8 سلبيات فى نظام الترشح لجائزة “البوكر” للرواية العربية ابتداء من 2017
بلال رمضان
فى الرابع عشر من ديسمبر الجارى أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”، عبر موقعها الإلكترونى، عن تغيير فى نظام الترشح للجائزة بداية من عام 2017، حيث قرر مجلس الأمناء أن “يعدل النظام من واقع نمو الجائزة فى السنوات العشرة الأخيرة”، وذلك بهدف أن يكون “عادلاً فى تعامله مع الناشرين، وأن يحافظ على أهلية كل الناشرين فى ترشيح رواياتهم للتنافس على الجائزة”، و”يسعى إلى تمكين الجائزة من تحقيق غايتها فى التنويه بالتميز فى الكتابة الإبداعية العربية المعاصرة”.
وبحسب بيان الجائزة فإنها سوف تعتمد على نظام المحاصصة “بحيث تتوقف حصة الروايات التى يقدمها الناشرون على عدد المرات التى وصلت فيها كتب الناشر المعنى إلى القائمة الطويلة فى السنوات الخمس السابقة”، وذلك على النحو التالى:
– رواية واحدة للناشرين الذين لم يسبق لهم الوصول إلى القائمة الطويلة
– روايتان للناشرين الذين سبق وصولهم إلى القائمة الطويلة مرة واحدة أو مرتين
– ثلاث روايات للناشرين الذين سبق وصولهم إلى القائمة الطويلة ثلاث أو أربع مرات
– أربع روايات للناشرين الذين سبق وصولهم إلى القائمة الطويلة خمس مرات أو أكثر.
ونوهت الجائزة أنها سوف تُبقى على مبدأ حق الناشرين فى التقدم برواية إضافية فوق حصتهم يكون قد سبق لكاتبها الوصول إلى القائمة القصيرة، كما سيبقى للمحكمين، علاوة على الحصص المقررة، الحق فى استدعاء أى رواية للمنافسة على الجائزة لا يكون قد تم التقدم بها من ناشرها، إن رأوها جديرة بالاعتبار.
ومما سبق يمكننا أن نطرح بعض الملاحظات التى تتعلق بهذا النظام، ولما سيكون له من أثر على الرواية العربية، والكتاب الشباب، ودور النشر العربية.
1: يؤدى هذا النظام إلى عدم تكافئ الفرص بين دور النشر الجديدة والأخرى.
2: عزوف الكتاب عن الذهاب إلى دور النشر الجديدة لصالح دور النشر الأخرى.
3: حرمان الكثير من روايات دور النشر الجديدة من الظهور وعدم اكتشاف عوالم جديدة فى الرواية العربية.
4: استغلال بعض دور النشر صاحبة الحظ الأوفر فى الترشح بأعمالها للكتاب الراغبين نشر أعماله وتقديمها للجائزة، وهو ما سبق وأن قاله الشاعر الكبير مريد البرغوثى حينما كان رئيسًا للجنة تحكيم دورة عام 2015، خلال الإعلان عن الفائز فى هذه الدورة، ونشر نص كلمته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” وقال: “لاحظت اللجنة ترشيحات من دور يبدو أنها تأسست لهذا الغرض لا غير، ونسمع أن هناك دورَ نشرٍ تتقاضى أموالًا من الروائيين بطرق متنوعة”.
5: خروج الجائزة عن المعنى العام لوجودها، وهو إلقاء الضوء على الكثير من الأعمال، وخاصة غير المعروفة، وهو ما يعنى أن النظام الجديد يهدم ما حققته “البوكر” من نجاح، مثلما أفادت الكاتب الكويتى سعود السنعوسى منذ أن أعلنت عن وصول روايته “ساق البامبو” للقائمة الطويلة، ثم القصيرة، ثم فوزه بالجائزة، فلولاها ما كان للرواية أن تحظى بهذا النجاح الكبير، وخاصة أنها كانت الرواية الثانية له.
6: تحولت الجائزة من كونها معينة بالرواية العربية إلى جائزة تتنافس عليها دور النشر صاحبة “نياشين البوكر”.
7: أصبح حلم شباب الكتاب بالفوز بالبوكر مستحيل
8: استدعاء أى رواية للمنافسة على الجائزة من قبل لجنة التحكيم سوف يلقى بشبهة “المجاملة” على هذه الرواية فى حال فوزها.
ومن هنا علينا أن نسأل: لماذا لم تلجأ جائزة “البوكر” إلى الإعلان عن تكوين لجان فرز أولوية، بالإضافة إلى لجنة التحكيم؟، ولماذا لا تعلن “البوكر” فى كل عام عن أسماء الروايات التى تقدمت فى كل دورة، وتم اختيار القائمة الطويلة من بين الأعمال التى وصلتها، تأكيد على مبدأ الشفافية الذى تعمل به وفقاً لتعريف الجائزة على موقعها الإلكترونى.
(اليوم السايع)