من محاور «نقرأ معاً» هذا العام.. صلاح ستيتية ضيف الشرف

اسكندر حبش

عديدة هي محاور نشاطات المعرض هذا العام (وهو بعنوان «نقرأ معاً»)، وتتخذ أكثر من شكل ونوع أدبي وفني. قد لا يمكن تلخصيها كلها، لهذا هنا بعض أبرزها.

ضيف الشرف: صلاح ستيتية
جرت العادة في السنوات الأخيرة أن يختار معرض الكتاب الفرانكوفوني «ضيف شرف»، فوجدنا مثلاً الآداب في سويسرا، كما في بلجيكا، ناهيك عن بعض المناطق الفرنسية كأن يكون أدب منطقة «البروفانس» أو منطقة «ليل دوفرانس» الخ.. هو ضيف الشرف. هذه السنة يختار المعرض شخصية ليكون الضيف، وما هي إلا صلاح ستيتية.
كاتب وشاعر وباحث (كما عمل طويلاً في السلك الديبلوماسي) من مواليد بيروت العام 1929، ويعد واحداً من أكبر الوجوه الثقافية اللبنانية والفرانكوفونية في العالم. حاز العديد من الجوائز الأدبية لعل أبرزها «جائزة الفرانكوفونية الكبرى» (1995) و «جائزة الصداقة العربية الفرنسية» عن كتابه «حملة النار»، وجائزة «ماكس جاكوب» الشعرية عن ديوان «تعاكس الشجرة والصمت» وجائزة: المفتاح الذهبي لمدينة «ميديريفو» في صربيا. يكتب بالفرنسية وترجم شعره إلى العديد من اللغات الأجنبية.
سيفتتح ستيتية نشاطات المعرض هذه السنة بمحاضرة افتتاحية بعنوان «العربية والفرنسية: الحوار الذي لا بدّ منه» (ستكون الكلمة مترجمة إلى العربية على شاشة كبيرة، بين الثالثة والخامسة عصر السبت 5 تشرين الثاني الحالي).
المحاضرة الثانية التي يلقيها صلاح ستيتية هي بعنوان «المتوسط المأساوي اليوم: تساؤلات وأبعاد» (الأحد 6 الحالي، الساعة الخامسة عصراً).
أما النشاط الأخير الذي يقدّمه فهو قراءة شعرية بعنوان «الصيف ذو الغيمة الكبيرة» (الاثنين 7 الحالي، السادسة مساء).

الناشرون العرب
منذ سنوات قليلة، أفرد المعرض ركناً للناشرين العرب ـ على اعتبار فكرة تمّ تداولها ومفادها أن الفرانكوفونية لن تكون أقوى إلا في انفتاحها على الآخرين وعلى اللغتين (العربية والفرنسية). قد يبدو تعبير «الناشرون العرب» فضفاضاً بعض الشيء، إذ إننا في الواقع أمام بعض الناشرين اللبنانيين الذين ترجموا من الفرنسية بعض الأعمال إلى لغة الضاد. في أي حال، ثمة ركن لم يشهد مرة إقبالاً مزدحماً، على اعتبار أن غالبية زوار هذا المعرض تقرأ الكتب بلغتها الأصلية، والقراء بالعربية يجدون هذه الترجمات في معرض الكتاب العربي (سيُقام مطلع الشهر المقبل). ركن للتعاون والنقاش وللترجمة.. عناوين جميلة بالطبع، لكنها بالتأكيد، تحدث خارج أسوار المعرض.

لائحة غونكور/ خيار الشرق
جائزة أدبية أعلنت منذ سنوات قليلة، وتبنّتها كل من «الوكالة الجامعية للفرانكوفونية» و «أكاديمية غونكور» و «المعهد الفرنسي»، وتتلخص في أن يختار عدد من الطلاب الجامعيين (في عدد من الجامعات العربية المختلفة) الذين يتابعون دراستهم في الأدب الفرنسي رواية فرنسية تكون ضمن القائمة التي تعلنها «أكاديمية غونكور» كل سنة للفوز بجائزتها.
طلاب هذه السنة يأتون من أكثر من 30 جامعة، ومن 11 بلداً هي: إيران، جيبوتي، مصر، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، لبنان، فلسطين، السودان، سوريا، اليمن، وتترأس لجنة تحكيم «لائحة غونكور/ خيار الشرق» هذا العام الروائية اللبنانية سلمى كجك، أما من جانب أكاديمية غونكور فستحضر الروائية بول كونستان، التي سبق لها أن شاركت في هذا المعرض العام 1998. ثمة طرفة قد تُروى حول الكاتبة: في ذلك العام أصدرت كونستان روايتها «Confidence pour confidence» (تُرجمت إلى العربية بعنوان «لعبة البوح»، وصدرت عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، ونقلتها إلى العربية مي عبد الكريم محمود). وبما أن الرواية صدرت في بداية 1998، لهذا لم تكن مرشحة لنيل غونكور، إذ عادة يتم الاختيار من بين الروايات التي تصدر مع مطلع كل خريف.. فجاءت الى معرض بيروت للحديث عن روايتها. لكن كان لأعضاء الأكاديمية الفرنسية كلام آخر، إذ لم يجدوا كتاباً راق لهم من بين الكتب التي صدرت في ذاك الخريف، لهذا عادوا واختاروا رواية كونستان. وللمصادفة كان يوم إعلان الجائزة في فرنسا، يوم محاضرتها في بيروت، فتخلّت عن المعرض لتعود إلى بلادها، بينما كان الجميع هنا ينتظرون «مشاهدة الكاتبة النجمة». في أي حال، دارت الأيام وتم انتخاب كونستان عضواً في الأكاديمية العام 2013 مكان الكاتب والشاعر الراحل روبير ساباتييه.
من نشاطات لائحة الشرق هذه السنة: لقاء مع الكاتبة ناتالي أوليه، التي حازت «خيار الشرق» العام الماضي، الخامسة بعد ظهر السبت 5 الحالي.
أما إعلان جائزة هذا العام فما بين الثالثة والخامسة عصر الجمعة في 11 الحالي.

المسرح، على مقدمة الخشبة
ليس المسرح دخيلاً على معرض الكتاب الفرانكوفوني في بيروت، إذ استقل على مرّ سنيه العديد من الوجوه المسرحية البارزة: من الكتّاب والناشرين والمخرجين والممثلين. معرض هذا العام يحتفي بداية بصدور «قاموس المسرح الكوني» لروجيه عساف (منشورات «شرق الكتاب»). من هنا تُقام العديد من الطاولات المستديرة حول المسرح وإشكالياته، منها «المسرح في التاريخ» مع روجيه عساف، السادسة مساء السبت 5 الحالي. و «المسرح اليوم – مختبر مقاومة»، يشارك فيها إنزو كورمان، محمد القاسمي، كوسي ايفوي، هلا مغنية، ويديرها جو قديح، الاثنين 7 الحالي الساعة السابعة مساء.

السينما أيضاً حاضرة
ثمة أفلام عديدة ستعرض داخل قاعة المعرض هذا العام، ومن بين هذه الأفلام فيلم «Versants» وهو فيلم وثائقي عن حياة الشاعر صلاح ستيتية، بين السابعة والتاسعة مساء الاثنين 7 الحالي، كذلك فيم بينوا موشار وتوماس بيرتيل السبت 12 الحالي السابعة مساء، وهو بعنوان «Brigitte Fontaine, reflets et crudités ».

معارض وشرائط مصوّرة ونقاشات
يشهد المعرض أيضاً الكثير من الطاولات المستديرة، يمكن الإشارة هنا إلى اللقاء مع المفكر الفرنسي باسكال بونيفاس حول الرياضة والجيوسياسة (تقديم جوليان أبي راميا) السادسة مساء الأربعاء 9 الحالي. ومن المعارض «ارسم لي المتوسط»؛ وهو معرض «كارتون» حول إشكاليات البحر المتوسط كي «لا نرفض الإيمان بالسلام». مع الاشارة أيضاً إلى المعرض التي تقيمه «السمندل» للشرائط المصوّرة بالتعاون مع «غاليري تانيت».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى