ما لم تصله القصيدة في ‘أكلتني الشجرة’

عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان وبيروت صدر مؤخرا للشاعر الأردني-الفلسطيني محمد عريقات ديوان شعري جديد بعنوان “أكلتني الشجرة”.
ويضم ديوان الشاعر الحاصل على جائزة محمود درويش عن لجنة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 عددا من القصائد التي النثرية التي كتبها بين عامي 2010 و 2012، ومن عناوينها: “مربط القلب”، “كل من حولي يسميني وأرفض”، “هكذا دائما أذهب الى النوم”، “قميص مشجر.. صحراء واسعة”، “أحتفل بالظل.. أنعم بالخسارة”، “كوابيس مؤجلة”، “النادل السكران”، و”البقية ليست في حياتي”.
يستهل عريقات ديوانه بنصين قصيرين هما “مدخل1” ونقرأ فيه:
بالطريقة التي نهبط فيها درج البهو
بالطريقه ذاتها
نصعد نحو العشيرة
وفي مدخل 2:
منذ حذائي
والعادات تستنجد بالتقاليد
والتقاليد تستغيث
بأبي
تتميز قصائد الديوان بأساليب تعبيرية مكثفة بمجازاتها واستعاراتها وتشبيهاتها، اضافة الى الصور الشعرية السوريالية المدهشة والمثيره لخيال القارئ، وقد تنوعت قصائد الشاعر الديوان كذلك من حيث مضامينها والحالات الانسانية المعبرة عنها من ألم وتشظ وانكسارودهشة وحيرة في الاجابة على العديد من الأسئلة الوجودية، والكثير من القصائد يخاطب فيها الشاعر الحبيبة ويستحضر صورتها في الذهن والذاكرة.
“كالإسكملة والسريرِ/مثل باقي الأثاث”، عنوان إحدى قصائد الديوان، ومن أجوائها:
لِمَ أبحثُ عن مفرداتٍ
أقلّ فخامة من الشِّعر؟
ظلمةُ شَعركِ قريبة من ريشةِ
الطاووس والورقةِ
ويدي أكثر جرأة من الموتِ
أمام يدكِ الخجولة المختبِئة
في الفِراءِ كالحياة.
ومن قصيدة بعنوان “على ظهر فاحشة”:
أعرفُ أن القيظ
سيذيبُ الظهيرة
لكنَّ هذا الصباح يشبهُ
الشتاءَ
يشبهُ طفلا شبَّ
على الأرصفةِ
كالزهورِ التي تنمو
بلا لقاح
وبلا أبٍ أو متعهّد أيتام.
وعريقات شاعر يجهد في الوصول بخياله الخصب الى ماهو أبعد من القصيدة، حيث يعنون احدى قصائده بـ”عند آخر مالم تصله القصيدة”، ومنها نختار:
كنتُ في الليلِ
أهذي
وكنتِ تمسحين بالماءِ الباردِ
قلبي
قلبي كثير الخدوش
مثلَ ركبةِ الطفلِ
وكنتُ أحبّكِ
تكتبينَ بإصبعكِ جملة
في ضبابِ الزجاجِ
تنبضينَ بروائحَ ساخِنةٍ
حولَ بردي الذي يقصِفُ
رمشَ الدفء
ويطفئُ عودَ الثقابِ
هناك عند آخر مالم تصله القصيدة
يجلس القلب على ركبتيه
وتهوي المشاعر كالمدقة فوقه
أقشر الكستناء لسنجاب
يشاكس بيننا
وأحمل عن يديك ثقل الهواء
ومرضي
وأترنم بلحن أجش
السماء تترنم من منخر واحد
والأرض بالعدوى ستمرض.
ومحمد عريقات أصدر قبل “أكلتني الشجرة” ديوان بعنوان “أرمل السكينة” بطبعتين الأولى في فلسطين والثانية عن دار الفارس في عمّان وبيروت، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين ويكتب في جريدة الاتحاد الاماراتية، كما عمل في الصحافة الأردنية وهو حاليا معد للنصوص في المركز العربي للانتاج الدرامي والاعلامي في عمّان، وبالاضافة الى جائزة محمود درويش نال عريقات جائزة تكريمية خاصة من حكومة الشارقة، كما شارك بملتقيات شعرية عديدة.
(ميدل ايست اونلاين)