شاعر مغربي يرفض أن يدخل الفيسبوك

ينتقد الشاعر المغربي، عبد السلام بوحجر، غياب الاهتمام الرسمي بالطاقات الإبداعية في بلاده، معتبرا أن “الشعر حياة”، وعلى كاتبه أن يكون صادقا ويبذل الجهد لتجد قصيدته القبول لدى المتلقين.

ويقول بوحجر متحدثا بداية عن تجربته الشعرية، إن “كل نص شعري يمثل موعدا مع الذات أو مع الآخر، ما يُحتم على الشاعر أن يتعب على قصيدته، وعلى إخراجها إلى الجمهور”. وحتى تحظى القصيدة بردود فعل إيجابية من متلقيها، يرى الشاعر المغربي أنه على الشاعر أن يكون صادقا.

الشاعر المغربي الذي كتب عددا من الدواوين التي عرفت صدى واسعا منها “أجراس الأمل”، و”قمر الأطلس”، و”إيقاع عربي خارج الموت”، و”ستة عشر موعدا”، و”الغناء على مقام الهاء”، يبدو من أكثر الشعراء المغاربة غيابا عن الوسائط الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر اختاره عن قصد مفضلا أن يطوق نفسه بالعزلة التي قال إنها مجال الكتابة والقراءة.

ويلفت بوحجر في هذا الصدد إلى أنه ليست هناك حاجة ملحة إلى هذه الوسائط في الوقت الحالي بالنسبة إليه، ورغم إيجابياتها، فهو يقر بأن لها بعض السلبيات، فهو لا يستطيع -كما يفعل البعض- أن يبقى حبيسا للفيسبوك ساعات طويلة، ولا يستطيع أن يرضي مجموعة من الأشخاص أو الأصدقاء مقابل إغضاب الأغلبية.

وحول الجدوى من الشعر في الوقت الحالي الذي يتسم بالسرعة، يعتبر بوحجر أنه إذا كان الزمن متسارعا ومتوترا وعنيفا فلا بد أن يخلق ردة فعل عند المبدع ويؤثر في ما يكتبه بشكل كبير، فيما يؤكد من ناحية أخرى أن البرامج والمسابقات الشعرية التي تزايد عددها في الآونة الأخيرة على شاشات التلفزيون، ضخت دماء جديدة للشعر العربي وأدخلته في مجال التداول الإعلامي، لكنها تحتاج، في رأيه، إلى إعادة نظر وتقويم.

يقول الشاعر “ما هو صالح يتجلى في كون هذه المسابقات حفزت المبدعين على الإنتاج الشعري، وحتى أولئك الذين كانوا يخجلون من أن يظهروا إبداعاتهم، أخرجتهم إلى دائرة الضوء الإعلامي، كما يستفيد المشاركون من ملاحظات أعضاء اللجان وتوجيهاتهم”.

أما ما يحتاج إلى إعادة النظر- بحسب بوحجر- فهو ماثل في ما يُفرض على الشاعر، من أن يكتب في موضوع معين وخلال مدة زمنية قصيرة، وهذا، في اعتقاده، يدفع إلى التكلف، بينما الشعر تعبير عن تجربة أو لحظات معيشية معينة دون حواجز.

يشير الشاعر المغربي إلى أن الشعر هو قبل كل شيء حياة، وكي يعبر عنها لا بد من مكابدة تتحول إلى كيمياء شعورية وعقلية وروحية ونفسية، وكي يقع هذا التحول لا بد من فترة زمنية تفضي في النهاية إلى الكتابة، التي لا يمكن أن تأتي بمجرد أن نضغط على زر كهربائي.

ومن المفارقات التي لفتت انتباه بوحجر في الآونة الأخيرة غياب الرموز الشعرية في المغرب، حيث قال في هذا الشأن إنه “على مستوى الثقافة المغربية، برز كتاب ومفكرون مغاربة كبار استطاعوا أن يحققوا إنجازات فائقة على المستوى العربي والدولي، خاصة في مجال الفلسفة والنقد الأدبي والعلوم كذلك والترجمة والفكر عموما، وأعمالهم هي محط دراسات جامعية في جامعات المشرق والخليج، لكن بالمقابل، الأمر مختلف في ما يتعلق بالشعر”.

ويلفت بوحجر إلى أن “العبقرية ليس لها وطن محدد، فيمكن أن يكون في المغرب شاعر كبير، ويمكن أن يكون هناك روائي كبير في مصر، وهكذا لا ينبغي أن نكون

متعصبين وعنصريين، ونظل نفكر في عقدة الشرق، وكأن الثقافة والآداب والفنون جميعها متمركزة في مصر أو العراق، فالمعارف والثقافات والفنون والآداب ليست للاحتكار”.

(العرب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى