«تناص» و «جمر وخمر».. إبراقات شعرية تعيد حيوات الل
الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -في إصدارين جديدين عن «الآن ناشرون وموزعون» صدر للدكتورة سهى نعجة، «تناص» و» جمر وخمر «، وهما كتابان في القصيدة القصيرة التي تتميز بتركيز العبارة وإيجازها، وكثافة المعنى فيها، فضلا عن اشتمالها على مفارقة، و تكون المقطوعة منه أشبه شيء بالنصل المرهف ذي الطرف الضئيل الحاد، قد رُكِّب في سهم رشيق خفيف، لا يكاد يُنزع عن القوس حتى يبلغ الرمية، ثم ينفذ منها في خفة وسرعة ورشاقة.»
اختارت الدكتورة سهى نعجة هذا النمط من الكتابة لتخرج بكتابين عبر دار «الآن ناشرون وموزعون»، وكان اتجاهها لكتاب الجيب موفقاً، فالكتيبان الصغيران كفيلان بضمان الانتشار السريع دون أن يرهق جيب القارئ.
في «جمر وخمر» و»تناص» تقدم الشاعرة سهى نعجة نصوصا إبداعية تفيض بالصور الحسية المكثفة والعميقة، فهي تعبر بصراحة وشفافية عن كينونة الأنثى وإحساسها تجاه حبيبها ورغباتها العاطفية والجسدية، وذلك من خلال صياغات فنية تذهب حد استعارة تعابير وصور شعرية فيها الكثيرمن المفارقات والدعوة للتحرر من قيم المجتمع الشرقي ونظرته الدونية للمرأة، فالخطاب السائد في الديوان هو خطاب المرأة المنتصرة والفاعلة والواثقة من ذاتها وقدراتها، حيث نختار من أجواء «جمر وخمر»:
«وإنك من سلالة حرفي.
تصهل على إيقاع حرفي
كل قمحي
ومازلت في جوع؟
ويل لأصابعك إن لم تبتهل لهديلي».
يكتب الدكتور راشد عيسى على الغلاف الأخير لديوان «تناص»: تستبدع سهى نعجة في هذا التناص نمطا فائقا من فن العبارة الأدبية، يقوم على تقطير اللغة حد إحراجها ومساهاتها للإيقاع بها في مصائد المعنى وفخاخ الدلالة بجسارة تعبيرية بليغة، تعيد لسلطان المجاز كبرياءه واستحقاق فتنته ونباهة عذوبته».
د.سهى فتحي نعجة تحمل درجة الدكتوراة في اللغة العربية في حقل النحو والصرف والمعجميات من الجامعة الأردنية حيث عملت فيها وما تزال حيث تبوّأت الكثير من المناصب الإدارية والتدريسية فضلاً عن خبرتها الطويلة في التدريس في مدارس التربية والتعليم.واطلاعها بالكثير من المهام الأكاديمية المتنوعة، ولها فيض من الأبحاث العلمية المحكّمة المنشورة والكتب المتخصصة، منها على سبيل الذكر لا الحصر الذي يضيق المقام بذكرها :بنية الكلمة العربيّة بَيْن الثبات الدّلالي والتغيّر الصوتيّ،و رحلة ابن سعيد المغربي إلى الشرق، وإشكالية التعريب في ضوْء الإمكانيّة التوليديّة للعربيّة،
تقول د.سهى نعجة :» يستنهض المشهد اللغويّ المعاصر أُولي العربيّةِ للتّبصّر في القفزات اللغويّة المتسارعة، وفي حالة التغريب لا التّعريب، والاحتراق المؤذن باختراق، في المتداول اللغويّ بَيْن جيل الشّباب خاصّة.
ومن مناخات المجموعتين: «تناص»، و»جمر وخمر».
كَسْرُ التّوَقُّعِ سِيماك ،
ألا جَلَّ جَلَّ معْنَاك
* * *
ضَميرانِ تَسْكُنُني:
هُوَ ،
أنْتَ.
تُرى ، بأيِّهما ستُنْهيني ؟
* * *
هُوَ صَوْتُ قلْبي ،
فَتَرَفَقْ بِنِدَائِه ،
ولا تَنْهَرْ
* * *
صَامِتٌ أنْت ،
صَائِتٌ أنا ،
يا لبلاغةِ الضّدَّين !
* * *
ترَفَّقْ ،
فالعُمْرُ صَيّادٌ بَليغ
* * *
عُلّقْتُك ،
فَأَرِقَ نَبِيذِي
* * *
هَلُمّ ،
فَقَدْ طَابَ بَلَحِي