المتحف الوطني للفنون يكرم الفنانة سامية زرو

خاص (الجسرة)

بريهان الترك

 

كرمت سمو الأميرة وجدان الهاشمي، رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة خلال حفل تكريمي  أقيم في العاصمة الأردنية عمان الفنانة سامية زرو الذي أقيم بالمتحف الوطني للفنون الجميلة ، تقديرا مشاركاتها في ملتقى النحت العالمي منذ انطلاقته في العام 2000 إلى العام 2016، ولكونها أحد مؤسسي الجمعية الملكية للفنون الجميلة منذ نشأتها في العام 1979، في خدمة الحركة الفنية، والفنانين الشباب.
وأشاد رئيس رابطة التشكيليين الأردنيين الفنان والكاتب حسين نشوان ببراعة الزرو في التقاط موضوعاتها الفنية من المحيط البصري والمشاهدات اليومية والاحداث الراهنة ومخزون الذاكرة، فأعمالها، وفقا لنشوان، لا تشكل نقلا ميكانيكيا للواقع، او اسقاطا مباشرا للمرئيات، انما تمثل خلاصة لمئات الالتقاطات التي تعيد الذاكرة انتاجها بمقاربات مع اماكن وازمنة متنوعة ومختلفة لتفسير الواقع، تبدو فيها اللوحة جملة من التشابكات الفنية التي تحقق الوعي الثقافي والجمالي.
من جهته أكد مدير عام المتحف الوطني د. خالد خريس على جهود الفنانة زرو في تأليف المناهج الدراسية في مجال التربية الفنية مشيرا إلى أن سامية الزرو من جيل يصحّ وصفه بأنه صنع نفسه، كما نشر ذات حوار معها في الزميلة “الرأي”، فقد اكتسبت من بيئتها الأسرية المنطق العلمي التجريبي والانضباطية ونزعة الإبداع، وأثرت هذا الموروث بجهد شخصي أقام من فوق التأهيل الاكاديمي مسطحات فنية أفقية وعمودية فرضت نفسها لوحات وتماثيل ومنحوتات على المعارض الأممية المعتبرة من الفاتيكان إلى البيت الأبيض إلى أقصى شرق آسيا.
ولفتت الفنانة الزرو في كلمتها إلى أنها تحب اثبات نظرية أن الفكر العلمي والفكر الأدبي يتفقان حيث تقول: “خلفيتي كانت تحضيري طب، وبعدها قررت بأنه لا يوجد بعثة. كنا خمسة، جاءتني بعثة مشروطة بدراسة الفنون الجميلة، ووافقت. عاملت الفنون الجميلة كعلم، وليس كالمألوف لدينا أن من يدرس الفنون الجميلة لا يكون ناجحاً في أي شيء”.
واستعرضت الزرو عمالقة الفن الذين لم يكونوا سطحيين أبدا، بل علميين وأسسوا مدارس، لكنها تعترف بأن هناك مهرجين يتناولون الساحة ويصبحون فنانين، لأن عملية الفن، فإذا كان الشخص لا يستطيع أن يخطط، والتخطيط يحتاج إلى تفكير، والتفكير يؤدي إلى (سكتش) والسكتش يؤدي إلى علم. لا أقول بأنني أزيد على الطبيعة، ولكن أزيد عمقا معينا من داخلي وانفعالاتي ومشاعري والمؤثرات حولي. هذه أزيدها على العمل حتى يخوض المشاهد جولة معي داخل العمل ويخرج نوعاً ما بفكر آخر. هي جولة. العمل الفني ليس سطحا، لكنه خبرة وتجربة ومعاناة وفرح واشتياق، كلها تترجم في عمل واحد. إذا كان لعمل محكي أكثر من بعد أو لوحة فإن الفنان يجب أن يشمل أي شيء، النحت له خامات والتلوين له خامات لكن الفكر واسع وليس له حدود”.
ومن الجدير ذكره أن سامية الزرو، من مواليد العام 1938. أنهت دراستها الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت العام 1957، وتعلمت في اكاديمية كوركورن في واشنطن، العام 1961، أقامت مجموعة كبيرة من المعارض الشخصية في عمان ولبنان ورام الله والقدس وجامعة اليرموك وفيينا ونيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو وشيكاغو وسيراكيوز وتورنتو، إضافة إلى مشاركتها في العديد من المعارض الجماعية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى