صالون فاتنة .. شاعرة فلسطينية تصنع حالة ثقافية لافتة في بلجيكا

اختتم صالون فاتنة الشعري، مؤخراً، فعالياته الثقافية التي استمرت على مدار أسبوع وانقسمت إلى امسيتين شعريتين موسيقيتين كانت أولاهما في مسرح “دي فورآوت” في مدينة جنت البلجيكية وثانيهما في مسرح “كراخت سنترالة” في مدينة أنتويرب، حيث اجتمع الشعر مع الموسيقى والأغنية المثقفة، وكان من الضيوف البارزين لهذه الفعاليات الشاعر الفلسطيني غسان زقطان والفنانة اللبنانية جاهدة وهبي إضافة إلى عازف القانون العراقي الشهير أسامة عبد الرسول.

ما إن دخل الحضور إلى القاعة التي اجتمع فيها الشعراء والموسيقيون حتى فوجئوا باجواء القاعة من حيث الأرائك ذات البعد العربي والديكورات التي تنتمي بمجملها للثقافة العربية وهو أمر جديد على مشهد الأمسيات الثقافية في بلجيكا، إضافة إلى الموسيقى والأغاني المصاحبة التي وإن لم يفهم الجمهور معانيها إلا أنهم تفاعلوا معها إلى درجة ذرف الدموع أثناء أداء جاهدة وهبي لقصيدة محمود درويش “يطير الحمام”.

قدم الأمسيتين الشاعر البلجيكي والمنظم الداعم لصالون فاتنة الشعري من قبل مؤسسة “فونك أند زونن” ميخيل فان دي بريل، حيث أعطى للجمهور نبذة عن كل المشاركين في كلا الأمسيتين ثم ترك المجال للضيوف المشاركين لتقديم إبداعهم للجمهور، وقد جرت القراءات على جولات حيث قرأ فيها الشعراء نصوصهم على ثلاث جولات تفصل بينها الموسيقى والأغنية التي أبدعت جاهدة وهبي في اختبارها، فقد قدمت نص لرابعة العدوية من أعمالها وهي “إذا هجرت” كما غنت من كلمات الشاعر الألماني الكبير غونتر غراس وألحانها أغنية “لا تمض إلى الغابة” أضافة إلى نص درويش السابق ذكره “يطير الحمام”.
شارك في أمسية مدينة جنت كل من الشعراء الفلسطيني غسان زقطان والبلجيكية شارلوت فان دي بروك والعراقي مهند يعقوب والهولندية أن ماري استور وشاعر مدينة أنتويرب مارتن انجلز إضافة ‘لى صاحبة الصالون الفلسطينية فاتنة الغرة، كما وشهدت القراءة في مدينة أنتويرب حضور أصوات أخرى حيث قرأ العراقي زهير الجبوري والبلجيكي التركي مصطفى كور نصوصهم، في حين غاب عنها مهند يعقوب وان ماري استور، رغبة في منح مساحة لأكبر عدد من المشاركين وحرصا على مزيد من التنوع في الأصوات التي اتفق جميع الحضور على جودتها وعلى نوعية النصوص الشعرية المقدمة من كلتا الثقافتين، خاصة مع وجود الترجمة لكل النصوص باللغتين العربية والهولندية كي يستطيع الجمهور التفاعل مع كل ما يقدم له بلغته.

ومن الجدير ذكره أنه بعد صدور ديوانها خيانات الرب سيناريوهات متعددة باللغة الهولندية خطرت للشاعرة الفلسطينية فاتنة الغرة فكرة مشروع صالون فاتنة الشعري احياء لفكرة قديمة في التراث العربي بدءً من بيت السيدة سكينة بنت الحسين التي كانت تستقبل الشعراء واهل في بيتها بشكل دائم مرورا بصالون مي زيادة في منتصف القرن الماضي وانطلاقا من إقامة الشاعرة في بلجيكا وحضورها في الوسط الثقافي هناك وجدت أن هذه فكرة مناسبة لخلق جسر بين كلا من الثقافتين العربية والهولندية.

وبدأت أولى فعاليات الصالون في بيت لامرأة بلجيكية مهتمة بالأدب والشعر واستضافت من خلاله مجموعة من الشعراء والشاعرات من داخل بلجيكا وهولندا واستمرت الشاعرة بتنظيم هذه الفعاليات على نفقتها الخاصة وبدعم من شعراء ومسئولين في العمل الثقافي البلجيكي إلى أن اصبح للصالون اسم ورواد الأمر الذي شجع مؤسسة (VONK&ZOENEN) لإدراج المشروع ضمن برنامج السنوي.

بدأ الصالون يأخذ بعدا أوسع حيث بدأ العمل على ترجمة كل النصوص المشاركة في الصالون من اللغة الهولندية للعربية وبالعكس من أجل خلق حالة من الحراك والقرب الثقافي، كي يستطيع كلا من الجمهورين التواصل مع المنتج الشعري للجمهور الآخر وبدعم من مؤسسة صندوق دعم الأدب الفلاماني بالإضافة لمركز الشعر في مدينة جنت تم الاتفاق على نشر هذه الترجمات في كتاب يصدر كل عام بعد سلسلة من الفعاليات.

يذكر أن الصالون يفتتح فعالياته هذا العام باحتضان أمسية شعرية تحت عنوان “ملكات” تقرأ فيها شاعرات من دول عربية مختلفة بالإضافة لشاعرات من هولندا وبلجيكا احتفاءً بالمرأة الشاعرة في ليلة استثنائية بمصاحبة عازف القانون العراقي الشهير أسامة عبد الرسول ومغنية الأوبرا البلجيكية هيلينا سخوترز التي غنت موشحات عربية.

 

(الأيام الفلسطينية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى