهم والتأويل.

وذكرت “استعيد في هذه القصص الاعتداد بالأمكنة، حيث ألجأ إلى تأملات مكانية شفافة تمتد بين عمّان ودمشق، من خلال أمكنة هامشية وجزئية فيهما، ولكنها عموما جذابة لفن القصة القصيرة ولاهتمام بالمكان الخفي الموحي”.

وأشارت سليمان أنها منذ مجموعتها الأولى “شخوص الكاتبة”، التي صدرت في العام 2011، تعتني “باللغة المكثفة التي لا تتخلى عن زمام السرد، ولا تتنازل عن بلاغة التعبير، منتبهة تماما إلى المستويات اللغوية ومناسبتها لسياقات استخدامها، فلكل مقام مقال، والقصة مقام خاص يتطلّب لغة خاصة”.

وعن فضاءات هذه المجموعة، قالت سليمان: “تبدو بشكل رئيسي مرتكزة على الترميز والتقطيع والإرجاء والتشويق، حيث لا أمنح المتلقّي الصورة الكلية، إن منحتُ القارئ، إلا بوصوله السطر الأخير من كل قصة، فيظل مشدودا باحثا عن خيوط القصة وتفاصيلها، رابطا تلك التفاصيل بالمفتتح الخاص بكل قصة على حدة.

وأماني سليمان كاتبة وأستاذة جامعية، وهي عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين الأردنيين، وجمعية النقاد الأردنيين، وعملت في الصحافة الثقافية وفي التعليم الجامعي، وهي عضو هيئة تدريس بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة البترا، وقد صدر لها العديد من المؤلفات منها: “الأسلوبية والصوفية: دراسة في شعر الحسين بن منصور الحلاج، دراسة أسلوبية”، “الأمثال العربية القديمة: دراسة أسلوبية سردية حضارية”، وفي مجال القصة صدر لها إضافة إلى مجموعتها القصصية الأولى “شخوص الكاتبة”.

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى