«ضحكة في صندوق» مجموعة شبابية تسعى إلى نشر البهجة

وليد الرمالي
يعد جوزيف رزق فايز من رواد فن التهريج في مصر، احترفه ومارسه لنشر البهجة بين الأطفال، وكانت لديه الشجاعة ليخرج وسط الناس في إحدى أكثر المناطق ازدحاماً، وقدم أول عروضه قبل سبع سنوات في شوارع شبرا المزدحمة ومترو شبرا، ووزّع البالونات على الأطفال ليتحمسوا ويشاهدوه.
ويقول جوزيف أن استقبال الناس له شجعه على تأسيس أول مجموعة لفن التهريج في مصر من الشباب وسماها «ضحكة في صندوق»، وقدموا عروضهم في عدد من دور الأيتام والمستشفيات وقاموا بجولات في محافظات مصرية مثل أسيوط والشرقية وسوهاج وأسوان.
ويوضح أن وجهتهم في مختلف المحافظات لم تكن عواصمها ولكن قراها الأكثر فقراً، الفقراء في مصر لا يجدون من يسعدهم ولذا فكرت مجموعته «ضحكة في صندوق» في مساعدة الأطفال في هذه القرى ومنحهم السعادة برسم البسمة على وجوههم.
ويشير فايز إلى أن مثله الأعلى في «فن المهرّج» هو الفنان العالمي باتش آدامز الذي دخل كلية الطب بعد أن عانى مشاكل نفسية كادت تؤدي به إلى الانتحار، إلا أنه بعدما عمل طبيباً كان يعالج مرضاه برسم البسمة على وجوههم. حتى المرضى الذين يعانون من السرطان كان آدامز يقول لذويهم أن علاجهم الأهم هو حضن وكلمة طيبة وبسمة تملأ شفاههم.
ويضيف أنه ومجموعة من الشباب تطوعوا لعلاج الأطفال في مستشفى السرطان 57357، وتتكون المجموعة من 35 فناناً منهم مينا مجدي وساندي سيدراك وساندرا وريم ميلاد. ويلفت إلى أنه يتجول في الشارع بصورة دورية خصوصاً مع مجموعته في رمضان وعيد الأم وعيد الأضحى، ويتراوح عدد المجموعة بين 5 و10 أفراد.
وحول مشاكل مهنة المهرج في مصر، يرى أن أهمها نقص الإمكانات للحصول على الملابس والأدوات والألوان التي يستعملها الفنانون والتي لا تباع إلا في محلات قليلة جداً.
كما أن الدولة لا ترى أن هذا الفن يستحق الاهتمام، موضحاً أنه لا يوجد اهتمام في مصر بالترفيه على رغم أن هناك وزراء للسعادة في حكومات دول أجنبية.
ويضيف فايز أن كل عروض «ضحكة في صندوق» ارتجالية، وتتضمن عرض «زومبا» وهي عبارة عن موسيقى ترافقها رقصات وحركات معينة كنوع من أنواع الرياضة البدنية لتشجيع الأطفال والكبار عليها.
ويقول أن فن التـــهريـــج هو فرع من فروع فن البانتومايم ولكن الأخير يعتمد فـــي الأساس على محاكاة ما يحدث في الواقع بطريقة تمثيلية، في حين أن المهرج يستخدم أدوات موجودة في الواقع ويغلـــفها بطابع كوميدي، ويستخدم مهارات عدة مثل الحركات البهلوانية.
ويشير إلى أنه ومجموعته تعلموا العديد من المهارات من فيديوات لمشاهير الفنانين العالميين على «يوتيوب» في ظل «الفقر الواضح لدينا في ممارسة هذا الفن»، ويسعى فايز ومجموعته إلى القيام بجولة عالمية، خصوصاً الى أماكن منسية لزرع البسمة على وجوه أطفالها.
(الحياة)