صلاح فضل ومنجزه النقدي

دائما ما يحرص هذا الكيان الثقافي الجاد، وهو صالون الأستاذ الدكتور عبدالناصر هلال على تقديم القامات والموضوعات الفكرية الجادة التي لا يختلف على مدى أهميتها اثنان.

لقد اتخذ الصالون لنفسه منهجا واضحا وهو الاحتفاء بشخصيات أسهمت بدورها في مجالات مختلفة على مستوى النقد والإبداع والفن. إن الصالون لا يعبر عن صوت فردي وهو صوت صاحبه د. عبدالناصر هلال بقدر ما يعبر عن أصوات عديدة تستظل بهذا الصالون تريد أن تعيد للمشهد الثقافى المصري ريادته واحترامه لكل ما هو قيم وأصيل.

وتزامنا مع اللحظات الحرجة التي تحياها الأمة العربية الآن بات علينا جميعا أن تتحد صفوفنا دفاعا عن ثقافتنا وهويتنا التي يأتي أحد ممثليها بفكره وإبداعه النقدي الرحب الذي استوعب نظريات ومناهج نقدية عالمية، ولم ينغلق على نفسه تحيزا وتعصبا لثقافته بل حرص على الانفتاح والتبادل الفكري مع الآخر، إنه الدكتور صلاح فضل الناقد الكبير الذي قدم حياته قربانا للنقد العربي النظري والتطبيقي، فأصبح شيخا للنقاد يهتدي بهديه أجيال تالية له تحاول أن تتلمس طريقا جادا – مثلما فعل هو – في طريق النقد الأدبي.

احتفى صالون د. عبدالناصر هلال بتقديم شخصية الناقد الدكتور صلاح فضل لجيل جديد من الباحثين والدارسين وسط كوكبة من الشخصيات العامة التي تميزت في مجال الفكر والنقد واللغة والإبداع. حيث أقام الصالون في لقائه الدوري يوم الجمعة الموافق 14/10/2016 ندوة تعددت فيها المشاركات بين كلمات الترحيب والثناء والشكر للرائد والأستاذ والناقد د. صلاح فضل.

كما ضم الصالون في واحته إبداعات الحضور من الشعراء والفنانين فصار اللقاء أشبه بالتظاهرة الفنية والنقدية الجادة.

استهل د. عبدالناصر هلال – أستاذ النقد الأدبي الحديث، لقاء الصالون الماضي بتأبين الشاعر والإذاعى الراحل فاروق شوشة الذي آلمنا جميعا فقده وهو أحد كبار الرواد والمنافحين عن اللغة العربية بتراثها وثقافتها.

وقدم للصالون عبر كلمات بليغة موجزة عن حياة ومشوار الدكتور صلاح فضل وأهم محطاته النقدية، علم من أعلام الدرس النقدى الحديث وهو د. حسين حمودة – أستاذ النقد بكلية الآداب – جامعة القاهرة؛ الذي وصف المشروع النقدي للدكتور صلاح فضل بأنه مشروع متنوع لأنه زاوج بين ما لا يتزاوج عادة، وجمع بين حقول معرفية متنوعة، كما أشار في معرض كلمته إلى مدى الاهتمام الذي وجهه د. صلاح فضل بالأنواع الأدبية المختلفة فقد اهتم بالشعر والقصة والمسرحية والرواية، ولم يقف عند حدود نوع أدبي دون سواه.

ومن الكلمات التي شارك بها الحضور كانت كلمة د. حافظ المغربي (أستاذ البلاغة بجامعة المنيا) والذي تحدث عن الدور الأكاديمي والعلمي الذي قدمه الدكتور صلاح فضل عبر مسيرته الجامعية كأستاذ ومعلم للعديد من الأجيال.

ثم تأتي مشاركة د. عمار علي حسن – الروائي والمفكر السياسي كشهادة على مدى التنوع والثراء الفكري الذي تميزت به كتابات د. صلاح فضل حيث كان أحد الذين تأثر بهم د. عمار في أطروحته للدكتوراه والتي كانت عن القيم السياسية في الرواية العربية.

كما أشار د. عمار إلى الدور الذي لعبه د. صلاح فضل في إلقاء الضوء على القضية الفكرية الخاصة بفهم مشروع د. نصر حامد أبو زيد، وذلك من خلال كتابه الذي أصدرته سلسلة عالم المعرفة آنذاك في عام 1993 وهو عن “بلاغة النص ومفهوم الخطاب”.

وليس النقد وحده فحسب الذي استأثرت به مشاركات المتحدثين بل كان هناك مساحة للمبدعين، بمشاركة الكاتب الروائي الكبير سعيد الكفراوي الذي لخّص معرفته بالدكتور صلاح فضل بقوله عنه: إنه مجموعة أصوات فهو صوت الأستاذ الجامعي، وصوت الناقد الذي اعتبر النقد حياة، وأخيرا صوت إنساني نبيل.

وتعددت كلمات الشكر والحب و العرفان من الحضور بكلمات للشاعرة الدكتورة شيرين العدوي، و الناقد الدكتور صفوت البردان من اليمن، و الدكتور علاء رأفت أستاذ اللغة والأدب العربي، و د. جلال الخشاب، ود. عاشور سرقمة من الجزائر، ود. نوال زين الدين – أستاذ الأدب العربى بجامعة حلوان،

وأهدى د. عبدالناصر هلال مقرر الصالون في نهاية اللقاء درع الصالون للدكتور صلاح فضل تقديرا لمكانته ودوره النقدي ومسيرته الطويلة من العطاء.

ووسط هذه الاحتفالية قدمت الشاعرة ابتسام أبو سعدة مجموعة من قصائدها الشعرية، كما كان للموسيقى والغناء حضور متميز بمشاركة الفنان القدير والملحن فايد عبدالعزيز.

و تستمر مفاجآت الصالون الثقافى للدكتور . عبد الناصر هلال و الذى سيعلن عن تفاصيل فعالياته فى شهر نوفمبر خلال الأيام القادمة .

(ميدل ايست اونلاين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى