‘المسرح الأفرواميركي المعاصر’ يكشف عنصرية أميركا

محمد الحمامصي
يتناول هذا الكتاب للناقد د. صديق محمد جوهر رئيس قسم الأدب الإنجليزي بجامعة الإمارات، تاريخ وخصائص المسرح الأفروأميركي المعاصر عن طريق رصد تطور الحركة المسرحية عند أحد رواده المؤسسين، وهو الكاتب المسرحي الشهير لروى جونز “إمام أمير بركة” الذي كتب وأخرج عدداً لا بأس به من المسرحيات التي تسببت في الكثير من الجدل سواء في الدوائر النقدية أو على المستوى الجماهيري.
كما يتناول بالتحليل ظمظسرحية جونز الشهيرة “الهولندي” من أجل الوقوف على أهم السمات والخصائص التي تَميز بها عالمه المسرحي في فترة حرجة من التاريخ الأميركي المعاصر.
يجئ الكتاب في جزءين الأول يتوقف عند المسرح الأفروأميركي المعاصر لدى لروى جونز ومسرح الجيتو الزنجي، مع ترجمة لمسرحية الهولندي، فيما الثاني يحلل لثنائية الاحتجاج والعنف في المسرح الثوري الزنجي، مسرح جونز في ميزان النقد الأدبي، البطل الزنجي في مواجهة العنصرية، تجليات الحدث الدرامي في مسرحية “العبد: انتفاضة البؤساء”، التلميحات التناصية في مسرحية العبد، المواجهة بين البطل الزنجي وغريمه الأميركي الأبيض، النهاية المأساوية الغامضة، فضلا عن ترجمة نص مسرحية العبد: أسطورة من فصلين وبرولوج.
يرى المؤلف أن جونز المؤسس الحقيقى لمسرح الجيتو الزنجي في الولايات المتحدة في الستينيات، ظل رمزاً للتمرد على المجتمع الأميركي ورموزه السياسية طوال حياته وكان مناوئاً للسياسة الخارجية الأميركية منذ صباه، وقد تبلور هذا العداء في قصيدته الشهيرة التي كتبها في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والتي أثارت عاصفة من الجدل في دوائر الفكر والثقافة في أميركا.
لقد شكك جونز في قصيدة “شخصٌ ما نسف أميركا” في الرواية الرسمية الحكومية التي تؤكد أن أنصار تنظيم القاعدة هم من ارتكبوا الأعمال الإرهابية التي أدت إلى انهيار البرجين في نيويورك وتدمير جزء من مبنى البنتاجون وقتل أكثر من ثلاثة آلاف من المدنيين الأبرياء. وأشار في القصيدة بشكل متكرر أن مرتكبي أحداث سبتمبر/أيلول الإرهابية هم الفئات المستفيدة من هذه الأحداث: المؤسسات الرأسمالية الكبرى والساسة الفاسدون وتجار السلاح وأصحاب شركات النفط.. الخ.
ويشير د. جوهر إلى أن مسرح الأديب الأميركي الأسود لروى جونز مر بثلاث مراحل مهمة كما يلي: مرحلة أوائل الستينيات “1961 – 1964” حيث كان الكاتب يقيم في ضاحية جرينتش بنيويورك، وكان عضواً في الحركة الأدبية والفنية ذائعة الصيت والمعروفة لدى النقاد باسم حركة “جيل الغضب”، ثم المرحلة الراديكالية السياسية في أواسط ونهاية الستينيات (1965 – 1969) حين اعتنق جونز الدين الإسلامي وتحول إلى “إمام أمير بركة” وانتقل إلى الجيتو الزنجي الشهير في مدينة هارلم، عاصمة الزنوج الأميركيين في ولاية نيويورك، وأخيراً مرحلة السبعينيات ومطلع الثمانينيات “1970 – 1980” حيث تخلى الكاتب عن الإسلام، واعتنق الماركسية وأسقط من اسمه لقب “إمام” وأصبح “أمير بركة”، وهو الاسم المعروف به حتى الآن. ومن المعروف أن الكاتب في المرحلة الأخيرة قد اتجه إلى تأليف المسرحيات السياسية التي تسيطر عليها النزعات الماركسية الدعائية إلى حد ما.
ويلفت د. جوهر إلى قول الناقدة ايستر جاكسون التي ترى أن جونز كاتب مسرحي مبدع من الطراز الأول مثل “يوجين أونيل”، ولا يختلف جونز عن أونيل في كونه اكتسب شهرته المسرحية بسبب آرائه المعادية للحضارة الأميركية والمجتمع الأميركي المعاصر فحسب، ولكن لأنه أبدع مسرحياً في تصويره لقضايا وصراعات الجيتو الزنجي مع الحكومة الأميركية في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين.
لقد بدأ جونز تاريخه المسرحي بمسرحية “المرحاض” والتي يرمز اسمها إلى المجتمع العنصري في الولايات المتحدة إبان الستينيات من القرن المنصرم، ثم قدم جونز مسرحية “التعميد” التي رصدت أنماطاً من الانحلال الأخلاقي في المجتمع نفسه آنذاك. وتمثل هاتان المسرحيتان البدايات الأولى من تاريخ جونز المسرحي في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي حيث كان الكاتب منتمياً لحركة “جيل الغضب” الطليعية التي احتضنت العديد من الكُتاب الأميركيين الذين ينحدرون من عرقيات وإثنيات مختلفة سواء كانوا من أصول أوروبية أو أسيوية أو أفريقية أو من دول أميركا الجنوبية”.
ويقول د. جوهر “بدأ جونز تجربته المسرحية في أواخر الخمسينيات ومطلع الستينيات كواحد من الكُتاب الشبان الأميركيين (السود والبيض) المنتمين إلى ما أطلق عليه النقاد فيما بعد اسم “جيل الغضب” لأنهم تصدوا للسياسات التي أدت إلى سباق التسلح النووى إبان الحرب الباردة كما اشتبكوا مع المؤسسات الداعمة لاستمرار العنصرية في البلاد. وقد أسس هؤلاء الكُتاب والأدباء حركة طليعية تجديدية في مجال الأدب الأميركي عرفت فيما بعد باسم “حركة المنبوذين”، وكان روادها يسعون لتغيير شكل ومضمون الأدب الأميركي المعاصر حتى يتناسب مع المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية في الحياة الأميركية بعد الحرب العالمية الثانية.
ويرى د. جوهر أنه بالرغم من انتماء جونز للحركة التجديدية البوهيمية الثورية التي اتخذت من ضاحية جرينتش بولاية نيويورك مقراً لها، إلا أنه لم يستطع تحقيق ذاته الأدبية الوثيقة الصلة بهويته الزنجية المعادية للعنصرية في ظل هذه الحركة.
وعلى الرغم من العداء الذي كان يكنه الكاتب للحركات العنصرية في المجتمع الأميركي إلا أنه لم يصرح بذلك في بدايات كتاباته المسرحية، ولذلك لجأ جونز إلى تكثيف استخدام الرمز والأسطورة في هذه المرحلة.
على سبيل المثال نجد أن مسرحية جونز الأولى “المرحاض” تحمل إرهاصات التمرد والإصرار على التصدي للنظام العنصري الذي أذل الزنوج طوال عهود العبودية، ويعد هذا التمرد من أهم سمات مسرح الجيتو الزنجي “في مرحلته الثورية – الراديكالية”. وقد جاء هذا المسرح الذي وصل إلى ذروته في أواخر الستينيات ليجسد مظاهر القسوة والاضطهاد والقهر التي تعرض لها الزنوج على مدى التاريخ.
في هذا السياق فإن رمزية “المرحاض” (عنوان المسرحية) قد تم توظيفها مسرحياً كرمز للمجتمع العنصري الذي ينتقده جونز. ويذهب ورنر سولورز إلى أن مسرحية “المرحاض” تؤكد على موقف الكاتب المناهض للعنصرية في الولايات المتحدة، كما أن المسرحية تُبرز بداية اهتمام جونز بلغة الجيتو الزنجي حيث تغلغلت هذه اللغة بشكل ملحوظ في النص المسرحي المستهدف.
وبينما يؤكد بول ويذرنجتون أن مسرحية “المرحاض” تتميز “بالقسوة التي انعكست على لغة الحوار وسلوك الشخصيات”، يرى روبرت تنر في دراسته عن تلك المسرحية أن هدف المؤلف الرئيسي هو التأكيد على أن “هلاك الزنوج يكمن في خضوعهم لقيم وأخلاقيات دعاة العنصرية”.
ويشير جوهر إلى أن مسرحية “الهولندي” تعد من أفضل ما كتب جونز من حيث البناء الدرامي للشخصيات والتوظيف الفعال للرمز والأسطورة. حيث يشير عنوان المسرحية بشكل رمزي إلى الطرادات والقطع البحرية الهولندية التي كانت من بين طلائع السفن التي شاركت في نقل العبيد من سواحل إفريقية إلى الشواطىء الأميركية وشواطيء الكاريبي.
كما أن العنوان مشتق بشكل مباشر من أسطورة “الهولندي الطائر” وهو اسم سفينة للعبيد قُدر لها الإبحار إلى الأبد بدون أى أمل في العودة أو الوصول إلى شاطئ أو ميناء.
تدور أحداث المسرحية في إحدى عربات قطار الأنفاق بولاية نيويورك حيث تلتقي بطلة المسرحية (لولاLula ) الفتاة البيضاء الخارقة الجمال بالزنجي (كلاي Clay) الذي ينبهر بجمالها وفتنتها فيسعى إلى كسب رضائها وتسعى هي للسيطرة عليه من خلال وعودها الكاذبة.
في هذا السياق تحدثت “لولا” عن الحفلة التي كان كلاي ينوي الذهاب إليها وطلبت منه أن ترافقه حيث ادعت أنها ستذهب معه إلى الحفلة الليلية الماجنة التي ستنتهي بلقاء غرامي يجمعهما معاً. ثم ينقلب هذا الحوار الرومانسي الهاديء إلى صراع لغوي رمزي يصل إلى ذروته عندما تبدأ “لولا” في توجيه الشتائم العنصرية إلى كلاي ثم تسخر منه ومن هويته الزنجية ومن ثقافته وتاريخه وتراثه وأساطيره الأفروأميركية. كما تسخر من الزنوج بشكل عام ومن أسرة كلاي البرجوازية بشكل خاص. بل تتهم كلاي بخيانة القضية الزنجية بسبب محاولاته اليائسة لكسب رضاء المجتمع الأميركي الأبيض من أجل تحقيق مكاسب شخصية. كما تتهمه كذلك بأنه مجرم قتل هويته الزنجية وأصبح مقلداً لسلوكيات الرجل الأبيض وثقافته الغربية التي لا تمت للزنوج بصلة، وهنا يفقد كلاي توازنه ويرد عليها بعنف لفظي تعدى كل الحدود مدعياً أنه سوف ينتقم من كل رجل أبيض عنصري يقابله وسوف يصب جام غضبه على من أساءوا إلى المجتمع الزنجي عبر التاريخ. وحالما ينتهي كلاي من ثورته الكلامية الهوجاء يعتذر للفتاة الجميلة “لولا” طالباً منها أن تسامحه وتغفر له ذلاته، ولكنها تتجه نحوه وتطعنه بالسكين وترديه قتيلاً ثم تأمر الركاب الأميركيين البيض المتواجدين في عربة المترو أن يقذفوا بجثته خارج القاطرة.
ويضيف “برع لروى جونز في استخدام الرمز حيث إن لولا، في سياق المسرحية التي قدمت على المسرح إبان فترة التوتر العنصري بين السود والبيض في ستينيات القرن الماضي، ترمز للولايات المتحدة بحضارتها المادية المبهرة بكل ما تقدمه من مغريات للزنوج كي ينصهروا في بوتقتها شريطة أن يتخلوا عن هويتهم السوداء.
أما كلاي فهو رمزٌ لزنوج الطبقة البرجوازية الذين ينتقدهم الكاتب لأنهم يسعون لتحقيق مكاسب ذاتية من خلال اندماجهم في الثقافة الأميركية وتخليهم عن مساندة نضال الزنوج من أجل الحصول على المساواة والقضاء على التفرقة العنصرية، ولذلك يعتبرهم جونز خونة وعملاء للرجل الأبيض.
في مسرحية “الهولندي” أصرت لولا على قتل كلاي بالرغم من أنها تعرف أنه جبان لا يمثل لها أي خطر يُذكر كما أنه مستعد لتقديم كافة التنازلات في مقابل السماح له بالاندماج في المجتمع الأميركي الأبيض. ولكنها قتلته لأنه في لحظة غضب وانفعال أظهر هويته الزنجية الحقيقية وشعوره بالاضطهاد بسبب حرمانه من حقوقه المدنية كشأن كافة الزنوج آنذاك.
يريد الكاتب أن يؤكد على أن زنوج الطبقة البرجوازية مثل بطل المسرحية (كلاي) الذين يسعون لكسب رضاء الرجل الأبيض لن ينجوا من قهره واستبداده لأنه “سفّاكٌ للدماء منذ أن وطئت قدماه أرض العالم الجديد”، وهكذا يوحي الكاتب للزنوج على اختلاف طبقاتهم بضرورة الاتحاد والصمود في وجه عنصرية الرجل الأبيض الذي أذلهم على مدار ثلاثمائة عام من العبودية والهوان.
ليس من قبيل المبالغة أن نؤكد بأن مسرحية “الهولندي” تعتبر من أفضل ما كتب جونز حيث إنها تتعامل مع قضايا الأقلية السوداء في الولايات المتحدة بشكلٍ ليس له مثيل كما أن نص المسرحية يذخر بالرموز والإيماءات التي تتحدى خيال القاريء وتزيد من عمق هذه التجربة المسرحية وأهميتها باعتبارها حجر الزاوية في مسرح الجيتو الزنجي بشكل خاص وباعتبارها جزءاً من التراث المسرحي العالمي بشكل عام، ولذلك فقد أثارت هذه المسرحية جدلاً نقدياً واسع النطاق.
ويؤكد د. جوهر أن أسطورة “الهولندي الطائر” لم تتجسد فقط في عنوان المسرحية وإنما تغلغلت داخل ثنايا النص، ففي أول عبارة في نص المسرحية تم التلميح إلى الأسطورة المذكورة: “في جوف المدينة الطائر، في الخرافة الحديثة، يملأ مترو الأنفاق الجو فوقه بالحرارة”.
إن العبارة الافتتاحية: “في جوف المدينة الطائر” ترمز إلى مترو/ قطار الأنفاق كما أنها مرتبطة بأسطورة الهولندي الطائر. فالمجتمع الأميركي – المتمثل بشكل رمزي في عربة مترو الأنفاق – يشبه السفينة التي أصابتها اللعنة في الأسطورة المذكورة أعلاه، حيثُ إن كليهما قد أسهما في إذلال الزنوج وتعذيبهم. فالسفينة الهولندية قد حملت العبيد من شواطيء أفريقيا عبر الأطلسي لتقذف بهم في مزارع الجنوب الأميركي ليذوقوا مرارة العبودية في مجتمع أذلهم وسلب كرامتهم على مدارثلاثة قرون.
من ناحية أخرى نجد أن عربة قطار الأنفاق بما تحمله من ركاب زنوج وبيض تُمثل المجتمع الأميركي المعاصر الذي يسير بسرعة فائقة في طريق العنصرية الدامس الظلام مثل أنفاق المترو. وفي مجتمع كهذا تتدهور الروابط والعلاقات بين الزنوج والبيض إذ بينما لا ترى لولا التي تمثل الحضارة الأميركية المعاصرة في شخص كلاي – وهو زنجي من الطبقة المتوسطة يسعى للاندماج في حضارة الرجل الأبيض – إلا “عبداً هارباً من مزارع الجنوب الأميركي” ولا تنظر إليه على أنه إنسان مثلها تماماً، فإن كلاي بدوره لا يتعامل مع لولا إلا على أنها هدف جنسى يسعى للوصول إليه. وركاب عربة المترو ومعظمهم من زنوج الطبقة البرجوازية والبيض لا يهتمون معظم الوقت بأنماط السلوك العنصري التي يعاني منها المجتمع الأميركي ولا يبالون بما يحدث حولهم لأنهم لا هم لهم سوى مصالحم الشخصية وجمع المال بشتى الطرق.
ويضيف د. جوهر إلى أن جونز “ابن الطبقة الوسطى” يسعى منذ بداية المسرحية لانتقاد هذه الطبقة بالتحديد، كما يحاول أن يُظهر الزنوج على أنهم ضحايا الحضارة الغربية المعاصرة التي لا تسعى فقط إلى بسط هيمنتها على الأميركيين السود بل وتُسقط عليهم عُقدها الثقافية والدينية.
عندما رأت لولا كلاي ينظر إليها عبر نافذة القطار بدأت تشعر بالخوف منه بالرغم من أنها هي التي كانت تسعى إليه :
لولا: ألم تكن تُحدق فيّ عبر النافذة، في المحطة الأخيرة؟
كلاي: أُحدق فيكِ، ماذا تعنين؟
لولا: ألا تعرف ماذا يعني التحديق؟
كلاي: لقد رأيتك عبر النافذة، إن كان هذا ما يعنيه التحديق. لا أعرف إن كنتُ قد حدقتُ أم لا. بدا لى أنكِ كنتِ تحدقين فيّ عبر النافذة.
لولا : كنت أُحدق. لكن فقط بعدما استدرت ورأيتك تحدق عبر تلك النافذة في نطاق مؤخرتي وسيقاني.
في واقع الأمر فإن لولا تنظر إلى كلاي على أنه نموذج للعبد الزنجي الذي يرغب في التحرش بها جنسياً بينما يعتقد كلاي أن لولا هي التي كانت تسعى إليه. وهذا النمط السلوكي الذي تتجاهل فيه كل شخصية آدمية وإنسانية الطرف الآخر يعتبر نموذجاً شائعاً في المجتمع الأميركي العنصري آنذاك.
ويلفت د. جوهر إلى أن المسرحية في هذا السياق توضح أن المجتمع الأميركي الأبيض يصر دائماً على إذلال الزنوج وإخضاعهم لسلطانه عن طريق سلبهم رجولتهم.
في عهود العبودية كان الزنجي مسلوب الرجولة حيث كانت زوجته أو أخته أو ابنته تُغتصب أمامه من قبل السادة البيض، ولم يكن قادراً آنذاك على التصدي لظلم الرجل الأبيض وجبروته. كما جرت العادة في الجنوب الأميركي في الماضي البعيد أن يقوم الأميركيون البيض بنزع الأعضاء التناسلية لأي زنجي تُوجه إليه زوراً وبهتاناً اتهامات التحرش الجنسي بالنساء الأميركيات البيض، وبعد ذلك توضع الأعضاء التناسلية المبتورة بالقوة داخل فم الضحية. أي أن الرجل الأبيض كان يُكره الزنوج على التخلص من رجولتهم وابتلاعها أو إخفائها إبان عصور الاستعباد.
علاوة على أن المجتمع العنصري الأميركي المعاصر قد تمت الإشارة إليه من قبل على أنه “مرحاض” كريه الرائحة في مسرحية جونز التي تحمل نفس العنوان والتي وردت في مستهل هذه التوطئة.
ومن ناحية أخرى فقد تم تصوير أميركا في مسرحية “الهولندي” على أنها ستكون مقبرة لمن يعشقها من زنوج الطبقة الوسطى الذين أداروا ظهورهم لسنوات الإذلال والعذاب إبان عهود العبودية وأصبح كل همهم هو الاندماج في المجتمع الأميركي الأبيض.
(ميدل ايست اونلاين)