كتب تنويرية تفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب
أعلنت “جائزة الشيخ زايد للكتاب” الأربعاء أسماء الفائزين في دورتها الحادية عشرة 2016-2017، حيث فاز كل من الكاتب اللبناني عبّاس بيضون بجائزة “الآداب” عن روايته “خريف البراءة”، والمفكر السّوري محمد شحرور بجائزة “التنمية وبناء الدولة” عن كتابه “الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة”، فيما نالت الكاتبة الكويتية لطيفة بطي جائزة “أدب الأطفال والناشئة” عن كتابها “بلا قبعة”.
أما جائزة “الترجمة” فكانت من نصيب الباحث والمترجم اللبناني زياد بوعقل عن كتابه “الضروري في أصول الفقه لابن رشد” الذي نقله إلى الفرنسية، كما فاز الباحث العراقي سعيد الغانمي بجائزة “الفنون والدراسات النقدية” عن كتابه ” فاعلية الخيال الأدبي”، وآلت جائزة “الثقافة العربية في اللغات الأخرى” إلى الألماني ديفيد فيرمر عن كتابه “من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر”، في حين فازت “مجموعة كلمات” من الإمارات العربية المتحدة بجائزة “النشر والتقنيات الثقافية”.
وأعلنت الأمانة العامة لجائزة الشيخ زايد للكتاب حجب الجائزة في فرع المؤلف الشاب نظرا إلى “أن الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة”.
أدب وثقافة
بهذه المناسبة علق علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب قائلا ”تميزت مواضيع الإنجازات الإبداعية الفائزة للدورة الحالية بمعالجتها القضايا الملحة التي نعايشها في وقتنا الراهن كالمواطنة والنص الديني والفلسفة العربية والتكنولوجيا والإرهاب، فالفائزون استحقوا الفوز عن جدارة لما لأعمالهم من أثر مهم في الارتقاء بالثقافة والحياة الاجتماعية العربية“.
بالنسبة إلى جائزة الشيخ زايد للآداب التي فاز بها اللبناني عبّاس بيضون، عن رواية “خريف البراءة” الصادرة عن دار السّاقي، 2016 ، تتناول الرواية موضوعة الإرهاب على نحو متميز. وقد جعلت هذه الرواية موضوعها الاختلاف بين أب إرهابي يتسلط على إحدى القرى ويفتك بأهلها وبين ابن متسامح يريد أن يعيش الحب ويستمتع بالحياة، ويتحول الاختلاف بينهما إلى خلاف يصل إلى حد القتل.
وتنطوي الرواية على إمكانات سردية متميزة كالانتقال بين الضمائر في السرد، إضافة إلى البناء الرمزي للعمل، حيث ترمز القرية التي تدور بها الأحداث إلى معظم البلدان العربية، كما تأتي لعبة الأسماء الرمزية في الرواية تأكيداً على هذا البناء؛ فالرواية تبين الصراع بين من يدافع عن الحرية والحب ومن يدافع عن التسلط والإرهاب.
وفاز بجائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية الباحث العراقي سعيد الغانمي، عن كتابه ” فاعلية الخيال الأدبي”، من منشورات الجمل، نظراً إلى أن هذه الدراسة تعالج موضوعا نقديا دقيقا هو دراسة نصوص الأساطير والفلسفة والتاريخ القديم في بلاد الرافدين ومحاولة البحث عن البلاغة المعرفية التي توجد في تلك النصوص، كما أن موضوع الكتاب يقع بين تخصصات مختلفة؛ فلسفية وأسطورية وأثرية وتاريخية قديمة.
أما جائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى فذهبت إلى الباحث الألماني دافيد فيرمير، على كتابه “من فكر الطبيعة إلى طبيعة الفكر”، من إصدارات دي غرويتر – برلين، نظرا إلى أن الدراسة الفلسفية التي يقدمها لفكر ابن باجة، تبرز بصورة تكاد تكون غير مسبوقة عراقة هذا الفيلسوف الأندلسي ودوره في تعريف الثقافة الغربية والعالمية بفلسفة أرسطو لدى انبعاث الاهتمام بفكر المعلّم الأوّل اعتباراً من القرن الثالث عشر الميلادي.
ذلك أنّ ابن باجة قد سبق ابن رشد ومارس تأثيراً كبيرا على من لحقه من الفلاسفة، بيد أنه ظلّ، في الغرب بخاصة، قابعاً في الظل. ويقدم الباحث تحليلا معمّقا لفكر ابن باجة علاوة على ترجمته إلى الألمانية نصّ ابن باجة “كتاب النّفس” الذي يبرز فيه ارتباطه بالفكر الأرسطي.
ومنحت جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة للكاتبة لطيفة بُطي، عن كتاب “بلا قبعة” من إصدارات سيدان ميديا، نظراً إلى ما يتمتع به الكتاب من خيال واسع ولغة رشيقة مشوقة تحفز على الإبداع والتفكير، وتدعو إلى تقبل الاختلاف وعدم قبول الأفكار الجاهزة والنمطية، دون إعمال الفكر فيها، كما يحفّز الكتاب الأطفال على التواصل مع جمال الطبيعة وسحرها.
تنمية فكرية
أما كتاب محمد شحرور المتوج بالجائزة في فرع التنمية وبناء الدولة ”الإسلام والإنسان – من نتائج القراءة المعاصرة” والصادر عن دار الساقي كذلك، فيتناول الأسس الثابتة للإسلام كالإيمان والمواطنة والولاء.
ويمثل الكتاب لوناً من إعادة اكتشاف النصوص القرآنية في ضوء مفاهيم جديدة كالحرية والمواطنة والإيمان والإسلام بعيدا عن مفهوم الصراع والاختلافات التي قادت إلى تصورات مشوهة عن الإسلام.
وفي ما يخص كتاب “الضروري في أصول الفقه لابن رشد” الصادر عن منشورات دي غرويتر والذي قام بترجمته زياد بوعقل وحاز جائزة الترجمة، فهو ترجمة لكتاب ابن رشد إلى الفرنسية بعنوان “ابن رشد: الفلسفة والشرع”، ويفيد هذا العنوان الجديد أن المترجم حرص على أن يكتسب الكتاب مقروئيته التي تراعي الفرنسية الحديثة.
وقد بذل بوعقل مجهوداً واضحاً في تقريب كتاب عن علم أصول الفقه الإسلامي إلى قارئه الفرنسي، حيث خصّ تعابير ومصطلحات قرآنية وفقهية وفلسفية بمقابلات لها في الفرنسية بشكل دقيق. ولا شكّ أن إدراك هذه الغاية أضاف إلى قيمة الكتاب المعرفية قيمة تواصلية
هدفها الانفتاح على الآخر في لغة زمننا. ولهذا فإن الكتاب يساهم في التعريف بالمتن الرشدي لدى الباحثين بالفرنسية في الفلسفة العربية ويشجع على استيعابها والتفاعل معها.
أما “مجموعة كلمات”، التي أسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، والتي نالت جائزة النشر والتقنيات الثقافية، فهي دار النشر الأولى في الإمارات العربية المتحدة المختصة بنشر وتوزيع كتب قيّمة للأطفال باللغة العربية وإنتاجها وفق المعايير العالمية.
وقد أصدرت “كلمات” في غضون ثلاث سنوات العشرات من الأعمال المميزة، شملت كتباً مصورة وكتباً للأطفال الرضع بالإضافة إلى كتب ذات أفكار حيوية وأخرى تتضمن بعض الأساطير التراثية القديمة.
وتتميز “كلمات” بتصاميمها الخلاقة ورسوماتها اللافتة للأنظار والمضمون الهادف والمبتكر في الكتب الصادرة عنها. وهي تصدر عن مشروع معرفي يهدف إلى تشييد أفق حضاري متفتح ومستنير، بعيداً عن التعصب وأحادية المنظور.
ويذكر أن شخصية العام الثقافية سيتم الإعلان عنها خلال الفترة القادمة. وسيقام حفل تكريم الفائزين في 30 أبريل 2017 خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
(العرب)