الفوتوغرافي حسن بدر الدين: أعمالي تنتمي إلى التشكيل أكثر من التصوير

خالد الكطابي

تراود الفوتوغرافي حسن بدر الدين رغبة أثيرة في العودة إلى المغرب ليتقاسم تجربته الفنية مع الجيل الجديد من هواة التصوير. ويحكي حسن بدر الدين، عن سبب انجذابه المبكر لهذا الفضاء السحري ويتذكر، ذات طفولة بعيدة، الصورة الأولى التي التقطها له أحد الأقارب، في الوقت الذي أحس فيه بإحراج كبير، عندما تذكر بأن قدميه حافيتان، لكن المصور وعده بتدارك ذلك بعد لجوئه إلى الغرفة المظلمة.. ليرى الطفل بأم عينيه كيف تم تركيب نعال في رجليه وجعله راضيا على الصورة.
اعتبرته مجلة «فوتو إيطاليا» الرائدة في عالم الصورة أوروبيا بـ«ساحر الصورة وشاعرها» بعد أن أصبح أحد العلامات المضيئة في فن التصوير الفوتوغرافي في إيطاليا وخارجها. وفي هذا الحوار يُمنّي حسن بدر الدين نفسه الأمارة بالفن أن يلقى هذا الاعتراف الذي حظي به في الخارج صداه في بلده المغرب لأن وقعه سيكون مضاعفا ويجعله يبدع أكثر داخل الفضاء الذي يحتل كيانه رغم تجربة الاغتراب الطويلة التي عاشها في إيطاليا..هنا تفاصيل الحوار:

■ يلاحظ في صورك أنك ترسم بعينيك لوحات ذات خصوصية عالية، كيف تجلى دور الفن التشــكيلي في ذلك؟
□ أعيد عبر التصوير، قراءة الطبيعة من خلال تقديم صيغة مؤثرة للمشاهد الطبيعية في بعض الأحيان. فالتصوير في الأساس غنائي والانسان هو مركز اهتمامي بكل ألمه، وبنبضات روحية وصوفية تمنحنا النشوة والابتهاج.

■ تشتغل في صورك على الأبيض والأسود، هل يساعدك ذلك على الاشتغال والتحكم في الضوء والظل؟
□ أنا أحب اللونين الأسود والأبيض، فالأسود يثير الظل الذي يخفي كل ما عندي من آلام، والأبيض هو الضوء الذي يلغي كل شيء في طريقه. وأنا أتكلم من غنائية مجردة و«رائحة». عند استحضار روائح كيميائية لطبع الصور في غرفة مظلمة. رؤية الصورة تخلق تحت عينيك، إنها صناعة السحر، التي نفتقدها اليوم.

■ هل ساعدت التقنيات الحديثة: الفوتو شوب والمونتاج الرقمي في التأثير على الصورة؟
□ من قبل كانت للصورة مصداقيتها، لكن اليوم من الصعب أن نعتقد بها، بعد مرورها بمرحلة ما بعد الإنتاج الفوتوشوب، و(خاصة الريبورتاج).

■ تمزج بين التشكيل والتصوير في لوحاتك حيث تجسد في بعضها الأسلوب التجريدي… هل يرتبط ذلك في كون الواقع تجريديا ؟
□ أنا فنان فوتوغرافي الفرق يكمن في استخدامي لأداة ميكانيكية لا أقوم باستعادة الطبيعة، أنا أعمل على تحويل الواقع لقول الأشياء.. فأعمالي تنتمي إلى التشكيل التصويري أكثر من التصوير. فالصورة لا تخرج بسرعة مثلما يحدث مع آلة النسخ، فهي تبقى محصورة في زمن سرمدي لتطوير شعرية النظرة التي تمثل بالنسبة لي العلامة والشكل.
■ ألا ترى أن العرب خاسرون في معركة الصورة؟
□ لا أعتقد ابدا أننا خسرنا، فنحن في البداية.. وفي النهاية الفن ليس منافسة.

■ ما الذي يمكن فعله لانتشار اللوحة الفوتوغرافية في الوطن العربي؟
□ أولا وقبل كل شيء، أن تكون لنا ثقافة الصورة، وبعد ذلك الصدق الفكري لأنني أومن بأن العلم هو الصدق.

■ كيف تصف واقع الفوتوغرافي العربي؟
□ أعتقد أن الفنان العربي، في ظـــــل الوضع الحالي، يعيش موقفا لا يحسد عليه حيث يفتقر إلى شجاعة المواجهة ولا ننسى أنه يفتقر أيضا إلى ثقافة الصورة.

■ ما هي الصور التي تمنى حسن بدر الدين أن تكون من إبداعه؟
□ بالتأكيد صور معلمي ماريو جياكوميللي.

■ من هم المصورون الفوتوغرافيون الذين تأثر بهم حسن بدر الدين؟
□ كان لي الحظ أن يكون لي معلم مثل ماريو جياكوميللي وأنا أيضا أحب الفوتوغرافية تينا مودوتتي وباختصار أميل أكثر إلى المدرسة الإيطالية.

■ ما الذي يمثله ماريو جياكوميللي بالنسبة لك؟
□ ماريو جياكوميللي بالنسبة لي المعلم، كان مثل الوالد، وصديقا ترك أثرا غير قابل للمحو.

■ كيف ترى رحيل عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي من خلال الصورة الفنية؟
□ الطيب الصديقي اسم على مسمى هرم ثقافي ساهم، رحمه الله، في تربية أجيال لهذا ارتأيت أن أكرمه في أحد معارضي.

■ ما هي أحلام حسن بدر الدين؟
□ كفنان فوتوغرافي تتملكني رغبة كبيرة في العودة لوطني والحصول على اعتراف من بلدي على أعمالي.كما يخامرني حلم مشاركة تجربتي الفنية مع زملائي الشباب… إنني أعمل مثل التلميذ المجد فمع بداية كل يوم أعتبر أنني أبدأ التصوير لأول مرة.

(القدس العربي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى