“الخريطة الكونية”.. مشاهد بديعة تستدعي إبهار الزوار
الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
يستعرض معرض الخريطة الكونية الذي يقام بالمبنى “18” بالمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” والذي يزوره يوميا العديد من الزوار مكامن الدهشة والإبهار الممزوج باليقين والإيمان بإعجاز القرآن وعظمة خالق الأكوان، حيث يتيح هذا المعرض للزائرين التعرف إلى كلّ ما توصّل إليه العلم من اكتشافات للمجرات المتنوعة وذلك لأول مرة من خلال خريطة كونية، مما يفتح أمام الجمهور آفاقا جديدة وشاسعة للمعرفة والتدبر في ملكوت الله سبحانه وتعالى.
كما يستطيع الزائر من خلال هذه الخريطة معرفة المجرات الكونية والأبراج والأشهر والفصول، بالإضافة إلى إلقاء نظرات جديدة على تطور الكون، إذ تبدو الخريطة بمثابة جزيرة كونية تتكون من عشرات النجوم والمجرات والأجرام السماوية، كما تشكل عناقيد من الضوء تسبح بحرية في الفضاء، متباعدة عن بعضها البعض في تمدد مستمر، وذلك بعد حدوث الانفجار العظيم وهو الانفجار الذي يعتقد العلماء أنه نتج عنه تكون الكون منذ 11 إلى 15 مليار سنة.
وتستدعي مشاهد الخريطة الكونية التي ترصد حركة المجرات، حركة الماء داخل مجرى النهر، أو شبكة طرق تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع، والذي قال عنه العالم الألماني الدمتور ميلر مشبها بأن حركة المجرات أشبه بسائل يتدفق ويجري ضمن قنوات محددة، مما يشهد على عظمة الخالق عز وجل، ما يؤكد وصف الإعجاز العلمي للقرآن الكريم عندما وصف هذا المشهد العظيم بدقة متناهية في قوله تعالى: و(كل في فلك يسبحون) صدق الله العظيم.
كما يكتشف المشاهد الزائر من خلال هذه الخريطة على شبكة من المصابيح الضوئية، حيث كل نقطة مضيئة هي مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، إذ يقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتربط بينها نسيج محكم لا يعلم مداه إلى الله تعالى، فالشمس تتحرك مع الكواكب التابعة لها، وهي تجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، فالقمر يجري والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري، وهو ما عبَّر عنه القرآن بقوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) “لقمان: 29”.