«النيل الثقافية» تستقطب جمهور مهرجان الموسيقى

هبه ياسين
اجتذبت قناة «النيل الثقافية» قطاعاً كبيراً من الجمهور المصري، عبر بث مباشر لحفلات مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ25 التي اختتمت أخيراً، وشارك فيها مطربون وموسيقيون من ثماني دول عربية.
و«النيل الثقافية» هي إحدى القنوات المتخصصة في التلفزيون المصري، وواجهت في فترة سابقة اتهامات بالابتعاد من أهدافها المتمثلة في تقديم إعلام يهتم بالآداب والفنون. وربما يكون الاعتقاد السائد لدى بعضهم، أن هذه القناة لا تحظى باهتمام الجمهور العام، لكن بثّ تلك الحفلات أثبت عكس ذلك.
ويقول رئيس القناة أشرف الغزالي: «النيل الثقافية، هي من أكثر القنوات مشاهدة وتوجّه إليها دعوات لتغطية النـــشاطات الثقافية، سواء في مصر أو خارجها، وهذا دليل على ارتفاع عدد مشاهديها. نرى أن دورنا هو التوجه إلى جمهور واسع، لذلك اتجهنا الى تحويل نحو 65 في المئة من برامج القناة كي تخاطب كل الأعمار والأنماط».
ويضيف: «شهدت السنوات الماضية رواجاً للسياسة في السوق الإعلامية امتد إلى القنوات المتخصصة، بفعل الظروف التي مرت بها مصر، لكن «الثقافية» حافظت على هويتها ولم تنجرف في هذا التيار. قررنا بث حفلات مهرجان الموسيقى العربية الذي استمر أسبوعين على الهواء مباشرة، لأننا نعي أن برامج الهواء تجذب المشاهد الذي أصابه الملل من أحاديث السياسة والاقتصاد».
وعن الخطة التي يستهدفها لجذب المشاهد بعدما انتهت حفلات الموسيقى العربية، يقول: «كانت هناك حفلة يومية لأم كلثوم تعرض على القناة، لكنها أوقفت كونها تنتمي إلى فئة المنوعات. كل ما يختص بالآداب والفنون نصرّ على عرضه. لدينا رصيد من حفلات الأوبرا ومهرجان الموسيقى العربية في دوراته السابقة نحرص على عرضه يومياً».
ويتابع الغزالي: «لدينا خطة لتطوير القناة تدريجياً. نفذنا 65 في المئة، واضعين في الاعتبار طبيعة الموضوعات التي تناسبنا والموازنة المخصصة لنا، وقريباً سنستغني عن الديكورات ونستعين باستوديو مرئي تخيلي. كانت القناة تعرض 66 برنامجاً، نجحنا في تقليصها إلى 42، وأطمح الى الوصول إلى 30 برنامجاً فقط من دون المس بالعاملين. أحرص على التطوير المرحلي لأن من العسير تغيير الخريطة البرامجية، وفي الوقت ذاته تحاشي حدوث اضطراب بين العاملين خوفاً على حقوقهم». ويلفت الغزالي الى أن القناة «تغطي نشاطات ثقافية وسياحية وندوات في كل المجالات، لكن نحاول أن نضعها في شكل غير ممل، ونحرص في الوقت ذاته على تقديم الثقافة للجميع».
ويوضح أنه يضع الخطط القابلة للتنفيذ وفقاً للإمكانات الفنية والبشرية المتاحة، «لا أميل إلى إنفاق الموازنة على برامج الهواء التي تتناول الأحداث الجارية ولا تصلح للعرض إلا مرة واحدة، وأركز على إنتاح البرامج الأرشيفية التي تقدم تأريخاً لحضارة مصر وتراثها، وتُمكن العودة إليها بعد عشرات السنوات».
ويرى أنه لا بد من سن قوانين تضمن تعديل اللوائح المنظمة للعمل الإعلامي وتتيح تيسيره عبر أفكار مبتكرة، «فهي لوائح سُنت في الستينات ولم تعد تناسب الوقت الراهن».
(الحياة)