صدمة المكان في «مترو حلب» لمها حسن

«مترو حلب» (دار التنوير) هو عنوان الرواية الجديدة للكاتبة السورية مها حسن، التي استوحت فكرتها من الأوضاع المستجدة في وطنها، حيث وجد السوري نفسه فجأة مضطراً الى أن يختار بين البقاء في بلده تحت خطر الموت أو الهجرة إلى دولة غريبة لا يعرف ماذا ينتظره فيها.
وتعرض حسن قصة فتاة اضطرتها ظروف الحرب المشتعلة في مدينتها حلب إلى الهروب لتجد نفسها فجأة في باريس، مدينة أوروبية مختلفة بعاداتها ولغتها وشعبها وثقافتها، من دون أن تعرف إن كانت ستبقى فيها أم أنها ستعود فعلاً إلى مدينتها الرازحة تحت نيران المواجهات الدموية العنيفة.
ومع أنّ مها حسن، المولودة في حلب، تركت بلدها قبل الحرب بسنوات، يُمكن القارئ أن يلتمس في هذا العمل خطوطاً مشتركة بين حياة البطلة والكاتبة، لا سيما أنّ كلتيهما تركت حلب إلى باريس حيث يستحيل المكان «صدمةً» من الناحيتين السيكولوجية والسوسيولوجية.
«مترو حلب» هي رواية مها حسن التاسعة، صدرت بعد روايتها «الراويات» (2014، دار التنوير)، التي وصلت إلى اللائحة الطويلة للبوكر العربية.
من أجواء رواية «مترو حلب»: «ما إن تقدمت حاملة الثوب حتى احتضنتني أمي بقوة وقد دبت فيها الحياة، وتخيلتها تتحول إلى يعقوب والد النبي يوسف عليه السلام، حين اشتم رائحة ابنه، فعاد إليه بصره، استعادت أمي قواها الجسدية، لكنها فقدت تقريباً قواها العقلية، إذ صرخت بسعادة وهي تنهض لوحدها، من دون مساعدة الممرضة المقيمة معها: سأتوضأ وأصلي شكراً لله على عودتك وتحقيق آخر رغبة لي قبل رحيلي: أن أراكِ. صلت أمي ثم عادت تعانقني وتبكي من الفرح: أمينة، أمينة، الحمد لله لم أمت قبل لقائك».

(الحياة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى